النباء اليقين

النزق الثوري وآثاره بين العفوية والتوظيف الخاطئ

في إعتقادي عندما قامت ثورة 26  سبتمبر1962 المجيدة لم تقم ضد الإمامة كمسمى أو نظام او نظرية حكم وانما قامت ضد الأوضاع التي كانت لاتلبي طموحات وتطلعات وآمال اليمنيين في تلك الفترة مقارنة بالدول العربية الأخرى والدليل على ذلك أن ثورة العام 48 م والتي كان روادها ومنظروها هم ذات رواد ومنظري 62م قامت على اساس إمامة دستورية لإبن الوزير

كما أن ثورة26سبتمبر المجيدة لم تقم ضد سلالة الائمة او نسبهم أو مذهبهم ولكنها قامت ضد طريقة واسلوب ادارتهم للبلاد والتداعيات المترتبة على ذلك من تفشي الجهل والفقر والمرض .. الثالوث الذي سعى اليمنيون عبر ارادة الثوار للتخلص منه والدليل على براءة الثورة من العداء لسلالة ونسب ومذهب الائمة هو في مجموعة الأسماء الشهيرة والبارزة في الحركة الثورية والمنتمية الى ذات السلالة والنسب والمذهب بل وعلى درجات قرابة كبيرة من الأئمة

ولكن النزق الثوري البريئ في مولده و المصاحب عادة لأي ثورة والتوظيف والاستغلال اللاحق له فيما بعد دفع بالوعي في العقل الجمعي لكافة شرائح المجتمع الى معاداة نظرية الإمامة في الحكم في سبيل ترسيخ نظرية الدولة الجمهورية كعادة العقلية العربية التي تبني مشاريعها على هدم مشاريع الاخرين لا على اساس نظرياتها ومنطقيتها وصلاحيتها ونتائجها

ثم بلغ التوظيف والاستغلال الممنهج والممول والخاطئ في نفس الوقت الى تحويل كل من كانوا على ارتباط اداري بالإمام الى متهمين بالتهمة الشائعة حينها (إمامي ملكي ) وبعدها تجلت اخطر مراحل هذا التوظيف الخاطئ لأهداف ومبادئ الثورة حين انسحبت التهمة على كل منتمي للسلالة التي ينتمي اليها الأئمة .. تهمة لاتحتاج الى جهد لإثباتها فوثيقة اثبات الهوية المتضمنة للإسم واللقب دليل كاف

لم يشفع لبعض الأسر انضمام ابنائها الى صفوف الثوار منذ التخطيط لها ولم يمنح البعض الآخر تأييدهم للثورة ومباركتها واستمر الاستهداف على هذا الاساس وتباينت موقف الأسر بين منحل متخل عن كل مايفرضه انتماؤه الأسري من قيم ومبادئ وواجبات ومسؤوليات والاندماج الكامل في خدمة الحكام المتعاقبين وبين هارب بماتبقى له من قيم متنازلا عن لقب اسرته مخفيا له ليتمكن من الحصول على السلامة كأبسط حق من حقوق الحياة وموقف ثالث رأى اعتزال الحواضر ومنافعها والانكفاء على الوعظ و التعليم في أقاصي الارياف محافظا على هوية كاد الزمان أن يطمسها وعلى أثر من نور أوشك الليل القادم من نجد على محوه لولا حكمة و إرادة الله القوي العزيز

بقلم/ حمير العزكي