النباء اليقين

رأي اليوم اللندنية : ترامب ( رئيس مسعور ) يهدد أمن العالم وإستقراره بسياساته المتهورة

الهدهدنت/متابعات

من المفترض ان تكون أولوية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحسب البرنامج الانتخابي الذي اوصله الى البيت الأبيض، التركيز على إعادة بناء البنى التحتية الامريكية المهترئة، وتوفير الوظائف للعاطلين عن العمل، وزيادة الصادرات الامريكية، لكن المتابع للمئة يوم الأولى من حكمه يرى ان ما يجري على الأرض وفي السماء، هو عكس ذلك تماما.

بعد يومين من الضربة الصاروخية الامريكية لقاعدة الشعيرات الجوية السورية، ها هي إدارة ترامب تأمر حاملة الطائرات “كارل فينسون”، المدعومة بمدمرات تحمل صواريخ موجهة، بالتوجه الى شبه الجزيرة الكورية كإجراء وقائي، وسط انباء وردت على لسان ماكماستر، مستشار الامن القومي الأمريكي حول “بحث الرئيس ترامب كل الخيارات للقضاء على التهديد النووي الكوري الشمالي”.

كوريا الشمالية الدولة الصغيرة الفقيرة التي لا يزيد عدد سكانها عن 25 مليون نسمة، تحدت امريكا العظمى، ومحاولتها الهيمنة على العالم، بتطوير برامجها النووية وإنتاج صواريخ باليستية عابرة للقارات يمكن ان تصل الى أمريكا، الى جانب حلفائها في الجوار الآسيوي مثل كوريا الجنوبية واليابان، فهي لا تنسى الحرب الامريكية في الخمسينات من القرن الماضي التي أدت الى مقتل ما يقرب من أربعة ملايين كوري.

الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ ادان الهجوم الصاروخي الأمريكي على قاعدة الشعيرات السورية الجوية، التي أراد الامريكيون، ومثلما قال ريكس تيلرسون، وزير الخارجية، ان تكون رسالة الى بلاده، وقال في بيان رسمي ان هذه الضربة الامريكية تؤكد ان خيارات بلاده في تطوير صواريخ باليستية وبرامج نووية سليمة تماما في اطار سياسة الدفاع عن النفس، والتغول الأمريكي.

من يزعزع استقرار منطقة شرق آسيا ليس كوريا الشمالية، وانما الولايات المتحدة الامريكية، التي يقودها رئيس “مسعور يريد ان يستخدم قدرات بلاده العسكرية الضخمة لارهاب العالم، واشعال الحروب في اكثر من مكان في الشرق والغرب على حد سواء.

كوريا الشمالية هي جزء من منظومة عسكرية وسياسية تضم الصين وروسيا، وهاتان الدولتان لا ترى في تطوير البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية ما تراه أمريكا، ورئيسها الجديد، مما يعني انهما قد لا يسكتان على هذه التهديدات الامريكية المتغطرسة.

 هناك تسريبات أمريكية تتحدث عن خطة لاغتيال الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ، ومن الطبيعي ان ينفيها تيرلسون، ويؤكد انه لا علم له بها، وربما يكون نفيه صحيحا، لان من يضع هذه الخطط ليس وزارة الخارجية الامريكية، وانما وكالة المخابرات المركزية “سي أي ايه”، التي لها تجارب دموية في هذا المضمار.

هذه التهديدات بالاغتيال، او بارسال حاملات الطائرات، لا نتعقد انها ستخيف كوريا الشمالية، او تدفعها لوقف برامجها الصاروخية الباليستية او النووية، ودليلنا انها اطلقت صاروخا باليستيا الأسبوع الماضي اثناء اجتماع القمة بين الرئيس الصيني شي جين بينغ، ومضيفه ترامب في الولايات المتحدة.

الصين طالبت بضبط النفس، وهي محقة في ذلك، لان الرئيس ترامب شخص متهور، وجاهل سياسيا وعسكريا، وممثل غير بارع، ولا يفهم غير السمسرة، وكيفية جمع المال، ومن الممكن ان يقود العالم الى حرب نووية مدمرة.

من حق كوريا الشمالية ان تدافع عن نفسها، وان تملك صواريخ باليستية واسلحة نووية، وان تقف بقوة في وجه الغطرسة الامريكية، فهي لا تشكل ربع الخطر الذي تشكله دولة مارقة وعنصرية، مثل إسرائيل التي تملك أسلحة نووية وصواريخ باليستية على امن العالم واستقراره، فلماذا تكيل الولايات المتحدة الامريكية بمكيالين في هذا المضمار؟