النباء اليقين

لماذا لاتعودوا …؟؟!!

تشكلت اللجنة الثورية العليا إبان ثورة ال21 من سبتمبر كسلطة رقابية ثورية بعد ان رفضت السلطات القائمة حينها تمكين الثوار من الاجهزة الرقابية

وعندما استقالت حكومة بحاح ثم استقال الفار هادي بهدف ادخال البلاد في حالة الفراغ جاء الاعلان الدستوري الذي خول اللجنة الثورية سد الفراغ المفتعل ليضيف الى عمل اللجنة الثورية العليا القيام بأعمال الحكومة وتسيير شؤون البلاد

لتتحمل اللجنة الثورية المسؤولية وحدها امام وضع سياسي اقتصادي وامني هش ومرتبك ثم في مواجهة عدوان لم يترك لها فرصة لتلتقط انفاسها ولكنها استمرت في إدراة البلاد بكل طاقاتها فاحسنت ادارة الازمات وتجاوزت كل المعوقات والمؤامرات

وعندما حدث التوافق السياسي واعلن المجلس السياسي ثم الحكومة سلمت اللجنة الثورية مهمة ادارة البلاد الى السلطات القائمة حاليا وبقيت المهمة الرئيسية والوظيفة الاساسية لها وهي الرقابة الثوريةوالتي ضاق بها المتضررون ذرعا وتباكوا كثيرا وولولوا طويلا فهل تم تجميد عمل اللجان الثورية نزولا عند تلك الرغبات ؟؟ أم كانت مبادرة لإثبات حسن النوايا وافساح المجال لحكومة الانقاذ التي اعتبرت وجود اللجنة عائقا؟؟!! أم أن تعيين ممثلي اللجنة الثورية وادماجهم في الجهات في مناصب قيادية هو البديل الضامن لاستمرار دورها؟؟ للاسف الشديد الاوضاع اليوم اسوء بكثير مماكانت عليه أيام تولي اللجنة الثورية وقد لايكون السبب عجز القيادات العليا ولكن الاكيد ان السبب هو غياب الرقابة المصاحبة المحاسبة والملازمة الحازمة ودخول حسابات المحاصصة على معادلة الاداء الوظيفي لقد كانت محاولة تغييب اللجنة الثورية عن الساحة مدروسة بعناية وواضحة للعيان والا فلماذا كل هذا الضجيج والاستنكار والتذمر لتحركات رئيسها محمد علي الحوثي على المستوى الشعبي والجماهيري بدلا من اعتباره مكملا لعمل الحكومة لابديلا عنه ومتناغما مع توجهاتها لامتناقضا معها ورافدا لجهودها لا منتقصا لوجودها وفاعلا في مواجهة العدوان لامفتعلا للخلاف والمناكفات لقد وصلت الاوضاع في البلاد حدا لايمكن تجاهله او التغاضي والسكوت عنه واداء حكومة الانقاذ لايرقى الى مستوى الظروف الاستثنائية والاصعب على الاطلاق منذ بداية العدوان إن المرحلة تستدعي بل وتقتضي تظافر جميع الجهود والطاقات وحكومة الانقاذ احوج ماتكون لوقوف اللجنة الثورية الى جانبها تبارك انجازاتها وتستنهض عثراتها وتقوم أخطاءها وتبارك نجاحاتها لابد من عودة اللجنة الثورية العليا ولكن في اطار مؤسسي و وفق أسس ادارية تمكنها من تلافي الهفوات السابقة لبعض ممثليها واعداد برنامج عمل متكامل لإنقاذ حكومة الإنقاذ وما دامت الثورة مستمرة والمواجهة مع العدوان في ذروتها والوطن في أمس الحاجة الى روح التحرك والمبادرة لتغطية عجز الركود واللامبالاة والى الشفافية و المصداقية لتلافي أخطاء الضبابية والصمت والى المنافسة اكثر من المحاصصة والى الآثار المبشرة اكثر من الاخبار المصورة لم ينته دوركم ولاعذر للجميع أمام الله ولن يغفر الوطن للمتخاذلين فلماذا لا تعودوا؟؟؟

بقلم/ حمير العزكي