النباء اليقين

تــبت يدا “تــرامب”..!

عـبدالله علي صبري
– حتى وهو يرفع عقيرته ضد إيران، فإن الرئيس الأمريكي الجديد لم يجد بلدا رخوة يمكن استهدافها وانتهاك سيادتها سوى اليمن. وباسم محاربة الإرهاب دشنت إدارة “ترامب” أولى عمليات واشنطن العسكرية في 2017، بقصف وإنزال جوى على “يكلا” اليمنية، راح ضحيته مدنيون أبرياء من النساء والأطفال.
وبدل أن يتوجه ترامب إلى محاربة الإرهاب في بلده الأصلي، أو يشن حربا مباشرة على إيران، سار على خطى السعودية “ضرب إيران في اليمن “. لكن حتى وإن تصاعد الوعيد الأمريكي لإيران، فهذا لا يعنى أن السعودية ودول الخليج بمنأى عن الخطر، فقد كان زعيم اليمين المتطرف صريحا في حملته الانتخابية، لجهة أن حماية أمن وحدود حلفاء أمريكا لن يكون بلا ثمن. ولا شك أن هذا الشطر من خطة “ترامب”، بانتظار التوقيت المناسب.
“ترامب” الذي يشغل العالم بتصريحاته، وقراراته، اتخذ من اليمن وجهته الفضلى لمحاربة (الإرهاب)، وتطمين السعودية، في مقابل التصعيد ضد إيران، وقد أردف عملية “يكلا “، بقصف من البحر على جبال المراقشة بجنوب البلاد، وبتعزيز الأسطول البحري الأمريكي في “باب المندب”، وأدرج اليمن ضمن سبعة دول مشمولة بالحظر من دخول أمريكا، وهي القائمة التي ضمت إيران واستثنت السعودية.
غير أن الاستهداف الأمريكي لخلايا تنظيم القاعدة في اليمن، ليس منفصلا عن خطة أمريكية تعمل على تهيئة المسرح اليمني لحرب تظهر فيها واشنطن حازمة وحاسمة في مواجهة الإرهاب، بعد أن أوحت إدارة “أوباما” أنها لا تأبه لتنامي التدخل والنفوذ الروسي في المنطقة.
وإلى جانب التبديل في صورة أمريكا لدى العالم، فإن المخابرات الأمريكية التي تعيش خسارات متلاحقة جراء الهزائم المتوالية لـ “داعش” في سوريا والعراق، تجد في تحريك خيوط وخلايا القاعدة باليمن متوافقا مع حاجة أمريكا لاستمرار لعبة محاربة الإرهاب، والتدخل في شئون دول المنطقة تحت هذا العنوان المضلل!
لكن إلى أي مدى ستذهب الإدارة الجديدة في التعامل مع اليمن، الذي يتعرض للحصار والعدوان السعودي الأمريكي منذ 22 شهرا؟
هل ستمضي أمريكا في مواصلة إشعال الحرب بجنوب البلاد، وحول باب المندب، تمهيدا لاحتلال الجنوب بشكل مباشر كما فعلت بريطانيا من قبل، أم أنها ستكتفي بدعم خيار فصل الجنوب عن الشمال، بالاستفادة من المعطيات والوقائع الميدانية حاليا؟
أيا يكن، يبدو أن ترامب– تبت يداه- لا يعرف بعد أن اليمن “مقبرة الغزاة والنظريات “، ولعله بتصعيده الأحمق، يورط بلاده في فخ كبير لن تخرج منه حتى بـ “خفي حنين”!!