النباء اليقين

جرائم آلـ سعود إلى أين؟ || عبد الملك العجري

 

تتسابق القيادات الخليجية المشاركة في العدوان الهمجي على اليمن لحجز مقاعدهم في الصفوف الاولى لمجربي الحرب الدوليين مزاحمين -أدولف هتلر و هيرمان غورينغ النازيين و الجنرال بينوشيه طاغية شيلي و الجنرال الفرنسي لاموريسيير الذي محا من الوجود خمسة وعشرين قرية جزائرية في عملية واحدة و ترومان الرئيس الأمريكي الذي اصدر تعليماته بإلقاء قنبلة هيروشيما و ايهود أولمرت، عمير بيرتس، غابي أشكنازي، دان حلوتس ,وارائيل شارون الذي باشر مذبحة صبرى وشاتيلا ,والزعيم الصربي ميلوسوفيتش وعلى حسن المجيد المسؤول عن مذبحة حلبشة…وغيرهم من المسوخ البشرية منزوعي الضمير و الإنسانية ,ينافسونهم مكانتهم.
170 يوما مضت من العدوان على اليمن لا يمر يوم الا بمجزرة يرتكبها طيران العدوان يروح ضحيتها العشرات من المدنيين في شمال اليمن وجنوبة شرقه وغربه ويراكم من سجله الأسود في اليمن مستهدفا كلما هو قائم,وكل مظاهر الحياة البشر,و الحجر ,والشجر ,والحيوان ,وبكل قباحة يعلن ناطق حربهم مدنا ومحافظات بأكملها هدفا لعملياته ,وكلما مرغ أبطال اللجان الشعبية والجيش اليمني كرامتهم في التراب مجندلين لجنودهم والياتهم ,ذهبوا للاستعاضة عن كرامتهم المهدرة في ساحات الحرب بالهسترة على المدنيين العزل ,وقبل ايام صرح داعر من عصابة الرياض عن 500 بيت مستهدف في صنعاء .
هذه الجرائم لن تفلت من العقاب عاجلا ام آجلا ولن يكون بعيدا اليوم الذي نرى فيه قيادات اما العدوان خلف قضبان محكمة الجزاءات أو مطلوبين لمحاكم دولية أو محلية .
الأمر ليس ثقة بعدالة المجتمع الدولي ولا بادعاءاته الزائفة عن حقوق الإنسان ولا بقدرة المحاكم المختصة التابعة للأمم المتحدة فالمحاكم التي أنشأت لمجرمي الحرب أو المدرجين على قائمة المطلوبين معظمها تمت لأسباب سياسية سهلت محاكمتهم , على سبيل المثال المجرم الصربي “ميلوسوفيتش” لم يقف في قفص اتهام المحكمة الدولية لجرائم الحرب لأنه ارتكب سلسلة من الجرائم ضد الإنسانية ,بل باعتباره آخر حلقة من حلقات الحرب الباردة .
بالنسبة للنظام السعودي لن يعدم الأسباب التي تسهل من أمر مسائلته ومحاكمته ولو بعد حين ,فهو ككل الأنظمة العصبوية والدكتاتورية تحمل جرثومة فنائها وتفككها في ذاتها (وقد شرعت أعراضها وتراكماتها في التهديد الجدي للنظام السعودي والرئيس الأمريكي في المقابلة التي أجراها معه الصحفي الأمريكي توماس فريدمان قالها صريحة للنظام السعودي والأنظمة الخليجية عموما الخطر الذي يتهددكم في الداخل وليس في الخارج) ,وقدرته على البقاء والاستمرار ليس لأسباب ذاته بل رهن بإرادة ومصالح الرأسمالية العالمية وقدرت النظام السعودي على التوأمة معها و على تمثيل مصالحها الحيوية ,وهي أولا مصالح متناقضة سريعة التقلب والتبدل ,وواضح أن القائمين على مصالح الرأسمالية العالمية يحرصون أكثر من غيرهم على توثيق الجرائم التي يبالغ النظام السعودي في ارتكابها والاحتفاظ بها لوقت الحاجة ,وستكون مسالة حقوق الإنسان أهم أدوات إسقاط النظام السعودي ,وليست حكاية صدام حسين عنا ببعيد ,وثانيا قدرة الرأسمالية العالمية على حماية النظام السعودي ليست مطلقة فعوامل الإفناء الذاتي التي أشار إليها اوباما عند درجة معينة تخل بكفاءة النظام السعودي على خدمة مصالح الرأسمالية العالمية .
غير ذلك الأوضاع المحلية عرضة للتبدل وسيتعافى اليمن من محنته و لن ينسى اليمن الدولة ولا اليمن الشعب لآل سعود ما قارفوه بحقه ,والتدمير الذي مارسه العدوان نفسيا واقتصاديا وسياسيا سيظل محفورا في الوجدان الشعبي حتى ينتصف لنفسه ولن يعدم الحيلة .