النباء اليقين

مهمة سعودية لولد الشيخ إلى عدن ماهي؟!

بفضيحة ديبلوماسية واخلاقية لم ينقصها سوى الاعلان الرسمي عبر منابر الأمم المتحدة سارع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ لإكمال مهمته المكلف بها من النظام السعودي بإعلان حاسم اطاح خارطة طريق الحل السياسي التي كان وضعها سابقا بالتنسيق مع الرباعية، بتصريح اطلقه اليوم من محافظة عدن بعيد لقاء جمعه بالفار عبد ربه هادي، اعلن فيه الغاء الخطة الأممية واستبدالها بخطة معدلة تسلم مسودتها السعودية من الفار هادي في اللقاء الذي جمعهما اليوم بعدن في حضور رئيس حكومة هادي احمد عبيد بن دغر وعبد الملك المخلافي.

ولم تمض سوى ساعات قليلة حتى انهى ولد الشيخ ما وصفها بأنها “مباحثات لعودة الاطراف إلى طاولة مفاوضات الحل السياسي” حتى قرر تبنى الخطة المعدلة سعوديا معلنا أن ” أي حل للأزمة اليمنية لن يكون إلا بمشاركة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي وحكومته”.

وزاد ولد الشيخ وفقا لتصريحات نقلتها وكالة الاناضول التركية بالقول إن ” المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن الدولي والدول الــ 18 الراعية للتسوية لا يعترفون إلا بالرئيس وحكومته”

تصريحات ولد الشيخ التي سبقت زيارته لعدن باتهامات بلعب ادوار بالنيابة عن النظام السعودي جاءت بعد تسلمه اليوم نسخة معدلة لخارطة الطريق الأممية التي عرفت بـ ” مبادرة كيري ـ ولد الشيخ” من الفار هادي، والتي تحدث اعلام هادي على استحياء بانها ” تضمنت ردا حول خارطة الطريق الأممية  تضمن تفنيدا لمحتواها وبنودها  و تصحيحاً لمسارها” قبل أن تؤكد مصادر اخرى أنها تضمنت نسخة معدلة لخارطة الطريق الأممية، وضعها هادي وحكومة لكي  تكون قاعدة للمفاوضات التي ستديرها الأمم المتحدة بشأن الحل السياسي للأزمة اليمنية خلال الفترة المقبلة.

وبالاجتماع الذي لم يستغرق سوى ساعة واحدة تسلم فيها النسخة السعودية لخارطة الطريق اطاح المبعوث الأممي بالتعهدات التي قدمها إلى  مجلس الأمن في جلسته الأخيرة بشأن اليمن واعلن فيها تمسكه بهذه بالخطة الأممية التي اكد لمجلس الأمن  أنها ” متماشية مع قرار مجلس الأمن 2216 والقرارات ذات الصلة، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني” فضلا عن تأكيده بأنها “تشمل سلسلة إجراءات أمنية وسياسية متسلسلة ومتوازية من شأنها أن تساعد على إعادة اليمن للسلام وللانتقال السياسي المنظم”.

وعلى أن تصريحات ولد الشيخ اليوم وصفت بأنها “فضيحة” خصوصا وأن المبعوث الأممي اطاح فيها بخارطة الطريق التي كان قدمها إلى أطراف الأزمة اليمنية وإلى مجلس الأمن الدولي بعد موافقة واشنطن ولندن والرياض والامارات على فحواها وفقا لتصريحات اميركية واماراتية، فقد اتجه ولد  الشيخ بصحبة الفار هادي إلى الامارات في مسعى للحصول على تأييد إماراتي للخطة المعدلة التي تسلمها ولد الشيخ بعدما قرر فجأة تغير خط الرحلة التي كانت مقررة أن تتم إلى الرياض مباشرة ليفسح المجال لهادي اقناع  الطرف الإماراتي برؤيته الجديدة فيما حل ولد الشيخ في الرياض لترتيبات الخطوة التالية.

وبحسب مصادر ديبلوماسية تحدثت إلى المستقبل” فقد وصل ولد الشيخ إلى عدن حاملا اجندة سعودية بعدما كان اعلن قبل أيام أنه سيتجه إلى عدن للحصول على موفقة مكتوبة من الفار هادي وحكومته للانخراط في جولة مفاوضات حول خارطة الطريق التي سلمها إلى وفدي المفاوضات في وقت سابق والحصول على موافقة لاتفاق مسقط الموقع برعاية أميركية عمانية لوقف النار والعودة إلى مفاوضات الحل السياسي.

وتقول المصادر إن النظام السعودي اوفد ولد الشيخ إلى عدن لخلط الأوراق وتحريك الجمود الذي اكتنف مهماته خلال الايام الماضية، لتدارك تداعيات عسكرية ميدانية في الجانب السعودي من الحدود والتي تصاعدت مؤخرا في جبهات نجران وعسير وجيزان وتكللت بعمليات عسكرية نوعية للجيش واللجان الشعبية افلحت في فرض الجيش واللجان الشعبية سيطرة كاملة على اجزاء كبيرة بمنطقتي سقام والشرفة في المدخل الجنوبي لمدينة نجران.

وفي الجانب الآخر فقد اقتضت الاجندة السعودية التي حملها ولد الشيخ ‘إلى عدن وتكللت بلقائه الفار هادي وحكومته نسف التقدم الذي حصل حيال خارطة الحل السياسي التي كان المبعوث الأممي تبناها بناء على توصيات الرباعية( واشنطن ولندن والرياض وأبوظبي)  سعيا إلى انتاج صيغ جديدة  تنهي حال الانسداد الذي خلفته المواقف المتصلبة لهادي وحكومته الرافضة للمبادرة الاممية للحل السياسي خصوصا وانها تسببت في تعزيز الموقف الدولي المساند لصنعاء والذي اتاح لها اعلان تشكيل حكومة الانقاذ الوطني.

ورغم أن التقديرات كانت تشير إلى أن تحركات ولد الشيخ المكلف بها من النظام السعودي ستنتهي بكبح تقدم قوات الجيش اليمني في العمق السعودي وعرقلة ترتيبات منح حكومة الانقاذ الثقة عبر البرلمان إلا أن نتائج اليوم الأول لمفاوضاته كانت مفاجئة وصادمة لكثير من الاوساط السياسية العربية والدولية بعدما افصحت عن خطة بديلة للحل السياسي اكتفى بشرح جزء من مضمونها بالإشارة إلى أن أي حل لن يكون بعيدا عن ما سماه الحكومة الشرعية.

المصدر:المستقبل