النباء اليقين

بعد رئاسة عون.. الرياض تسعى لوضع لمساتها على حكومة الحريري

الهدهد/لبنان- الصبغة البروتوكولية لزيارة الوفود السعودية إلى لبنان لا يمكنها إخفاء محاولات المملكة في إستعادة دورها فيه، مكررة محاولاتها لتجيير الانجازات لصالحها، من ترئيس ميشال عون إلى تشكيل الحكومة الحريرية.

يبدو أن المنعطف الحاد الذي مرّت به العلاقات السعودية اللبنانية بدأ بالليونة، مستفيداً من الإستحقاقات الرسمية في بيروت. حاولت المملكة استعادة أعيانها في لبنان على وقع الإستحقاقات المهمة، باعثة بموفديها قبيل كل انجاز لتضفي صبغتها السياسية عليه وتتبناه أو تباركه.

ثلاثة أسابيع على تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل حكومة وطنية، إلا أنه لم يتوصل حتى الساعة إلى توليفة ترضي جميع الأطراف، وبينما يغرق الساسة اللبنانيون في التجاذبات الإستحقاقية تلعب المملكة على وتر الانجاز والمشاركة فيه بما يرضي مصالحها، بعد أن اصيبت العلاقات الثنائية بشرخ واضح انعكس على تعاطي المملكة مع لبنان المؤسسات والسياسيين.

وقبيل الإنجاز الرئاسي، حط وزير الدولة للشؤون الخارجية ثامر السبهان في بيروت، منجزاً سلسلة من اللقاءات المكوكية مع الساسة اللبنانيين، وحينها لفت إلى أن الرياض تهدف إلى بناء العلاقات الجيدة مع الدول العربية، زاعماً أن بلاده ترفض التدخل في السياسات الداخلية للدول. اليوم، وقبيل انجاز الإستحقاق الحكومي المتعثر، وصل خالد الفيصل، منتدباً من الملك سلمان ليدعو عون لزيارة الرياض، زيارات متسارعة تسبق الاستحقاقات، أمر يشي بعودة زمن الإستحقاقات الخارجية الذي يهدف إلى فرض نفسه سريعاً مع التطورات على الساحة الداخلية للبنان.

مراقبون وضعوا الرسائل السعودية في سياق المصالح التي تهدف لها المملكة، عبر انتزاع الرئيس ميشال عون من حضن خط ايران سوريا حزب الله، خاصة بعد “أرهبة” الرياض ومجلس التعاون للحزب، فهي تهدف إلى الاستفادة من عون ليقف في خط وسطي أقله وليس في المحور المقابل لها. وتسعى الرياض عبر موفديها إلى بيروت وضع لمساتها الأخيرة على الإستحقاق الحكومي، جاذبة الرئيس المكلف سعد الحرير ناحيتها، بعد فترة التوتر التي شهدتها العلاقات معه، وما أصابه من أزمة مالية بخسارة دعم “سعودي أوجيه”، ما أحدث شرخاً في العلاقة معه، إلا أنها تحاول الآن تثبيته في صفها والتعاون معه والإستفادة من موقعه الجديد.