النباء اليقين

نعم للسلام …بقلم/عبدالله صبري

تفاهمات مسقط وما تنطوي عليه من خداع بشأن وقف العدوان، لم ولن تنطلي على الجيش واللجان الشعبية، ولا على القيادة السياسية للبلد ، فالمبدأ الثابت كان حاضراً في مختلف المشاورات السابقة ، وقد قالها شعبنا وترجمها عمليا: نفاوض واليد على الزناد .

وبالطبع قد لا تكون مفاوضات السلام في الإطار الذي نتطلع إليه، وقد تنطوي على تنازلات مجحفة ، لكن السلام العادل والشامل يظل المطلب الرئيس للقوى الوطنية المناهضة للعدوان ، وإن اختلفت في تقدير طبيعة السلام المفترض .

صحيح أننا نتعامل مع عدو يتربص بنا الدوائر ويحاول أن يحقق بالسلام ما عجز عن تحقيقه بقوة السلاح ، غير أننا استطعنا في المقابل أن نضع حداً لطموحات النظام السعودي ، الذي اعتدى علينا وجيش العالم معه في هذه الحرب القذرة التي تستهدف اليمن كل اليمن أرضاً وإنساناً وتاريخاً، وبفضل الصمود الشعبي وانتصارات الجيش واللجان الشعبية تغيرت المعادلة ، وهو ما جعل الدول الرباعية تنحو إلى تفهم مطالب الشعب اليمني والقبول بالتفاوض على أساس الرؤية الوطنية التي زاوجت بين الترتيبات السياسية والأمنية، بهدف الوصول إلى تسوية عادلة تضع حداً للحصار والعدوان، وتسمح باستعادة وحدة البلاد وتثبيت الأمن والاستقرار ، والتعاطي مع المجتمع الدولي من منطلق الندية والاحترام المتبادل .

وإذا كنا قاب قوسين أو أدنى من الانتصار في الجبهة السياسية ، فإن الطرف الآخر يسعى بدوره إلى الخروج بنفس النتيجة، وهذا ما يفسر التشدد الذي ظهر عليه أدوات الرياض بعد أن تعمد الأمريكي إذلال ما يسمى بالحكومة الشرعية، وهو يعلن عن تفاهمات لم يكونوا طرفاً فيها.!

الخداع الأمريكي تعمد أيضاً الوقيعة بين القوى المناهضة للعدوان أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، حيث تجاهل ذكر المؤتمر عند إعلان تفاهمات مسقط ، وهذا كله يدلل على أن معادلة السلام ليست سهلة ولن تكون مثالية على النحو الذي يتطلع إليه البعض.

فهل يكون هذا الإخراج السيء للتفاهم مبرراً كافياً للنكوص عن التفاوض مجدداً ؟

لا أرى أن المزاج العالمي اليوم معني بمثل هذه التفاصيل، فأصدقاء الشعب اليمني قبل أعدائه ، ينتظرون من أطراف الصراع التقدم في المسار التفاوضي. وبعد أن استنفذت القوى الدولية أوراق الضغط على الوفد الوطني ، بات الطرف الآخر في مرمى الضغوط الجادة – وربما لأول مرة منذ إعلان الحرب على اليمن-، ما يعني أن ثمة فرصة جادة تنتظر المفاوضات المقبلة، خاصة وأن الوفد الوطني قد أعلن القبول بمبادرة الأمم المتحدة كأرضية للنقاش!

ولسنا بهذا القول كمن يبيع الوهم للناس، غير أن السلام في الأخير هو مطلب الشعب اليمني والقوى المناهضة للعدوان، بينما الحرب والارتزاق منها تظل في مصلحة من باعوا أنفسهم للشيطان وارتموا في أحضان آل سعود !