النباء اليقين

علامَ نتقاتل ؟!! أعلى إقتسام الفقر أم إحتساء القهر ؟!!…

بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي

 لا يوجد أحدٌ لا يغني للوطن، فجميعنا نغني له و نهتف، بل أن كل فريقٍ منَّا يدّعي أنه أكثر عشقاً و حبَّاً لهذا الوطن من الآخر !! فأين

المشكلة إذاً في ظل هذا التنافس المحموم على حب الوطن ؟!! المشكلة يا صديقي هي أن كل فريقٍ يعتقد أنه أحق بهذا الوطن

من الآخر حتى أنه قد أصبح يرى في وجود الطرف الآخر زرعاً ضاراً بهذا الوطن يجب إقتلاعه !! بدلاً من أن نبحث في أصل هذه

المشكلة و نعالج أسبابها بحكمةٍ و عقلانية صرنا نبني عليها بكل جدٍ و إجتهادٍ حتى أصبحنا اليوم من حيث لا ندري (روافضاً و

دواعشاً) في آنٍ واحدٍ، فهل هذه هي الوطنية الحقة و هل هكذا هي المسئولية التي يجب علينا أن نتحملها تجاه هذا الوطن ؟!! أي

حماقةٍ هذه التي تجعلنا نصوّب بنادقنا تجاه بعضنا البعض، و أي وهمٍ ذلك الذي يجعلنا لا نعيد النظر في تصرفاتنا و مواقفنا تجاه

بعضنا البعض ؟!! لماذا هذا الحقد المفرط على الآخر ؟!! ألم نكن أطفالاً نلعب سوياً و نأكل سوياً و نغدو كل يومٍ إلى المدرسة و نروح

سوياً ؟!! فمالذى جرى حتى أصبح كل واحدٍ منا اليوم يرى في نفسه ملاكاً طاهراً و في الآخر شيطاناً رجيما ؟!! أي جاهليةٍ عمياء

هذه التي نعيشها اليوم، و أي غشاوةٍ تلك التي غطت على أسماعنا و أبصارنا و عقولنا حتى أصبحنا قوماً لا نسمع أو نبصر أو نعقل

من الأمر شيئاً ؟!! قاتل الله السياسة كيف فعلت بنا حتى أنها فرقت بين المرء و زوجه و الأخ و أخيه و الوالد و ولده و كل ذلك من

أجل – كما يُقال – حب الوطن !! علامَ نتقاتل اليوم ؟!! أجيبوني أيها الحمقى !! أعلى إقتسام الفقر نتقاتل أم على إحتساء القهر ؟!!

لماذا سكتم .. لماذا ؟!! أرضيتم بهكذا وطن و هكذا عذاب ؟!! سُحقاً !! ليتنا جميعاً نعود أطفالاً كباراً، فربما نعود كما كنا ملائكةً

طاهرين حيث لا حقدٌ و لا كراهيةٌ و لا تمايز، و حيث يزهر الأمل وُ يوُجد الوطن…، و ربما – من يدري – يعود من جديد إلينا بعد أن

أضعناه رُشدُنا و حلومنا، و نؤدي جميعاً كما كنا من جديد بقلبٍ واحدٍ و صوتٍ واحدٍ وصادقٍ .. تحية العلم