النباء اليقين

داعش الكبرى تضرب القاعة الكبرى

عرفات الرميمة

 

لم تكن المجزرة التي ارتكبها طيران العدوان السعودي – عصر السبت 8أكتوبر في شارع الخمسين في صنعاء- بدعا من المجازر التي يرتكبها العدوان، فهي تشبه كل المجازر السابقة لها في كيفية الضربات وفي نوعية السلاح المستخد م وتختلف عن بقية المجازر في الكم وهو العدد الكبير من الضحايا الذين تجاوزعددهم 700 إنسان ما بين شهيد وجريح .

فقد بدء العدو السعودي أولى جرائمه في مخيم المزرق في حرض مرورا بمجزرة مدينة العمال في المخا ومجزرة صالة العرس في واحجة وكذلك صالة العرس في سنبان ذمار – 8اكتوبر من العام الماضي – وكذلك مجزرة سوق مستباء في حجة في 15 مارس وليس انتهاء بمجزرة حارة الهنود في الحديدة في يوم السلام العالمي 21سبتمبر .وجريمة الصالة الكبرى – كسابقاتها من الجرائم – هي جريمة مكتملة الأركان مع سبق الإصرار والتعمد والاعتراف، فبعد الإنكار المتعمد من العدو السعودي للجريمة من هول بشاعتها حوصر العدو بالأدلة والاثباتات الدامغة التي جعلته يهرع للإعتراف بها في رسالة بعث بها مندوب عيال سعود لأعضاء مجلس الأمن ويأسف لأسر الضحايا . أما اختلاف تلك الجريمة عن سابقاتها فهو الاستنكار الدولي الواسع والادانات غير المسبوقة والتي أجمعت على ضرورة محاسبة المتورطين بارتكابها.

فلا يكاد العدو السعودي ينتهي من مجزرة حتى يلح في أخرى وبشكل أشد ضراوة وأكثر دموية من سابقاتها. هم يقتلون ولا يقاتلون ويرتكبون أبشع وأفضع الجرائم على مر التاريخ ولا يحاربون كالرجال والسبب في ذلك أنهم أمنوا العقاب – خصوصا بعد إخراج الأمم المتحدة لهم من قائمة العاروانحياز امريكا وبريطانيا وفرنسا إلى جانبهم في مجلس الامن ومجلس حقوق الانسان – فتمادوا في غيهم وزادت شهيتهم المفتوحة للقتل للقتل ولم تعد قواعد القانون الدولي القائمة في الوقت الحاضر قادرة على تأطير جرائمهم المرتكبة بحق أبناء الشعب اليمني ، لقد تجاوزت تلك الجرائم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة التي تعني إرادة هلاك جماعة بعينها إلى جماعة إهلاك شعب كامل بأسرة . إن العدوان السعودي الامريكي ينتهج في جرائمه ومجازرة المتكررة نفس الأسلوب الذي كان ينتهجه العدو الإسرائيلي- سواء في حروبه على لبنان أو في غزة – وهو ما يعرف بكي الوعي عن طريق ارتكاب مجزرة والحاقها بمجزرة أبشع منها وأشد فتكا كي يفقد المتابع لجرائمه الإحساس بفداحة الجريمة ولا يكاد يفيق من هول الصدمة الأولى إلا بصدمة أشد منها وهكذا … كي يتعود الوعي على تقبل الجرائم والمجازر ويتعايش معها كواقع معاش .

أراد العدوان السعودي أن يثبت للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية التي تسجل جرائمه وتدينها أنه فوق المجتمع الدولي وفوق جميع قوانين حقوق الإنسان وأنه لا يعترف بجميع الاتفاقيات – خصوصا اتفاقيات جنيف – وأنه يستطيع بأمواله شراء الصمت الدولي، تعرى العدوان بالكامل من القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية، لأنه على دين النفط الوهابي الذي تتحدد هويته بالإرهاب وليس على دين الإسلام الذي يجعل من السلام دينا ومن الدين سلاما، فالدين عند الله الإسلام والسلم والسلام والمسالمة. إن مجزرة الصالة الكبرى ليست كما قبلها وهي تشبه مجزرة قانا الثانية التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في عدوانه على لبنان – في حرب تموز 2006م – وكانت تلك المجزرة سببا في توقف العدوان الإسرائيلي على لبنان حينها. وسوف تكتب مجزرة الصالة الكبرى نهاية هذا العدوان بدماء الشهداء من المدنيين الذين سالت حبرا قانيا سجلت حروفه أسطورة الدم الذي يهزم الصواريخ في مسلسل النفط الوهابي الذي حاول أن يكون رجلا في زمن أشباه الرجال. لقد نجح العدوان السعودي الامريكي على اليمن طيلة العام وثمانية أشهرفي هدم نظرية دارون – التي قالت إن الإنسان ينحدر من سلالة راقية من القرود – فعلا وليس تتظيرا من خلال الجرائم البشعة والمجازر الوحشية التي يستحي الحيوان من فعلها ، فوالله أن سلوك القرود أرقى من عيال سعود وأقل همجية وتوحشا منهم .