النباء اليقين

قانون جاستا الخلفيات والمسببات وتحليل سياسي معمق لخبايا الصراع

يخطئ من يقول ان السعودية (اسرة بني سعود ) ستكون لها ردة فعل معادي للامريكا من جراء قيام امريكا والكونجرس الامريكي برفض الفيتو الرئاسي على القرار الذي يتيح للاسر ضحايا الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 محاكمة الدول الضالعة في هذه القضية ورفع دعاوي عليها او سيكون لهذا القرار اي تداعيات سلبية مؤثرة في علاقات اسرة بني سعود مع امريكا او بريطانيا او الكيان الصهيوني ،

هذا لن يحدث وحتى لو رأينا ان المحاكم الامريكية تصدر الاحكام النهائية ضد السعودية وتقر دفعها التعويضات التي تزيد عن 3.300 تيرليون دولار. ، ستقبل اسرة بني سعود ولن يكون لها اي ردود فعل عدائية مؤثرة ضد الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الغرب، وحتى لو ارادوا الامريكين تقزيم مملكة بني سعود الى امارة صغيرة في نجد لا تتعدى مساحة لبنان ، هولاء الخونة لن يعترضوا ولا يملكون المؤهلات الكافية لكي يعترضوا على اسيادهم.

هذه الاسرة وكل اسر وحكام الخليج ليسوا مؤهلين بأن يكون لهم اي رد فعل تجاه بريطانيا او امريكا او الكيان الصهيوني، وهذا يرجع الى بداية تكوين ونشئة هذه الاسر واعتمادها كحكام لمنطقة الجزيرة العربية الغنية بالثروات النفطية والغازية الضخمةو الموهوله وغيرها من الموارد ، وهذا الموضوع يعرفه الجميع ولا داعي للشرح والتفصيل، وان مشروعية بقاء واستمرار هذه الاسر وعلى راسهم بني سعود في الحكم والحماية يعود لبريطانيا ووريثتها امريكا وبدونهم كانت هذه الاسر الحاكمة في الخليج في خبر كان

** ان بريطانيا ومن بعدها امريكا تعتبرالجزيرة العربية من المناطق الحيوية للامن القومي البريطاني والامريكي وان هذه الثروة النفطية والغازية هي ملك لهم بعقيدتهم السياسية من الناحية العملية والفعلية وهي ملك هذه الاسر الحاكمة من الناحية الشكلية امام العالم هكذا امريكا تتعامل مع ثروات الجزيرة العربية وهذا المفهوم السياسي هو السائد ومتعمق في عقلية وادبيات صانع القرارالسياسي في امريكا ومن قبله بريطانيا.

فقط زعيم في المنطقة العربية رفض ان يعترف بهذا المفهوم الامريكي للنفط وغاز العرب وهو الرئيس العراقي صدام حسين عندما قال( يجب ان يكون نفط العرب للعرب) وهو كان بذلك يثور على هذه السياسة الامريكية ،وجميعنا نعرف كيف كان نهاية صدام حسين والدولة العراقية وبتعاون وتآمر نفسها هذه الاسر الحاكمة في الخليج وعلى راسها اسرة بني سعود بالدرجة الاولى والتي قامت بالدور الاكبر بهذا الجانب.

****محددات امريكا للتعامل مع ثروة الجزيرة العربية

لقد كانت هناك محددات اعتمدتها بريطانيا ومن بعدها امريكا لعملية صرف او التصرف بهذه الاموال والثروات من قبل اسرة بني سعود وبقية اسر الخليج ويمكن ان نتناول بعضها في التالي

1- الانفاق على بنود ميزانية الدولة والتي يمثل بند المرتبات اكثر من 50% من بنودها

2- تحديد نسبة معينة من هذه الثروه للمساعدات الخارجية وبحيث لاتضر هذه المساعدات الامن القومي الامريكي والبريطاني والصهيوني وتدفع بموافقتهم في تحديد الجهات المستفيدة لهذه المساعدات وبحيث تكون عامل من عوامل تمدد نفوذ امريكا وتخدم مصالحها.

3- عدم السماح بدعم اي حركات مقاومه او جيوش تعادي امريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا وبقيةالحلفاء الغربين
ولا يمكن السمح باستخدام هذه الثروة لذلك بتاتا

4- استخدام هذه الثروه في المشاريع والخطط الامريكية في المنطقة كحلفاء استراتيجين ودعم الحركات والدول الحليفة للامريكا والوقوف ضد الدول التي تعادي امريكا وحلفائهم ،وفي دعم الحروب والجبهات العسكرية المعادية للدول التي تعادي امريكل وحلف الناتو كما كان مع الاتحاد السوفيتي السابق ضد كل الدول التي تقاوم النفوذ الامريكي والصهيوني سوى كانت دول عربية او اجنبية .

5-كل مشتريات السلاح والسلع من امريكا والغرب واي مشتريات اخرى من اي دول يجب ان تخضع لموافقة امريكا (وهذاما حدث عندما حاولت السعودية شراء صواريخ من الصين رياح الشرق مداها 2000كم)واعترضت امريكا واسرائيل .

6- كل الاستثمارات لهذه الممالك والمشيخات يجب ان تكون في امريكا وعموم الدول الغربية ولن يسمح بالاستثمار باي دولة اخرى الا بموافقة امريكا وبحيث لاتكون هذه الاستثمارات مضرة بالامن القومي الامريكي والاسرائيلي والغربي ،وكما تلاحظون بلغت الاستثمارات المعلنة للسعودية في امريكا اكثر من 750 مليار دولا فكيف لو اضفنا اسثماراتها في الدول الاوربية والحليفه للامريكا وبقية انظمة حكام الخليج .

7 – عدم السماح باستخدام هذة الثروة بإقامة تنمية حقيقة من الناحية الاقتصادية والعسكري والتصنيع الحربي وامتلاك الخبرات والعلوم التكنولوجية والانفاق على البحث العلمي وابقاء اقتصاديات هذه الممالك والمشيخات في الجزيرة العربية وكلاء امريكا والغرب في حكم هذه المنطقة التي تحوي على الثروات الضخمة والتي تعتبر بمفهوم امريكا ملك للامريكا. اقتصاد استهلاكي ، وعدم السماح بإن تشكل هذه الثروة خطرا حقيقيا على الامن القومي الامريكي والصهيوني ،

ولقد رأينا كيف كانت نهاية الملك فيصل ال سعود عندما جرب استخدام هذه الثروه للمره الاولى في حرب اكتوبر 1973 بين العرب والكيان الصهيوني المدعوم من بريطانيا وامريكا عندما اوقف مبيعات النفط للغرب وتدفقه لهم اثناء ذالك الحرب.

8- لكن امريكا سمحت وشجعت انفاق ملوك ومشائخ الخليج ورجال الاعمال في هذه الدول بشراء الاندية الاوربية والفنادق الضخمة في اورباء وامريكا والانفاق على شراء الصقور الجارحة. وانفاق ثرواتهم في اللعب في القمار وبشكل كبير و على البذخ والانفاق على الكماليات بشكل كبير وغيرها وغيرها

ولقد كانت اسرة بني سعود وبقية الاسر الحاكمة في الخليج امينة في تنفيذ الشروط والمحددات الامريكية لهم في كيفية التعامل مع هذه الثروة العربية الضخمة
كما كانت امينة في دورها كوكيل شكلي وصوري كحاكمة لهذه الارض ومالكة لهذه الثروه.

خلفيات ومسببات قانون جاستا
يمكن لنا ان نتناول بعض المسببات وليس على سبيل الحصر في التالي

1- لقد ضاق ذرعا الراي العام الامريكي والاوربي بإستمرار التحالف الوثيق والاستراتيجي المعلن مع بني سعود الذي كل يوم يتعزز علاقتهم بالارهاب التكفيري الوهابي وانهم منبع الارهاب ،ولان امريكا قد استخدمتهم بما فيه الكفاية ،وسحبت بساط احتكارهم لقيادة هذه المجموعات واستبدلتهم بدول اخرى مثل تركيا وقطر واستخباراتها ،لذلك اصبح النظام السعودي يشكل عبء عليها وعلى سياستها التي تدعي انها تحارب الارهاب.

2 – لقد سمحت الولايات المتحدة. في تكوين محور اخر بديلا عن المحور السعودي الذي يقود ( السنة) وهو بقيادة المحور التركي الاخواني القطري ، وقد دعمت الربيع الاخواني الذي حدث وتمدد على حساب النفوذ السعودي ومحورهاالتي تقوده ، وهذا يدل على ان امريكا قد رسمت سياستها المستقبلية على اساس تراجع الدور السعودي او اختفائه .

3- من الاسباب ايضا تنفيذ المشروع الامريكي الصهيوني التي تنفذه امريكا في المنطقة العربية التي يعرف بما يسمى الشرق الاوسط الجديد الذي يقوم على اعادة تقسيم وتفتيت الدول العربية وتغيرانظمتها على اساس الطائفي والمذهبي والاثني والمناطقي ،وهذا المشروع لايستثني احد في المنطقة ومن ضمنهم المملكة العربية السعودية نفسها.

4- كان لمحاولة السعودية اعتبار اموال النفط السعودي ملكها والتصرف على هذا الاساس للاول مره عندما قامت بعقد اتفاقيات مع روسيا بعشرات المليارات من الدولارات مقابل انشاء مفاعلات نووية في السعودية كان من اهم الاسباب التي عجلت بصدور قانون جاستا ،هذا الامر اغضب الادارة الامريكية ، وهي التي تحاول كبح الطموح الروسي المتزايد في التمدد في الشرق الاوسط على حساب نفوذها ومحاصرة الاقتصاد الروسي هذا الامرجعل من الادارة الامريكية تفكر بجدية بإستصدار قانون جاستا لكي تسيطر ولعشرات السنين القادمة على الثروة العربية النفطية والغازية في الجزيرة العربية وحتى لو تم الاطاحة بالنظام السعودي وتكوين انظمة اخرى مما يعني استمراراها في سلب الثروة العربية ،ولكي تقطع الطريق على الطامعين الجدد بهذه الثروة من دول كبرى جدد مثل روسيا او اي نظام عربي وطني يقوم في هده المنطقة على انقاض النطام السعودي.

5- السعودية مرت بمراحل اعمار الدول كما وصفه وبينه. ابن خلدون وهي بالمرحلة الاخيرة من الانحدار، كما انها فشلت في اثبات نفسها كدولة قادرة على قيادة المنطقة (السنية) وكل ماقامت به فشلت به في كل الدول والمناطق ،ان لجهة حسم الحرب في اليمن لصالحها او في سوريا او في ليبيا او في الحزائر او في لبنان او في العراق او او او ونفوذها بدء يتقلص ويتراجع ،
وبالتالي فإن هذا النظام السعودي لم يعد جدير بالدور الذي كان يتبؤه واصبح علية ان. يسقط او يتقزم الى اماره صغيرة في نجد على احسن واغلب الاحوال

6- كان لتكرر المسؤولين السعودين في بياناتهم في الاشهر والسنوات القليلة الماضية في تهديدهم بسحب استثماراتهم من الولايات المتحدة الامريكية كان هذا ايضا من ضمن الاسباب التي عجلت باصدار قانون جاستا لتقوم الادارة الامريكية بتجميد ومصادرة هذه الارصدة الضخمة التي بلغت اكثر من 750 مليار دولار وما خفي كان اعظم.

وعليه وبعد كل ماذكرنا لايمكن ان تقوم اسرة بني سعود في اي ردة فعل معادية للامريكا او لبريطانيا او لاسرائيل وحتى لو قزموها بامارة صغيره بنجد ، لان هذه الاسرة لاتستمد مشروعيتها من شعبها وانما من بريطانيا وامريكا
وانهم لن يعترضوا على اسيادهم وهذه الاستعلاء والتغطرس ليس له اي رصيد تعتمد عليه ،
وهم عبارة عن اسرة عميلة مهانة وهينة عند اسيادهم ولاتشكل اي قيمة سياسية او لها حيثيات عملية وواقعية فهم من صنعوها ومن امروها وهم فقط من يقرروا بقائها او زوالها وبالكيفية التي يريدونها ،كما ان الامريكين والبريطانين والكيان الصهيوني متغلغلين في كل مفاصل الدوله السعودية الامنية والعسكرية والاستخباراتية والاقتصادية واجهزتهم الاستخباراتية القوية متجذرة في مؤسسات المملكة السعودية وكل الامارات والمشايخ الخليجية وبحيث لاتستطع هذه الممالك والامارات ان تشكل اي خطر او ردة فعل ضد امريكا وبريطانيا واسرائيل ، وستظل تنفذ كل السياسات والمشاريع الامريكية والصهيونية طالما هي على سدة الحكم الى اخر رمق لها ومهما تقلصت الجغرافيا التي تقوم عليها.

فقط القوة الصاعدة في اليمن والجزيرة العربية الممثلة بحركة انصار الله والتي تقود ثورة الشعبية بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي هي وحدها من تستطيع ان تقرر ايضا مصير هذه الكيانات من الممالك والامارات في الجزيرة العربية والذي ستكون مقرر رئيسي في الجزيرة العربية ،

طالما اعلنت رفضها وثورتها على سياسات امريكا وبريطانيا واسرائيل في هذه المنطقة واعلنت ثورة ضد هذا النفوذ وهذ الظلم والاستكبار التي تمارسة هذه الدول ضد هذه المنطقة العربية وضد كل مفاهيمهم الاستعمارية والاستعبادية وسياسة سلب الثروات العربية واستعباد المسلمين.، ولانهم لم يستطيعوا من هزيمتها اوقهرها خلال مدة العدوان على اليمن الذي تجاوز السنة والسبعة اشهر ، واذا حققت هذه الحركة وقادت الشعب اليمني العظيم الى النصر ان شاء الله فانها ستلعب الدور الرئيسي الفاعل والمقرر في مصير الجزير العربية وثرواتها.

بقلم/صلاح القرشي