النباء اليقين

الاحتفال بالذكرى السنوية الثانية لثورة 21/9/2014 تحذير من اخذ الخيارات المضادة للثورة

لاشك وبلا جدال ان الثورة الشعبية في 21/9/2014 المجيدة والتي قادتها حركة انصار الله شكلت منعطفا تاريخيا في حياة ونضال هذا الشعب اليمني العظيم.

فهذة الثورة اعادة روح الحرية والكرامة ولاول مرة اسقطت ادوات السعودية والامريكية في اليمن والوصايا والهيمنة الخارجية على اليمن التي ظلت جاثمة على اليمن وشعبة اكثر من خمسين سنة ،

وفتحت الباب على مصرعيه باستعادة ا لدور التاريخي لليمن والمكانة الذي تليق به في المنطقة العربية والعالم ، ووفق ما يمتلكه الشعب اليمني والجغرافية اليمنية من مؤهلات تاريخية وحضارية وسكانية وموقع استراتيجي مهم وممتاز في المنطقة. وموارد وثروات كبيره نفطية وغازية وغيرها ، والذي تم تغيبها لعشرات السنين

هذه الثورة عملت حد لتوازن اقليمي في المنطقة العربية. يبقي اليمن بلد تحت التبعية والوصايا والاستعباد وعليه. ان يعيش تحت قرار الفيتو السعودي والامريكي في تسلحة واستخراج ثرواته وان يظل فقيرا غارق في الفساد والضعف ليس له اي دور ،ولا يحق له ممارسة اي مضهر من مضاهر السيادة على اراضيه في البر والبحر وعلى جزره ومنافذه البحرية وخلجانه.

هذه الثورة اشعلت مشاعل الثورة والرفض ضد المشروع الامريكي الصهيوني وحلفائه من انظمة الخليج العميلة في العمل على وقف نشر الفكر التكفيري والمجموعات التكفيرية المتتطرفه من السلفية الوهابية وجماعة الاخوان المسلمين الذين يعتبرون راس الحربة في تنفيذ هذا المشروع الاجرامي بعد ان قاموا بنشرها في الكثير من مناطق اليمن وخاصة في المناطق الجنوبية والوسطى و الشمالية ايضا لكن بنسبه اقل.

هذه الثورة استطاعت ان تعيد الدور التاريخي المشرف للقبيلة اليمنية وتخرجها من تحت التسلط النخبوي للمشايخ الذي يتبعون السعودية ويستلمون قرارتهم منها ومرتباتهم ومصالحهم منها وينفذون سياستها الاجرامية ضد الشعب اليمني والوطن والذين انحرفوا بدور القبيلة وجعلوها العصا الغليضة التي تحمي هذه الوصايا وتحمي تسلطهم وتحمي نهبهم لثروة البلاد وتحمي مشاركتهم السعودي والامريكي في استعباد هذا الشعب.،

واستطاعت هذه الثورة الدفع بالقبيلة اليمنية لان تكون راس حربة وصمام امان للدفاع عن حرية وكرامة هذا الشعب والذود والدفاع عن سيادة وارضي الوطن واستقلاله،

وهاهي القبائل اليمنية تتحمل معظم العبء الاكبر في الدفاع والتضحية بابنائها واموالها وكل ما تملك في هذه الحرب الذي فرضت على اليمن واليمنين

هذه الثورة. تعتبر تصحيح لكل ثورات الشعب اليمني السابقة الذي فشلت في كلها من التخلص من الهيمنة والوصايا الخارجية . وانتزاع الاستقلال الحقيقي

هذه الثورة اعادة التأكيد القوي على الوقوف مع القضايا العربية والاسلامية ونصرتها وفي مقدمتها القضية الضية العربية الفلسطينية واعتبارها القضية المركزية للامة .

لذلك اجتمع هذا العالم الظالم والمستكبر الذي يقود هذا التوازن الظالم الى شن حرب عدوانية غير مسبوقة من خلال تكوين حلف اقليمي ودولي. لضرب هذه الثورة الفتية. التي تمثل ضمير الشعب اليمني وتحمل كل تطلعاته في الحرية والكرامة والسيادة والخروج من الاستعباد والوصايا الخارجية ومن الشروط المذلة والمهينة التي كانت تقيد الدولة اليمنية وشعبها

السعودية وامريكا عندما شنوا هذه الحرب وهذا العدوان على الشعب اليمني وثورته تحت منطق ان هذه الدولة اليمنية هي جزء لا يتجزء من املاكنا ونفوذنا وان الشعب اليمني لايملك منها اي شيء وانما هو شعب اجير مشرك له ماتحت يده من قبلنا ونحن فقط من نقرر سياسة ومصير هذه الدولة وبواسطة وكلاء لنا في الداخل و لن نسمح لاي طرف ان يمسهم او ينقلب عليهم.

وكأن هذا الشعب اليمني بلا تاريخ وبلا حضارة وشعب طارئ على الجغرافية والمنطقة ،

تجاوزوا التاريخ وتجاوزوا كل شيء ونسوا ان هذا الشعب وهذه الدولة اليمنية هي الاصل في المنطقة وهي الذي يفترض ان تقرر كل السياسات والقرارات في دويلات وامارات ومشيخات وممالك شبة الجزيرة العربية وليس العكس ،

وبصراحة اكثر وبكل صلف وغطرسة وتكبر السعوديون وحكام الخليج بقيادة امريكا تمادوا كثيرا في الاستهانة بشعب اليمن وفي قهره واذلالة وفي منح انفسهم الحق في فرض الوصايا والعدوان والحرب عليه بطريقة غير مسبوقة وتحت مبررات واهية لا تنطلي على كل ذي عقل.

وها نحن وقد مضى من هذه الحرب اكثر من سنة وسبعة اشهر ولازالت سعيرها ولهيبها مشتعلة وبكل عنف ووحشية ، والشعب اليمني وبقيادة ثورته الشعبية صامدين الصمود الاسطوري الذي اذهل العالم واذهل امريكا ودول العدوان نفسها بعد ان كانت تحسب ان حسم الحرب سهلة ونزهة ،معتمدة على درايتها بسقوط المناطق الجنوبية بفعل دعم تغلغل ادواتها التكفيرية واحزابها الداخلية اليمنية المرتهنة لها وقوات مرتزقتها في الداخل الذي استثمرت كثيرا بهم طوال السنوات الطوال الماضية ومعتمدة ايضا على تفوقها الجوي الضارب وبالفارق المهول في التسلح وامتلاك القوة العسكرية والاستخباراتية في كل الافرع البرية والبحرية والجوية مسنوده بدعم ومشاركة في القيادة والسيطرة والتسليح من قبل امريكا وبريطانيا واسرائيل والدول الاوربية وبقية دول الخليج.

وجميعنا نعرف نتائج هذه الحرب التي لم تستطع دول العدوان الانتصار فيها نصرا كاملا فيها بل تحول جيشنا ولجاننا الشعبية الى مسك زمام المبادرة واصبح جيشنا ولجاننا الشعبية يسحق الجيش السعودي في ما ورى الحدود الراهنة ومندفع بكل قوة لتحرير اراضينا المحتلة في عسير ونجران وجيزان والربع الخالي ،يقابله تقهقر شديد وبطريقة مرعبة ومذلة من قبل الجيش السعودي ومحولا كل المواقع الاستراتيجية والعسكرية لبني سعود اهدافا لمرمى صواريخنا الباليستية في شعاع يمتد الى اكثر من 800كيلو متر.

لقد تحولت هذه الثورة الشعبية التي تقود معركة صمود شعبنا اليمني الى مناره ملهمة لكل احرار الشعب اليمني ولكل احرار الشعب العربي والاسلامي ولكل احرار العالم وهي واقفة بكل شموخ وصمود لا يقهر ولا يلين وبكل شجاعه في مواجهة قوى الظلم والاستكبار الاجرامية التي تنشر الفساد والقتل والاجرام والتفتيت والتقسيم للدول المنطقة العربية وتنشر الحقد المذهبي والمناطقي والطائفي خدمة للمشروع الامريكي وخدمة للمصالح الاسرائيلية الصهيونية.

الشعب اليمني وبعد ان فجر ثورته في 21/9/2014 وبعد خوض هذه الحرب القاسية الصعبة الوحشية. وبعد ما قدم كل التضحيات من ابنائه الشجعان بالالاف ودمرت كل مقدراته ومقدرات دولته من بنى تحتية ، صعب ان يتراجع عن ثورته وقيمة التي رفعها وصعب علية مرة اخرى ان يقبل ويعود الى تحت حكم اسرة بني سعود المتهالكة وحكام الخليج العملاء وتحت نفوذ واستعباد امريكا والكيان الصهيونية وصار هذا الخيار من المستحيلات وحتى لو استمرت الحرب لعشرات السنين ،واصبحت هذه الحرب تمثل له حرب مصيرية وحياتية ووجودية .

وبالمقابل يصر الامريكين وتحالف قوى الظلم والاستكبار اعتبار هذه الحرب مصيرية بالنسبة لهم في ابقاء التوازن القديم على حالة والتمسك بممارسة الوصايا واطماعهم في اليمن وعدم السماح بخروج اليمن وشعبه من دائرة نفوذهم،

وكأنها مقاطعة من مقاطعاتهم المملوكة لهم.

لذلك كانت معظم اهداف وقيم ثورة 21 /9/2014 موجهة في محاربة والوقوف والثورة ضد هذه القيم والمفاهيم الامريكية والسعودية تجاه اليمن وشعبة واعتبرت الخروج من تحت هذه النفوذ وهذه المفاهيم يمثل للشعب اليمني اهداف مصيرية ووجودية يجب استعادة الحرية والكرامة والسيادة للشعب اليمني وانه هو فقط المالك والسيد على هذه الارض وان من حقه ممارسة الحياة على ارضه حرا كريما مستقلا وليس تابعا للاحد.

بقي التذكير بان الامريكين والسعودين لازالو يستميتون في اخضاع هذا الشعب وثورته وجيشه ولجانه الشعبية الشجاعه المجاهدة مستخدمين كل الوسائل وحتى انهم جمدوا كل القوانين الدولية والمعاهدات الدولية في هذه الحرب واعتبروا ان كل شيء مباح فيها ، فمارسوا التدمير الممنهج للدولة اليمنية وارتكاب المجاز رالوحشية ضد اليمنين ومتعمدين في ذلك،

وانتهكوا الاصول والاعراف الدبلوماسية في احتجاز الوفد الوطني الذي استقدموه للكويت بطلب وبضمانة الامم المتحدة وتعتبر سابقه خطيرة تحدث في تاريخ العلاقات الدولية بين الدول فلا اخلاق ولااعرف ولا قوانين دولية تحترم ولا تراعى كل ذلك في سبيل اخضاع الشعب اليمني ، لكن هيهات لهم ذلك فالشعب اليمني خرج من قمقه الذي كان مقيدا او محبوسا فيه ولن يجدوا له اي سبيل للاعادته مره اخرى لو حاولوا مهما حاولوا ، وهذا بتأيد من الله ونصره للمستضعفين والمؤمنين.

وفي الاخير نذكر الجميع ان ثورة 21/9/2014 لم تقوم ولم تكن موجهة ضد اي حزب يمني او اي محافظة يمنية او منطقة او مكون من المكونات في الداخل اليمني وانما كان كل اهتمامها وتركيزها ومعتقداتها والمفهوم القيمي للاهدافها موجهه ضد القوى الظالمة والمستكبرة التي تهيمن على الدولة اليمنية وضد مفاهيمها الاستعمارية والاستعلائية والاستعبادية ضد الوطن اليمني والشعب اليمني التي ذكرناها سابقا.

وان ثورة 21/9/2014 اعترفت بمشاركة الجميع واعتبرت الخلافات بين المكونات اليمنية مسألة ثانوية يستطيع اليمنيون من حلها اذا ما تحرروا من سيطرة هذه القوى الخارجية ، ولذلك رأينا. عقد اتفاق السلم والشراكة وتكوين حكومة من كل المكونات

،ورأينا اخيرا تكوين المجلس السياسي بالتحالف والمشاركة بين حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وبين انصار الله وحلفائهم مما يعني القبول بالتعامل مع كل المكونات اليمنية السياسية وغيرها وبدون استثناء ،

مع عدم التهاون والتفريط في الاهداف الرئيسية للثورة الموجهه ضد القوى الخارجية واستعادة سيادة واستقلال الوطن وحرية وكرامة شعبه واستعادة قراره السياسي هذا يعتبر من خطوط الثورة الحمراء التي من اجلها تبذل كل التضحيات

وعلية يجب ان يعترف كل المكونات السياسية والشعبية بهذه الثورة وان محاولة التصدي لها او احتوائها والقفز فوقها ، هذا يعتبر خيانة للشعب والوطن ، لان هذه السياسة ان حدثت من اي حزب او مكون سياسي يمني ان حدثت تعتبر تفريط بسيادة الوطن والاعتراف بشرعية كل المفاهيم والاطماع الامريكية والسعودية تجاه اليمن وكأنكم تقولون ان هذه الارض ليست ملك اليمنين واننا كشعب لاسيادة لنا عليها ولا استقلال واننا نرضى بالتبعية والوصاياالخارجية وما كان موجود سابقا.

هذا خطير ، لذلك ننصح اخواننا في كل الاحزاب وخاصة المتحالفه مع انصار الله وعلى راسهم اخواننا في المؤتمر الشعبي العام وزعيمهم عدم التحسس من هذه الثورة المجيدة واثارة المشاكل والحساسيات التي نحن في غنى عنها والتكيف مع قيمها الرئيسية التي تجمعنا كلنا ونتقاطع جميعا معها وهي الموجة ضد القوى الخارجية واستعادة استقلالنا وممارسة سيادتنا على ارضنا بحرية وبكل كرامة وامتلاك ارادتنا وتقرير مصيرنا وحكم انفسنا بانفسنا

وهذا دعوى للتوحد والتكتل والارتقاء الى مستوى تضحيات شعبنا اليمني العظيم طوال هذه الحرب فنكون احرارا. جميعا وادفنوا كل مفاهيم الفترة السابقة. المرتكزة على المفاهيم والروية الامريكية والسعودية في وضع ودور وتبعية اليمن. الى غير رجعة ،

نحن شعب حر وليس تابعا للاحد وهذه ارضنا ملكنا وليست مقاطعة او محافظة لاحد.

بقلم/صلاح القرشي