النباء اليقين

لماذا عادت أمريكا بمبادرة لإعادة المفاوضات اليمنية!!

بقلم / جمال محمد الأشول

قبل حوالي شهرين وبقرار أمريكي واضح افشل المفاوضات اليمنية في الكويت الرامية لإيجاد حل سياسي في اليمن ، حل يكون من شأنه ايقاف العدوان كلياً وفك الحصار وتشكيل حكومة وحده وطنية بالشكل الذي يحفظ وحدة وسيادة الوطن .

لقد أغلقت امريكا الباب يومها وأمرت الوفد الذي يمثلها في  الكويت ( وفد ما تسمى حكومة هادي والذي تديره شكلا السعودية ومقرها الرياض) أمرته بإفشال المفاوضات والانسحاب منه لأنها قررت الاستمرار في الحرب لتنفيذ خطتها التي تفضي لاستنزاف السعودية ومحاولة تنفيد خطتها في إعادة هيمنتها على اليمن وسيطرتها على جنوب اليمن، تحت مسميات مختلفة منها دفاعا عن “الشرعية” حتى إذا خسر اليمن الحرب في النهاية في مواجهة العدوان لا يكون له القدرة على ردة الفعل وإذا ربحها لا يكون له القدرة السريعة على الاستثمار والتعافي فيما تعمل قوى العدوان على إفراع النصر من محتواه وتغيير الواقع ولو بعد حين.‏

واليوم تأتي امريكا وعلى لسان وزير خارجيتها ومندوب الأمين العام للأمم المتحدة والذي لا يتحرك الا بقرار أميركي تأتي وتعلن عن مبادرة امريكية ، وتسارع ما تسمى حكومة هادي  لإعلان قبولها بالمبادرة .. السؤال هنا : هل حققت امريكا أهدافها في الميدان بشكل منحها الأوراق المطلوبة للعودة الى التفاوض؟‏

لقد عملت امريكا مع السعودية وادواتهما الإرهابية المرتزقة خلال ثلاثة الأشهر السابقة في الميدان ودخلت في معارك كر وفر كادت في بعض اللحظات تدعي انها امتلكت فيها أوراق القوة المطلوبة التي تمكنها من التفاوض بشكل يؤدي الى خطتها التي تفضي بفرض هيمنتها والحضور الدائم على الأرض اليمنية بما يطيح بالسيادة اليمنية والقرار المستقل.‏ لكن القوى الوطنية لمواجهة العدوان في مقدمتها قوات الجيش و اللجان الشعبية ، قامت بالتصعيد في الميدان بعمليات هجومية في مختلف الجبهات بما فيها جبهة الحدود محققة انتصارات كبيرة من خلال سيطرتها على عدة مواقع ومناطق في بمختلف الجبهات وتحكمها على الميدان اضافة الى التصعيد التي تشنه القوة الصاروخي في اطلاق صواريخ بالستية محلية التطوير والصنع مستهدفة مواقع عسكرية في العمق السعودي، ومواقع المنافقين في مختلف الجبهات، ماجعل مفاعيل عمليات منافقي العدوان المسنود بالطيران الحربي السعودي منخفضاً التأثير محدودة المفاعيل سوى من ارتكاب مزيداً من المجازر بحق المدنيين جلهم اطفال ونساء ، حيث سجل في غير صالح تحالف العدوان اموراً منها :

استعادة الجيش اليمني واللجان الشعبية  لزمام المبادرة والبدء بعمليات هجومية فيما وراء الحدود سجلت نتائج كبيرة أدت إلى تطويق مدينة نجران من عدة اتجاهات،  اما في جيزان فتم السيطرة على عدد كبير من المناطق والقرى والمواقع العسكرية السعودية وتكبيد الجنود السعوديين وآلياتهم قتل وتدمير واحراق اخرها كان قوم امس بعملية هجومية انتهت بالسيطرة على جبل الدخان الاستراتيجي، والحال نفسه في عسير، حيث فشل الجيش السعودي في الدفاع عن مواقعه العسكرية رغم امتلاكه ترسانة عسكرية متطورة ومهولة تطايرت بضربات المقاتل اليمني وعجزة  عن الإمساك بمواقعه ومناطقه.

ادركت امريكا ان معسكر العدوان الذي تقوده السعودية شكلاً وحلفائها في أسوأ حال ويعاني من التفكك والترهل والتشتت ولحقت به الهزيمة اضافة إلى عجز وفشل العدوان وعجز الجيش السعودي ما وراء الحدود أدى الى استنزاف الجنود السعوديين وآلياتهم ، وكلها معطيات لا تصب في صالح معسكر العدوان بما في ذلك الأمريكيين.

وبالتالي تعرف ان مفاوضات سياسية حول اليمن في الظرف الحاضر ستفضي الى أحد الخيارين : ،اما إعطاء اليمن والتي شنت علية عدوان همجي منذ سنة وسبعة اشهر وفشلت ؛ سيادته وقراره المستقل، او فشل المفاوضات دون تحمل الطرف الوطني مسؤولية الفشل.

وبين هذين الخيارين لا يمكن للإدارة الأميركية والنظام السعودي الا ان يختاران التسليم بالهزيمة.