النباء اليقين

الشهيد القاضي المروني في سطور !

متميزا عن غيره في حياته ، حتى إرتقى شهيد الى الله تعالى .

إنه القاضي عبدالملك المروني أحد شهداء المسيرة القرآنية التي إنطلق بها السيد حسين بدرالدين الحوثي .

كان شهما ،حاكما، تملئه الفراسة، والنباهة، تقلد العديد من المناصب السياسية في القضاء فكان أخرها رئيسا لمحكمة الاستئناف بإحدى محافظات الجمهورية في اليمن .

لقد إختار المروني الالتحاق بمسيرة القرآن من وقت مبكر مؤمنا بأنها سبيل التصحيح والوصول لمقاصد الاعتدال وبأنها ستهز عروش الضلال والظالمين في اليمن وخارجه .

تحرك ليضع لنفسه اللبنات الاولى نحو الاخرة ،يدعوا الله تعالى أن يوفقه وأن يتقبله مع الصالحين وأن يمنحه الجنة التي طالما دعى الله تعالى أن يوفقه بالوصول اليها عبر تمنيه الشهادة في سبيله، وعلى خطى الحق الذي تحرك له من وقت مبكر .

لقد كان مؤمنا بأنه على الطريق الصحيح حتى ترك الدنيا وملذاتها رغم سعة حياته ،فقد كان ميسورا والدنيا بين يديه ،لكن الجنة كانت مناه فتحرك لها مسخرا كل مالديه لأجل ذلك .

ليس كغيره من الرجال ،بل أنه تميز بالرجاحة، والفصاحة ،وسعة الصدر، نضرته ثاقبة، طويل القامة مستدير الخلق يتمتع بصفات قضائية متميزة عن انضاره من قضاة اليمن .

لقد جعل طريقه منهج لاولاده ،الذين إتخذوا من والدهم قدوة حسنة فتخلوا مثله عن كل ماكان في يديهم من اوساخ السلطة والفخر والكبرياء ليتخلقوا بأخلاق يرجون الله من خلالها الجنة ولا غير، فتهذبت نفوسهم بأخلاق الشهيد وزهدوا في التفاخر وتراجعت نفوسهم حتى صاروا نموذجا يقتدى بهم .

ولد القاضي في قرية/المرون ، ضوران ، عام 1954م ، التحق بحلقات العلم في بلده، وفي صنعاء ، وتخرج من معهد القضاء عام 1982م، ونال شهادة الماجستير  ، عمل في القضاء وكان اخر عمل له رئيس محكمة عمران .ثم عضو المحكمة العليا ، وله من الكتب (أحكام دية النفس ومادونها ) ، وآخر (الاختطاف والتقطع وأسبابهما والآثار الناجمة عنهما ).

إستشهد القاضي في مسجد الحشحوش في الجراف ،في العمل الارهابي الذي إستهدف جموع المصلين في صلاة الجمعة، وكان الشهيد في مقدمة المصلين في الصف الاول، ويقال أنه كتب ورقة عقب التفجير الأول الذي نال الحراسات الأمنية خارج المسجد، قائلا فيها( قل لن يضروكم إلا أذى ).وسلمها لخطيب المسجد والتحق الى ركاب الشهداء في التفجير الثاني، ووجهه نحو القبلة والمنبر، متخذا ذلك قبلته الى الجنة التي كان كثير الاشتياق لها .

لقد نلت أيها الشهيد ماتمنيته ، نلت الشهادة ياسعادة القاضي ،وياعميد القضاة ،ويافخر مجتمعك، ودمعة محبيك واولادك .

نكتب عنكم القليل ليذكر، وفيكم من المناقب مانجهل، في ذكراكم كتبنا لنخلد لمن يقراء سيرة شهيد تميز في طلب الجنة حتى اخجل الجميع ،لننحني قليلا للاقتداء بالقاضي المروني فهو يستحق أن نجعله قدوة لنا .

رحمة الله عليكم أيها الشهداء في مسجد الحشحوش وبدر ،ولا نامت أعين الجبناء ، وسلام على يحيى الذي لحق بأباه ، شهيدان تجاوزا كل الوصف الأب وابنه يحي بن عبدالملك المروني .

دفنا الشهيدين بمقبرة الشهداء بحي الجراف الغربي بصنعاء جوار كوكبة الشهداء من سبقوهم في نفس الطريق .

في رحاب الطاهرين وداعا .

أيها الشهيد ذكراك في بالي

. أيها الشهيد لن ننساك ابدا .

ستظل ذكرانا الى الاخرى .

سنظل نبكى شهيدا فقدناه .

أنت الشهيد الحي في مخيلتي .

أنت اللطيف الذي لست أنساه .

 

بقلم/ علي حسين علي حميدالدين