النباء اليقين

الصراري. الأسباب والتداعيات

الهدهد/خاص :

استطلاع: أماني عامر

يظن البعض أن العدوان السعودي الأمريكي على اليمن بدأ في 15 مارس من العام 2015 ولكن الحقيقة أن اليمن كان مستهدفاً من قبل ذلك بكثير ولكن كانت دول العدوان لا تظهر ذلك العداء لأن لها أيادي خفية كانت تعتمد عليها وتعمل من خلف الكواليس , فبينما كان الجميع ينتظر حلولا تخرج اليمن من أزماتها المتتالية كانت تلك الأيادي القذرة تعمل على قتل كل من يقف في صف الوطن بالقتل والتفجير والاغتيال لكبار المثقفين والسياسيين والصحفيين كالدكتور أحمد شرف الدين والأستاذ عبد الكريم الخيواني، وغيرهم الكثير .

 

وعندما شعر الأعداء باليأس من تفكيك النسيج اليمني المترابط جمع كل منهم عدته وعتاده وشياطينه ليحيكوا أبشع مؤامرة عرفها التاريخ وعلى أيدي مرتزقتهم استطاعوا أن يقتلوا اليمنيين بالجملة، فهم من كانوا يرشدون الطائرات العمياء إلى تحديد منازل المواطنين الأبرياء بوضع إحداثيات معينة في بعض المناطق، وفي بعض المدن لم تقتصر مشاركتهم على وضع الإحداثيات وإنما تمادوا حتى أصبحوا يذبحون ويسحلون ويبيدون أسرا مثل آل الرميمة وباتوا  يحاصرون قرى كقرية الصراري بمحافظة تعز التي عانت من جرائم المرتزقة أكثر من غيرها،ولكن يبقى السؤال هنا لماذا هذا الصلف؟ ومتى سينتهي؟وكيف نواجههونقضي عليه؟ وللإجابة على كل هذه التساؤلات قمنا بعمل الاستطلاع الذي بين أيديكم .

 

بداية مع رئيس مؤسسة الثورة الأديب محمد المنصور الذي وصف ما يحصل في تعز بالمؤسف وقال: “ما يحصل في تعز مؤسف ولا يعبر عن مدنية تعز وسلميتها، غير أن العدوان السعودي الأمريكي التحالفي ومرتزقته استطاعوا جر تعز إلى مربع المواجهة التي فرضت على الجيش واللجان الشعبية، ولا زالت الجهود تبذل من قبل الخيرين والعقلاء لتجنيب تعز وغيرها من المناطق الحرب والمواجهات التي ينبغي أن تكون فقط مع العدوان وقوات الغزووليس بين اليمنيين أنفسهم، كما يريد العدوان الذي لا يريد خيراً لتعز وغيرها من مناطق اليمن”.

وأضاف المنصور: ” أن الهدف من هذا المشروع هو خلق فتنة طائفية تحقق لدول العدوان ما تسعى إليه من تفكيك لوحدة المجتمع اليمني،وأنَّ هناك من يحاول التبرير لهذه الجرائم بطريقة أوبأخرى وخصوصاً في جريمة الصراري بحق آل الجنيد”.

وأوجز قائلاً: “جاءت هذه الجريمة لتفجير فتنة واستدعاء رد فعل ضد أبناء تعز،ومن ناحية أخرى جاءت الجريمة للتغطية على هزائم العدو في جبهات القتال؛ لذلك يلجأ العدوان إلى استهداف المدنيين العزل بالتفجيرات والمفخخات والاغتيالات عندما يتعرض للهزائم خلال المواجهات”.

واعتبر المنصور هذه الجريمة ورقة ضغط على الوفد الوطني المشارك في مفاوضات الكويت وضغط على الجيش واللجان الشعبية والمجتمع بشكل عام .

ويرى المنصور أن هذه الجريمة بقدر ماكشفت عن خطورة وإجرامية هذه العصابات ومشروع العدوان السعودي الأمريكي الذي يتربص باليمن أمنه واستقراره وموروثه العظيم في التعايش بين كل مذاهبه وقبائله ومناطقه، إلا أنها جددت العزم لدى الدولة والجيش والمجتمع بضرورة التصدي لهذا العدوان وأدواته القذرة بكل حزم وقوة .

وأكد المنصور على وجوب رصد وثوثيق هذه الجرائم والسعي لملاحقة الجناة قضائياً وضرورة التصدي لهذا العدوان ودعم الجيش واللجان إضافة إلى الاهتمام بالأسر المنكوبة ومساعدتهم .

ويرى الباحث والشاعر محمد الشميري: أن “هذا الاستهداف يأتي في إطار استهداف مشروع وقضية وليس تطهيرًا عرقياً كما يروج له البعض وتم التركيز على آل الجنيد لأنهم من أوائل الناس المناصرين للقضية ومنهجية وفكر الممانعة للمشروع الأمريكي؛ لذلك كانوا من ضمن المستهدفين من قبل أمريكا تحديدًا وعلى أيدي مرتزقتها”.

وأضاف قائلاً: “أنه فعلاً يتم القتل والذبح للهوية الفكرية والثورية المتحررة التي حملت على عاتقها التصدي لمشروع السيطرة والغطرسة والاحتلال، فالهوية الفكرية شيء والعرقية شيء آخر مع أن العدو الأمريكي اشتغل على العرقية والسلالية والطائفية والمذهبية بشكل عام لتوسيع فجوة الخلاف واتساع رقعة التفكيك بغرض تفكيك النسيج الاجتماعي وتمزيق أواصر اللُحمة ونقاط التقارببشكل عام، وبشكلٍ خاص هم استخدموا هذا الأسلوب في جرائمهم في حق آل الجنيد حيث زجوا بأسر ممن تسكن الصراري وتعز لتتولى هي قيادة الاعتداء على آل الجنيد وذبحهم ليبقى ذلك ثاراً يغتلي جرحه في قلوب المظلومين مدى السنين مثل ما فعلوا أيضاً مع آل الرميمة في مشرعة وحدنان.

بينما يرى الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ علي جاحز أن لا علاقة لجريمة الصراري بمفاوضات الكويت وقال: ” لا أعتقد أن للجريمة التي مورست بحق آل الجنيد وغيرهم في قرى الصراري وما جاورها علاقة بمشاورات الكويت أوبأي تحرك ساسي لكن ربما يكون لتغطية هزائم مني بها الجيش السعودي ومرتزقته في جبهات ماوراء الحدود خصوصاًوهم عادة حين يفشلون ويهزمون يهمهم أكثر من الهزيمة فضيحة الهزيمة”.

واعتبر أن ما حصل في قرية الصراري وماسبقها من جرائم في مشرعة وحدنانوتهجير البهرة من عدن هو تطهير عرقي وطائفي لجأ إليه مرتزقة العدوان لتعويض نقص بداخلهم نقص في الشجاعة والمواجهة والإقدام التي يفتقدونها،ولكي يخلقوا احتقانات طائفية وعرقية وأحقاد أوساط الشعب، وأكد أنه لا يمكنهم فعل ذلك في المجتمع اليمني المحصن بالثقافة القرآنية .

الشاعرة أحلام شرف الدين ترى أن الاستهداف كان لأهل تعز جميعاًولكن كانت هناك خصوصية لأهل البيت قادة المشروع القرآني وسواء كان هذا التطهير عرقياً أم لم يكن، فالهدف هو إظهار مشروعية قتالهم المسلمين الأبرياء ونشر أحقادهم وعقائدهم الباطلة التي فسرها لهم شياطينهم كل على هواه .

 

إلا أنها ترى أنه: “ولكن لم يبقَ للعدو ما يزايد عليه فقد تكشفت كل الأوراق تحت الطاولة وكل محاولات جديدة، إنما هي وقوف بلا قدمين واستعارة للأمل من تاريخ الجبابرة أمثالهم فهذه الجماعات التي طبع الله على قلبها وقذف فيه الرعب غير قادرة على المواجهة وتاريخها جميعه فيه من المكايدات والحيل والشيطنة ما يؤهلها لحمل لواء الشيطان الأكبر .

واعتبرت أن ما تقوم به هو مسلسل دموي يراد به إذكاء نار الرعب والخوف في أوساط المسلمين في حين تخور قواهم الوهمية أمام الله أكبر.

وأضافت: “أنه تم استهداف آل الجنيد وقبلهم آل الرميمة؛ لأنهم يمثلون  ترجمةً حيةً لقول الحق والوقوف بوجه الظالم الذي لا يسمح لأحدٍ أن يصارحه بحقيقته في رسالة لآل الجنيد وغيرهم مفادها: إما الصمت أو تصلبون وتسحلون وتقتلون كهذه العائلة وتلك”.

وترى الشاعرة أحلام أن الحل يكمن في مواجهة الحرب الإعلامية التي يشنها العدو والتي أسمتها بـ”حرب المغالطات”، وقالت: “لن تكون المواجهة إلا بالالتزام بهدى الله ومواكبة المسيرة القرآنية العظيمة”.

أما العلامة عدنان الجنيد فيرى أن: “ما يحدث في تعز هو نتيجة للتوجيهات والإرشادات المنفرة والجالبة للبغضاء بين أبناء الأمة”.

واعتبر الجنيد أن ما حصل في الصراري إبادة عرقية لكل روح لاتزال تحمل بين جوانبها نسباًإنسانية .

وأضاف الجنيد أن وطنية آل الجنيد هي السبب الرئيس في حصارهم وقتلهم قائلًا: “إلى هذه اللحظة يلاحقون أبناء الجنيد في جميع قرى صبر، فأسرة آل الجنيد مناهضون للعدوان، وهم مع وطنهم وشعبهم وجيشهم؛ ولذلك نجد أن الدواعش يشعرون بخطورة آل الجنيد الذين يشكلون عائقاً لهم عن تحقيق مآربهم، إضافة إلى أن التحالف يريد أن يجعل تعز مدينة للقاعدة ودواعشها، ويريد أن يسود فيها الفكر الوهابي”.

وكشف الجنيد عن الأهداف التي يسعى إليها المرتزقة من خلال هذه الأعمال الإجرامية وهي:

  • تشوية الإسلام .
  • الإرهاب والتخويف.
  • إشعال نار الطائفية بين أبناء الشعب اليمني.
  • تحقيق انتصارات وهمية.

واعتبر الجنيد أن سبب حصار الصراري هو فشل العدوانوتلاشي مشروعهم الإجرامي فأرادوا أن يحققوا نصراً في قرية الصراري .

وأكد على أنه: “يجب على مشايخ وعلماء ووجهاء تعز التكاتف والتوحد وبذل الجهود في مساندة الجيش واللجان الشعبية؛ لأن الخطر الداعشي سوف يطالهم إن لزموا الصمت ولم يحركوا ساكناً”.

الأستاذة أمة الملك الخاشب ترى أن: “ماحصل في الصراري هو عبارة عن مشروع أمريكي بامتياز واعتبرته محاولة دنيئة وحقيرة لاستخدام الورقة المذهبية والطائفية لكي يحاولوا تصوير مايحدث في تعز أنها حرب مذهبية وهو محاولة منهم لتحقيق ماعجزت عنه طائرات العدوان،ولكي توهم العالم بأن لا علاقة للسعودية وأمريكا وأن ما يحدث في تعز مجرد اقتتال داخلي بين أبناء تعز”.

وأضافت الخاشب أن “الأساليب الوحشية  التي يستخدمونها ويتفاخرون بها ويتعمدون تصويرها وتناقلها هي هجمة شرسة على الإسلام لكي يصوروا للعالم أن الإسلام دين الذبح والسحل”.

واعتبرت الخاشب أن:”ماحصل في الصراري ورقة ضغط على الوفد الوطني في الكويت”.

وأكدت على:”ضرورة تكاتف الجهود وملاحقة من كانت له يد في ما تعرضت له الصراري وغيرها من الأسر،وحتى ينالوا جزاء خيانتهم وإجرامهم وإذا لم يخرج الصامتون عن صمتهم وعدم مبالاتهم سيكونون هم الضحايا القادمون”.

وتتفق الإعلامية ملاك محمود مع ما قالته أمة الملك الخاشب في أن: “ما حصل في الصراري هو مشروع أمريكي بامتياز،وأن تعز أثارت شراهتهم بسبب موقعها الاستراتيجي كونها مرتبطة بباب المندب الذي تسعى إسرائيل للسيطرة عليه لتتمكن من نهب الثروات وتمهيدا للاحتلال والاستعمار”.

وترى أن: “الجرائم التي ارتكبت بحق آل الجنيد وآل الرميمـة لم تحمل طابعـاً طائفيـاً بالدرجة الأساسيـة، فأمريكـا سعت لتحريك جناحهـا الفكري الذي يحمل أيديولوجيـاً التكفيـر والتفجير والذبح والسحل ليكون واجهـة لمشروعهم الاحتلالي الخبيث تحت عناوين طائفيـة ومذهبيـة، لو قرأنـا التاريخ لوجدنـا أنَّ المستعمر حينما كان يدخل بجيوشـه مباشرةً كان يلقى مقاومةً كبيرةً جداً من قِبَل أفراد الشعب، وكانت جميع الخلافات بين أبناء الشعب الواحد تذوب في ظل الاحتلال ؛ لأنهم يرون جيوشاً جرّارة تدخل أرضهم وتستبيح حرماتهم؛ لذا وجدت أمريكا أنّ هذه سياسة خاطئة ومنهجية فاشلـة فسعت لتفعيل الحرب الباردة، وتهيئة الشرق الأوسط للاحتلال بطريقة غير مباشرة، فقامت بزرع الفكر الوهابي الذي لا يخدم إلاّ الصهيونية العالمية والنظام العالمي الجديد قبل كل شيء، فهي لن تستطيع تجنيد الشباب المسلم لصالحها إلاّ بهذه الطريقة”.

وأوضحت الارتباط الوثيق بين ما حصل لـ”آل الجنيد” و ” آل الرميمة ” وغيرهم الكثير الذين كانوا بمثابة صخرة وحجر عثرة أمام المعتدي والمحتل وبين خبث العدو الماكر الذي وجد من تعز تربة خصبة لزرع الدواعشوالمنافقين فيها وزرع ثقافاتهم المغلوطة التي آتت أكلها بالجرائم التي ارتكبوها في الصراري وغيرها .

وترى أن الغرض من ماحصل في الصراري هو إفشال مشاورات الكويت: فـ”أجنحة العدو تخدم بعضها البعض، والجناح العسكري للعدو بالطبع يتحرك بالتوازي مع تحرك الجناح السياسي، وارتكاب المزيد من الجرائـم،وهدفـه تقويض المفاوضات التي فشلت اليوم بسبب تعنُّت أطراف هذا المشروع لإفشال أي حلول وكعمليـة استنزاف واستغلال للأطراف الساعيـة لأية حلول”.

ولفتت إلى: “أنه لو كان هناك تحرك مجتمعي جاد وقوي لما حدث بحق آل الرميمة ما كان سيجري ما جرى على آل الجنيد،ولكن السكوت هو ما شجعهم لارتكاب المزيد من الجرائم المشابهة؛ لذا لا ينبغي السكوت لأن ما جرى بحق آل الجنيد وآل الرميمة سيجري بحق غيرهم من أبناء تعز رافضين كانوا لهذا المشروع أو مؤيدين، فهذا عدو يستهدف الجميع ولا يستثني أحد”.

وختاماً مع الصحفي زيد الغرسي الذي اعتبر: “ما حصل في تعز جزءًا من المخطط والمؤامرة التي تستهدف اليمن ككل ومحافظة تعز جزء من هذا المخطط إلا أن تركيز العدو على تعز يعود لعدة أسباب جغرافية ومذهبية كونه يعتبر أن تعز تمثل أرضية خصبة للصراع تحت عناوين مناطقية ومذهبية”.

ويرى أن ذلك: ” تطهير عرقي يقوم بتنفيذ هذه المهمة منافقو العدوان حيث يسعون إلى تطهير أسر بأكملها كما عملوا مع أسرة آل الرميمة وأيضاً آل الصراري وقبلهم أسر في بير باشا”.

وفسر سبب  حدوث هذه الجريمة في هذا التوقيت بالذات أنه بغرض: “صرف أنظار الناس عن فشلهم في الميدان وهزائمهم التي يتلقونها يومياً على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية وكذلك عن هزيمتهم السياسية في الكويت بعد تقديم كل التنازلات لهم كما أنهم يسعون في إطار محافظة تعز إلى استنهاض مرتزقتهم بعد حالة الإحباط التي يعيشونها جراء ممارسات العناصر التكفيرية وجراء موضوع الجرحى الذين ضربهم في قيمهم وأخلاقهم وأيضاً محاولة منهم لاستقطاب أعداد أخرى من المنافقين والمرتزقة”.

ويرى أن تداعيات هذه الجريمة تأتي  في: “زرع بذور الفتنة المذهبية والطائفية وأعتقد أنها فشلت إلى حد كبير .

أما الشق الآخر: “بالنسبة لأبناء تعز واليمن بشكل عام وهو إظهار حقيقة المشروع العدواني على اليمن من خلال هذه الجريمة التي تسقط كل الشعارات التي يتشدقون بها وتظهر حقيقة نياتهم وأهدافهم ولذلك فهذه رفعت مستوى الوعي لدى البعض وأحرجت آخرين من المرتزقة وكشفت لآخرين من المحايدين حقيقة المؤامرة وبداء بإيضاح  الحقيقة وما يريده العدوان على اليمن وشعبه”.

وأكد وجوب تعرية العدوان بجرائمه وإظهار حقيقة ما يخبئه لأبناء اليمن وأنه: ” يجب أن تتوحد الصفوف من كل المذاهب والطوائف منعاً لاستثمار هذه الجريمة من قبل العدوان وأيضاً تعطي جرعاً في الصمود والاستبسال في قتال هؤلاء المنافقين وأسيادهم وتعطي دافعاً قوياً لأبناء الشعب في دعم الجيش واللجان الشعبية الذين يدافعون عنهم”.

ومن خلال ذلك يتضح أن ماحصل لآل الصراري هو جزء من المؤامرة الأمريكية على اليمن التى تهدف إلى تدمير اليمن ولفت من عزيمة أبناء اليمن الصامدين في وجهه الغطرسة الغربية،وهذا له تداعياته الخطيرة على الشعب اليمني ككل إذا ما تخاذلوا وتهاونوا ولم يقفوا يدا واحدة وبذلوا كل ما في وسعهم لاستئصال مرتزقة العدوان وإحباط مؤامراتهم والنصر والتمكين حليف هذا الشعب الأبي الذي يسعى لانتزاع حقوقه وحريته وسيادته واستقلال بلاده .