النباء اليقين

تشيلي تنتج الكثير من الطاقة الشمسية لدرجة أنها توزعها مجاناً

ولّدت محطات للطاقة الشمسية في شبكة شمال تشيلي الكثيرَ من الكهرباء لدرجة أن سعر الكهرباء انخفض إلى الصفر، وفي حين أن هذا قد يبدو رائعاً بالنسبة للمستهلكين، إلا أنه على المدى الطويل قد يجعل المستثمرين يترددون في الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة.

سمح مشروع تشيلي للطاقة المتجددة بإنتاج كمية فائضة من الطاقة أكبر من احتياجات الشبكة الشمالية، ما أدى إلى انخفاض أسعار الطاقة إلى صفر.

ومع ذلك، هذا ليس بالضرورة شيئاً جيداً، ففي حين أنه شيء جيد بالنسبة للمستهلكين على المدى القصير، إلا أن الخبراء يؤكدون أنه سيؤذي الصناعة في هذا المجال على المدى الطويل.

أحد المشاكل الرئيسية في نظام الطاقة المتجددة في تشيلي هو عدم وجود ارتباط بين شبكات الطاقة الرئيسية وشبكة الوسط والشمال، وهذا يعني أنه عند وجود فائض إنتاج في إحدى الشبكات فليس هناك وسيلة لنقل الفائض إلى الشبكة الأخرى حيثُ يمكن أن يكون هناك حاجة له، وتعاني بعض المناطق داخل نطاق تغذية كل شبكة من قصور في تلبية احتياجات الطاقة بها.

تمتلك تشيلي حالياً 29 محطة طاقة شمسية، وهناك 15 محطة أخرى قيد التنفيذ، ودون وجود بنية تحتية تسمح بنقل أو تخزين الفائض، ستضطر الشركات إلى توزيع الطاقة بالمجان، وهذا سيترجم إلى خسارة لابد من تخفيفها، وإذا لم يتم ذلك ستصبح الطاقة المتجددة استثماراً غير مستقر ومحفوفاً بالمخاطر.

وقال رافائيل ماتيو- المدير التنفيذي لوحدة الطاقة في أكسيونا إس آه (Acciona SA)، وهي شركة تستثمر 343 مليون دولار في مشروع ينتج 247 ميجاواط في المنطقة- “يخسر المستثمرون المال. لا يمكن وجود الكثير من المطورين في نفس المكان نظراً للخلل في نمو المجال”.

تعاني محطات الطاقة المتجددة في بلدان أخرى من مشاكل مماثلة، ففي مايو من هذا العام، ولّدت مصادر الطاقة المتجددة في ألمانيا الكثير من الكهرباء لدرجة أن سعر الطاقة هبط ليكون بالسالب.

تخزين الطاقة المتجددة

في حين أن تقدم مصادر الطاقة النظيفة يستحق الثناء ويتماشى مع دعوة الأمم المتحدة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، إلا أنه يجب أن يتم أخذ خطوات للتخفيف من حدة المشاكل التي تواجهها هذه الصناعة.

تحقيقاً لهذه الغاية تخطط حكومة تشيلي إنشاءَ خطوط طاقة طولها 1865 ميل لربط الشبكتين العام المقبل.

على الرغم من أن هذا من شأنه أن يحل المشكلة بين الشبكتين، يعتقد الخبراء أنه يتوجب النظر في حلٍ أكثر ديمومة لهذه المشكلة، وتعمل العديد من المنظمات بالفعل على محطات لتخزين الطاقة وزيادة استقرار الشبكات على نطاق واسع والتي من شأنها أن تساعد على حل التقلبات في مصادر الطاقة، والسماح بالتقاط وتخزين الطاقة الزائدة، والإفراج عنها في الأوقات التي لا تسمح فيها الظروف الطبيعية بإنتاج ما يكفي من الطاقة.

وهذا من شأنه أن يضع حداً لأحد أكبر عيوب الطاقة المتجددة، ألا وهي أنها لا يعول عليها.