النباء اليقين

عشقي:اي تطبيع بين السعودية و”اسرائيل” مشروط بتطبيق مبادرة السلام العربية

يصرّ اللواء المتقاعد انور العشقي على مواصلة تطبيع علاقاته مع الصحافة الاسرائيلية بالادلاء بأحاديث صحافية معها، واستخدامها لايصال رسائل معينة تعكس نوايا حكومته السعودية باقامة علاقات طبيعية معها، وان الوقت ملائم حاليا لاحلال السلام، مثلما اكد في آخر حديث ادلى به قبل يومين مع صحيفة “يديعوت احرونوت” الاسرائيلية.

ورأت صحيفة “رأي اليوم” ان اللواء عشقي وفي هذا الحديث، مثل احاديثه السابقة، ركز على ان اي تطبيع بين السعودية و”اسرائيل” مشروط بتطبيق مبادرة السلام العربية، والمحّ الى ان ايران هي العدو المشترك، ولا توجد اي صعوبة لديهما لتحديده، واكد ان الاحتلال الاسرائيلي يمكن ان تكون شريكا وعضوا فاعلا في المنطقة الحرة التي ستقام في سيناء بعد اقامة جسر الملك سلمان الذي سيقام فوق خليج العقبة.

اللافت ان تصريحات اللواء عشقي هذه ولقاءاته مع الصحافة والمسؤولين التي تتعرض لانتقادات مكثفة من قبل بعض الكتاب السعوديين الرافضين لها، تزامنت مع انعقاد مؤتمر للسلام في باريس بحضور وزراء خارجية لاكثر من ثلاثين دولة، بينهم الاميركي جون كيري، وهو مؤتمر لم يتطرق بيانه الختامي الى الثوابت العربية مثل الانسحاب من القدس المحتلة، او حق العودة.

دولة الاحتلال الاسرائيلي تريد التطبيع مع السعودية ودول الخليج  الاخرى دون تطبيق المبادرة العربية للسلام، ويبدو انها نجحت في خطتها هذه بعد 14 عاما من اطلاق هذه المبادرة في القمة العربية في بيروت، والتقارير التي تتحدث عن الاختراقات التجارية والاقتصادية الاسرائيلية لاسواق الدولية العربية في الخليج  في الصحافتين الاسرائيلية والغربية تؤكد هذا النجاح.

لا تحتاج السلطات الاسرائيلية الى اللواء عشقي لكي يذكرها بالفوائد الجمة التي يمكن ان تجنيها من خلال تطبيقها للمبادرة، ولكن يبدو ان هذا اللواء المتقاعد الذي بات احد ابرز بوابات الاتصال بينها وبين بلاده، يؤسس لتحالف بين البلدين في مواجهة ايران، او انه يلوح به لتهديدها.

المملكة العربية السعودية تواجه ازمات متلاحقة، بسبب تراجع اسعار النفط وعوائده، وفشل حربيها في اليمن وسوريا، وازدياد احتمال مقاضاتها امام محاكم اميركية بدعم الارهاب، وصدور قرار عن الامم المتحدة وامينها العام بقتل اكثر من 500 طفل في اليمن، ولكنها ترتكب خطأ كبيرا اذا اعتقدت ان التقارب مع “اسرائيل” والتطبيع معها سيساعدها في تجاوز هذه الازمات، بل ربما يعطي نتائج عكسية تماما، خاصة على صعيد تأجيج السخط الشعبي السعودي، وتقديم ذخيرة اضافية للجماعات الاسلامية المتشددة التي تريد زعزعة امنها واستقرارها.

استمرار لقاءات وتصريحات الجنرال عشقي، وقبله الامير تركي الفيصل مع الاسرائيليين تظل تصب في مصلحة التطبيع، وتحظى حتما بموافقة رسمية، والا توقفت منذ فترة، والزعم بأن الرجلين يعبران عن آرائهما الشخصية لانه ليس لهما اي طابع رسمي، لا يمكن ان تخدع اي طفل صغير داخل المملكة وخارجها.