النباء اليقين

هاموند في مهمة لمدارة فضيحة مشاركة لندن في العدوان على اليمن

إسماعيل المحاقري: في مقال له بعنوان الانتصار للسلام والحوار في اليمن أجهد وزير الخارجية البريطانية نفسه بالحديث عن حرص بلاده بالسلام، متناسيا أنَّ بلاده إلى جانب واشنطن هما من وفرا للسعودية كل الدعم في العمليات العسكرية وهما اليوم يقودان المرتزقة في مسار سياسي وأخيرا معركة اقتصادية.

يبدو أن وزير الخارجية البريطانية فيليب هاموند لم يكتف بالتعاون مع الأمريكيين في رسم محددات مسار العمليات العسكرية والأمنية لتحالف العدوان في اليمن وحسب، بل تعدى ذلك إلى رسم خارطة طريق واضحة المعالم للوسيط الأممي إسماعيل ولد الشيخ الذي لم يحد عنها قيد أنملة منذ توليه هذا المنصب.

هاموند وفي مقال له نشرته صحيفة الحياة اللندنية بدا وكأنه خبير في الشأن الاقتصادي اليمني، وهو إذ أسهب في الحديث عن سوء الأوضاع الإنسانية في اليمن وحذر من تداعيات انهيار الاقتصاد تجاهل كما تجاهل قبله الأمين العام للأمم والمتحدة ومبعوثه إلى اليمن عن مسببات هذا الوضع الكارثي المتمثل بالعدوان الغاشم والحصار الجائر، وهما من أبرز عوامل هذه الأزمة والكارثة الإنسانية في البلد التي يراد لها أن تكون ورقة بيد قوى العدوان في الكويت لفرض الشروط والإملاءات، متخذين منها فرصة أخيرة فإما الرضوخ أو الانهيار وهو ما قاله سابقا السفير الأمريكي وكرره ولد الشيخ في كل إحاطاته ومؤتمراته الأخيرة.

وأمام تصعيد العدوان قال هاموند في حديثه عن وقف إطلاق النار إنه وعلى الرغم من وقوع بعض الانتهاكات على الأرض، إلا أن التحالف أبدى ضبط النفس في رده عليها.

ومن مقال كتبه في الصحافة السعودية إلى مؤتمر صحفي في جدة أبدى رغبته بأن تكون بلاده شريكا فيما أسماه بناء اليمن، في حين أشار الجبير إلى تطابق وجهات النظر بين مجلس التعاون وبريطانيا في عدة ملفات من ضمنها الملف اليمني وإحياء السلام مع إسرائيل.

ويبدو أن لندن تسعى للملمة فضحيتها المتمثلة في المشاركة في العدوان أمام الرأي العام البريطاني بعد أن تأكد مساهمتها في بيع أسلحة محرمة دوليا ثبت استخدامها من قبل السعودية لضرب المدن والقرى الآهلة بالسكان في اليمن، ولذلك حث هاموند الخطى إلى الرياض.