النباء اليقين

عن عظيم نتحدث

بقلم / نصر الرويشان…

لم يكن ذلك العصر الذي وجد به الشهيد القائد الحسين بن بدرالدين الحوثي سلام الله عليه زمن عادي ، بل كان زمن امتلأ بالتراجع والإنحسار لمبادئ وقيم الدين الحنيف ، زمن زاد به حجم التآمر العالمي بركيزتيه الأساسيتين أمريكا وإسرائيل على الإسلام .

لم يكن هناك وعيا” كاف لمواجهة حملة التآمرات تلك ، ولم يكن المسلمين على قدر كاف من الإستعداد النفسي للحد من هذا الخطر المحدق بدينهم ، ولم يكن أحد ليتصور أن هناك رجل قد آتاه الله الحكمة والبصيرة ليكون بداية لمرحلة وعي جديدة في التاريخ الإسلامي ، وكان هذا الرجل من أقصى شمال اليمن ، وكانت نشأته في بيئة إيمانية قرآنية ، وكان أباه عالم رباني زاهد ورع تقي ، كانت له بصمته في العلوم الدينية ، ونهل على يديه الكثير من رجالآت العلم وفطاحلته ، وكان حصيلة ذلك العلم والتربية الإيمانية رجل عظيم غير مجرى التاريخ ، وأسس مسيرة القرآن التي أتت بثورة المفاهيم والقيم وعمل على نشر الوعي القرآني وفق منهجية أهل البيت الكرام ، وكانت نقلة نوعية نقلت الأمه من مستنقع الركود واللاوعي إلى مرحلة الوعي والإستشعار بالمسؤولية أمام الله لتحتضن الأمة الفكر القرآني والنهج المحمدي من جديد.

نتحدث عن عظيم انطلق في منطقة جبلية يدرس الفكر القرآني ويغرس في طلابة قيم ومثل القرآن وفق منهج أهل البيت الكرام ، وبرغم الإمكانات المحدودة كان الحسين عازما” على تغيير واقع مليء بالثقافات المغلوطة ، وواجه كل التحديات واخترق كل الصعاب وعمل ليل نهار لإعادة مبادئ الدين القويم ونشر الوعي القرآني في أوساط مجتمع ساد به الضلال وعاش فترة طويلة من التيه والشتات .

الشهيد القائد تحرك في زمن توارى به رجال الدين وعلماء الأمة وفضلوا الإنزواء عن واقع الأمة المزري وانطلق في ساحات الجهاد والعلم وبدأ بمحاضراته التي كان لها صدى واسع وكانت محل إقبال من العديد من الطلاب والمجاهدين.

استشعرت قوى الإستكبار هذا الخطر القادم من مران وحاكت ضده المؤامرات وقامت بممارسة كل أنواع الضغوط ، فلا الحسين تراجع ولا استسلم لكافة المغريات التي عرضت عليه ، وبدأت دعوات التصدي له من الداخل واستخدمت ضده كافة الأساليب وبثت الشائعات ووجه الإعلام لحجب هذا الرجل عن الأنظار وحشد الرأي العام ضده ، ولكنه المؤمن الذي لا يخاف من مخلوق ولا ترهبه كل قوى الإستكبار والطغيان فكان بحق كجده الحسين فكان حسين العصر حقا” وكانت مران كربلاء التي ستظل تحكي مظلومية عظيم قل أن يوجد مثله في زمن عاث به الطغاة وانتشر به الباطل وعم فيه الضلال.

جيشت الجيوش وسخرت الأموال واستخدمت ضد هذا الفكر القرآني كافة الأسلحة والمقدرات ، لكنها لم تستطع أن تميت هذا الوعي الذي غرسه الشهيد القائد برغم القتل والدمار ، برغم السجن والتعذيب ، برغم التشريد ، برغم كل الأرواح التي زهقت وبرغم كل الدماء التي سفكت إلا أن الحسين بن بدرالدين الحوثي قد أسس وعيا” قرآني يصعب إجتاثه من العقول التي احتوته والقلوب التي آمنت به.

شهيد القرآن هو من ترك الدنيا بأسرها ، وزهد بما تحويه من متاع وملذات تستهوي ضعاف النفوس ، وقدم لنفسه رصيد وجده حاضرا” في ميزان وصحيفة أعماله ،.

حسين العصر وبدرها المضيئ وقدوة المستبصرين وعى خطورة ما تعانيه الأمة وما يحدق بها من أخطار وتآمر فوضّح وبيّن وفاض وحي بيانه ليبدد سواد القلوب وعتمة العقول المضللة بأفكار الزيف والضلال .

كشف الحقائق وصرنا على وعي بمخططات الأعداء فكنا القادرين على تحمل المسؤولية التي استشعرناها من وقع كلماته ودروسه وملازمة ، فمضت مسيرة القرآن تمحق كل زيف وضلال وزور وبهتان ، وحار أعداء الإسلام بهذه الكيفية التي واجهتهم وجعلتهم مكشوفين وباتت سياساتهم فاشلة أمام وعي ومنهج قرآني يصعب اختراقه أو التأثير به.

لذلك عندما نتحدث عن الشهيد القائد فالحديث عنه يطول ولا يكفي كل الحبر والمداد ليصف رجل مثل إنسانيته وأعاد للإنسان عزته وكرامته وشموخه وكبريائه.

هو عظيم في أهله وعالما” في مجلسه ومجاهد” في مترسه ، وهو المؤمن بربه العارف به والواثق به ، هو نجم أضاء سماء قلوبنا وشعاع أخترق الأفئدة ليملأها محبة ومعرفة وثقة بالله الواحد .

هو ذاك الذي أسس فكرا” أعجز المفكرين وأحبط المستكبرين ، هو مفخرة الزمان وعنوان لعزة الأمة هو الكريم بن الكرام ، والرحيم المحسن ، وهو الإنسان الذي مثل إنسانيته بسلوك وتعامل جعل منه مدرسة يرتادها أهل العلم وطالبي العزة والكرامة .

فسلام الله على حسين العصر وقدوة المتقين وحامل راية الجهاد وزاهق قوى الباطل ومزلزل عروش الطغاة المستكبرين .

عليك السلام يا حفيد رسول الله ، السلام عليك يا بن بدر الزمان ، السلام عليك يوم ولدت ويوم كبرت ويوم جاهدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا” يا حسين العصر وشهيد القرآن سلام الله عليك وعلى آبائك أفضل السلام وأعطره وأفضله وأتمه وأكمله ورحمة الله وبركاته عليكم آل بيت رسول الله وصلاة ربي وسلامه على النبي وآله يشفا بها سقمي وتسعد بها نفسي ويغفر بها ذنبي ويرضا بها ربي.