النباء اليقين

بقلم/عبدالمنان السنبلي”هكذا يصطنع أعرابُ نجدٍ الأصنام، و هكذا يعبدونها”

من تابع بالأمس المغردين السعودين على تويتر و قد نسوا كل شئٍ يهمهم و يشغل بالهم في الحياة متفرغين و مازالوا للتعليق على أمرٍ واحدٍ فقط و هو مدى شجاعة و كبرياء و عظمة عاهلهم سلمان بحسبهم في عدم إستقباله شخصياً للرئيس الأمريكي أوباما في المطار، فإنه بصراحة قد يُصاب بالذهول و الدهشة لهول ما يراه من تقديسٍ للوهم و تمجيداً للسراب …

 

لقد جعلوا من الرجل شخصيةً إسطوريةً عبقريةً لم يأتِ الزمان بمثلها و لن يأتي، بل أن البعض ذهب إلى القول بأن مليكهم قد وجَّه صفعةً مدوّيةً للرئيس الأمريكي و أنزله منزلاً لا يليق حتى بعبدٍ آبقٍ أن ينزله حتى ظننت و أنا أتابع ذلك الفتون و التغني بمليكهم أن نبيّاً جديداً قد بُعثَ من أرض نجدٍ لولا إيماني المطلق بأن محمد (ص) هو آخر الأنبياء و المرسلين !!

 

يا أحفاد سجاح و مسيلمة .. لا تحتفلوا بكذابيكم و دجاليكم و لا تُفتَنوا بهم كما إفتتن أجدادكم من قبل و أتبعوا الشيطان فَضَلّهم عن السبيل !!

 

أي صفعةٍ تلك التي وجهتموها لإوباما و أموالكم و عائدات نفطكم و غازكم تَصّب في خزائن بلاده منذ أكثر من 75 عاماً ؟!!

 

و أي منزلٍ حقيرٍ أنزلتموه، و إنتم تعلمون أنه ما جاء إلا لطمأنتكم و الربت على أكتاف أصنامكم مؤكداً و مُجَدِداً إلتزامه و إدارته بحمايتكم و ضمانة أمنكم و سلامتكم ؟!!

 

و أي ثوب إذلالٍ ألبستموه و قواعده العسكرية تملأ بلادكم عرضاً و طولاً و براً و بحراً و لولاها لكنتم قد أُكلتم يوم أُكلَ الثور الأبيض ؟!!

أيها الواهمون .. على من تضحكون و تكذبون ؟! أعلى أنفسكم أم على انفسكم أيضاً تتوهمون ؟!!

أتجعلون من إجراءٍ بروتوكوليٍ متعارفٍ عليه في الدول المتحضرة و المتقدمة و خصوصاً في أمريكا و دول الغرب، أراد به مليككم أن يبدو لضيفه و كأنه و مملكته من مصاف تلك الدول المتحضرة متناسياً أن ضيفه ليس يعلم بلداً في العالم لازالت تُحكم بعقلية القرون الوسطى مثل مملكته ، أتجعلون من ذلك نصراً و فتحاً مبينا لا يوازيه فتح ؟!

 

مالذي أبقيتموه للفاتحين العظام و قد رأيتم و قلتم في سلمانكم و قد فتح مملكته لأوباما و أسلاف أوباما من قبل مالم يره العثمانيون في محمد الفاتح عند فتح القسطنطينية، أو مالم يقله العرب في المعتصم عند فتح عمورية ؟!

 

أنا هنا لست معنياً بالدفاع عن أوباما، و إنما أزعجني ذلك الإفراط بالوهم و تصديقه و محاولة تمريره و فرضه على عقول البسطاء من الناس من قِبَل قومٍ كانوا و مازالوا في كل زمانٍ و مكانٍ يبحثون عن أصنامٍ ليعبدونها و يقدسونها حتى و هم يتلفظون بالشهادتين ليلاً و نهارا …

 

عموماً ..أعلم جيداً أنني لا أستطيع أن أغيّر من واقع الأمر شيئا و أن أولئك الحمقى سيظلون على ما هم عليه من وهمٍ و جاهلية عمياء مادام هنالك من لم يعي أنه يعيش في القرن الواحد و العشرين، و ليس ذلك غريباً أن نجد هذا التأليه و التقديس العجيب لسلمان في عصرنا وعالمنا العربي، فهناك في الهند مثلاً من لايزال يسجد للبقر في ذات العصر و الزمان !!