النباء اليقين

بقلم/فضل جاف”دور الاعلام الاسرائيلي في تصوير الخطر الايراني على المنطقة من وهم الى حقيقه”

منذ بداية الحرب على اليمن ذهب الموقف الرسمي الاسرائيلي في اتجاه التصعيد بعد أن تين لها أن الثورة الشعبية في اليمن خطر عليها .. ومن المؤكد ان الدور الإسرائيلي كان دورا محوريا في اتجاه التدخل العسكري في اليمن والتحضير للعدوان على اليمن من خلال اجتماعات.

وبالمثل اتجه الاعلام الاسرائيلي اتجاها موازيا للموقف الاسرائيلي الرسمي المؤيد للعدوان على اليمن وتكفل بإيضاح الموقف الاسرائيلي والامريكي الداعم للعدوان والتي وصفها بأنها تتقاطع مع المصلحة السعودية والخليجية في وجه الاعداء المشتركين.

ونتذكر جميعاً ما اعتبرته القناه العاشرة الإسرائيلية من أن “اسرائيل تواجه نفس التحدي تماما وسيطرة “الحوثيين”على باب المندب هوكابوس للدول العربية المعتدلة التي نقف الى جانبها في هذا الصراع والذي وصف بأنه حرب الجميع ضد الجميع كما نقل موقع صحيفة يديعوت احرنوت في تقرير لمراسله للشؤون الأمنية رون بن يشاي .

وقام الاعلام الاسرائيلي بتهيئة الداخل الاسرائيلي لتفهم موقف اسرائيل الداعم للعدوان علي اليمن والتوقع لأي تأثيرات مستقبلا قد تحدث ناتجه عن موقف اسرائيل خاصة وان حزب الله يقف مع الشعب اليمني واعتبر العدوان الذي شنته دول التحالف بقيادة السعودية يخدم الكيان الصهيوني والمشروع الامريكي في المنطقة .

وسعى الإعلام الإسرائيلي إلى رسم صورة لدى الرأي العام بأن الحرب على اليمن هي فصل اخر في الصراع بين ايران والمحور الناشئ ( الرياض- تل ابيب) اضافة الى ان الرياض اعلنت عن نيتها ارسال قوات بريه الى سوريا للقتال مع يسمى المعارضة السورية والتنظيمات التكفيرية مما يجعل الصراع مع ايران ومحور المقاومة والممانعة لإسرائيل وامريكا ودول الاعتدال العربية حسب المفهوم الاسرائيلي الرسمي والاعلامي يتجه نحو الشمولية تشمل المنطقة كلها ..ولن تبقى اسرائيل بعيده مكتفيه بمتعة المشاهدة .

كما ان الاعلام الاسرائيلي تمكن من خلق رأي عربي متقبل لإسرائيل كحليف لدول الاعتدال العربي في مواجهة تمدد واستطاع ادرأه الصراع اعلاميا واستخدم صيغ اعلاميه مثل دفع الخطر الايراني من قبيل التصدير الخارجي وليس من اجل الوعي الداخلي لأنها تعتمد مقوله اكثر واقعيه واكثر مطابقه على مستوى ثنائية ( الوعي – الواقع) وهي مقولة العداء الوجودي المحيط لإسرائيل.

ليس هذا فحسب بل اجاد استخدام تسويق ” صيغة الخطر الايراني على المنطقة اعلاميا وروج له بشكل كبير في المنطقة والأخطر من هذا أنها لاقت تقبلا كبيرا في الدول العربية على مستوى الأنظمة والمؤسسات الدينية بل حتى تبنتها وسائل الاعلام عربية وروجت لها بأسلوب تحريضي اسهم في اندلاع اعمال عنف طائفيه في العراق بين السنة والشيعة وصولا الحروب الست على اليمن .

هذا الاوهام استطاع الاعلام الاسرائيلي في الدول العربية بثها وغرسها في الوعي العربي الرسمي مدعما ذلك بدراسات ورؤي باحثين صهاينة اعدوا دراسات وابحاث تهدف الى اقناع الأنظمة العربية وبالذات السعودية ودول الخليج بخطورة تمدد الحوثيين في اليمن باعتبارهم امتداد للنفوذ الايراني في المنطقة وزعزعة الخليج التي يتواجد فيها اقليات شيعيه قد تسلك نفس المسار الذي سلكه الحوثيين في اليمن وهو ما دفع بالدول الخليجية بقيادة السعودية لشن عدوان غاشم على اليمن.