النباء اليقين

بقلم/زيد الغرسي “ضروري نلتقي…”

كان الشهيد الخيواني هو ثالث شخصية تظهر كضيف في قناة المسيرة بشكل عام عندما استضفته في برنامج حوار خاص ” البرنامج الوحيد حينها في القناة” وعندما التقيت به في بيروت قبل الحلقة لم اصدق اني التقيت مع معلمي واستاذي في التحليل والذي كنت اتابعه منذ إن كان رئيسا لتحرير صحيفة الامة ثم رئيسا لتحرير صحيفة الشورى التي اعطتني مزيدا من الوعي بكتاباته العميقة فيها والذي لم يكن يجرؤ احد حينها الكتابة عن الوضع السياسي للنظام وانتقاده مثل مقالاته وكنت شغوفا بكتاباته ومتابعته وعندما اخبرته بذلك وبمشاعري نحوه تفاجاء واندهش وقال لي كل هذا ولم نتعارف … ثم قال لي تابعت حلقتك مع الدكتور عبدالرحيم الحمران وكنت موفقا ولم اصدق انك اول مرة تقدم بذلك الاسلوب وبصراحة حلقة تاريخية فارتفعت معنوياتي بشكل كبير كونها من شخص انا اعرف حجمه وقدره ثم دخلنا في موضوع الحلقة والتحضير لها واذا بي كما كنت متعودا امام قامة عملاقة في تحليل الاحداث والجراءة وبالفعل كانت حلقة مميزة له واتذكر حينها انه اشار الى حجم النفوذ السعودي في اليمن وقال مصطلحه الشهير الذي اعلنه لأول مرة في التلفزيون وهو مصطلح ” الثقافة الصحراوية ” فقلت له ماذا يعني فقال كل شئ اصبح في اليمن وفق ثقافة ال سعود حتى لبس النساء وقال مازحا حتى الغبار يجي من عندهم … كانت حلقة قوية وجميله وحينها عندما كنت احاوره كنت اقول في نفسي هل انا فعلا امام عبدالكريم الخيواني الذي اتابعه منذ سنوات ولا اكاد اترك له مقالا وان فاتني ابحث عنه حتى اقراءه … تطورت العلاقة بيننا حتى وصلت الى علاقة حميمية وحينها نصحنى بنصيحة لازلت ارى اثرها الكبير في مسيرتي العملية الاعلامية والسياسية ولازلت اعمل بها وقبل عودته الى اليمن قال لي انا تحت الخدمة في اي حاجة وسأقدم لك كل ما تريد من واقع خبرتي وبالفعل كنت اتواصل به من بيروت وفور سماعه لصوتي يقول اهلا بأخي زيد ومن وقتها لم يبخل علي بنصائح وافادات وارشادات وقبل استشهاده بأيام افتقدته بشكل غريب فتواصلت به واذا به كان مشغولا وخارج البيت فاعتذر وقال لي ضروري نلتقي … لكن لم اكن اعرف ان هذه اخر كلمات بيني وبينه وان موعد اللقاء سيكون طويلا