النباء اليقين

ذاك الحسين

محمد أحمد الشميري

أنا في جبين الحزن جرحٌ نازفٌ
تبكي وتلطم خدها مأساتي

ويلفني بجراحه وجعٌ له
تطوي المدى وتهزه آهاتي

وطني الجريح تناثرت أشلاؤه
ضمّدته وطويته بشتاتي

بلدي كبنت الأكرمين أسيرة
يجتاحها موج الظلام العاتي

من كربلاء مصائبي الكبرى أتت
من ذلك الجرح النزيف الآتي

أوّاه كم قلبي يضج به الأسى
وتجوب في أفق البلى أنّاتي

ويلومني من لو رأى ما ذا جرى
عاف الملام وأسبل العبراتِ

ذاك الحسين مضرجٌ بدمائه
حزناً عليه تخونني عبراتي

ذاك الحسين يزفه أحبابه
نحو الجِنان بحرقةٍ وثباتِ

ذاك الحسين بطهره وجلاله
يهدي الوجود نسائماً عطراتِ

أنا يا حسين مصائبٌ لم تنتهِ
كم ذقت من غدرٍ ومن نكباتِ

كم مزقتني في هواك مكائدٌ
كم تهت في همي وفي حسراتي

لكنني مهما استطال بي الأسى
صلبٌ أنا متماسكُ الخطواتِ

قلبي أنا رغم المصائب شامخٌ
منك استقيت تجلدي وثباتي

أمضي على درب الإباء مجاهداً
بدم الحسين تناسجت راياتي

وتلوتها هيهات منّا ذلة
أسمعت آفاق الدُّنا آياتي

هيهات أن أرضى الخنوع ولم أكنْ
يوماً أعيش وزمرة الأمواتِ

أنا يا حسين بك استبان لي الهدى
بك أهتدي في يقظتي وسباتي

منك اهتديت لأن أثور مجاهداً
وأخوض في نيل العلا الغمراتِ

منك البرية تستمد حياتها
ويضيء هديك حالك الظلماتِ

واستنشقت منك الكرامة نبلها
لتنير جرحي أطيب النفحاتِ

صليت في محراب مجدك خاشعاً
أتلوك في جهري وفي خلواتي

أنا في دمي تجري تلاوة هديه
ديني الإباء وراتبي وصلاتي

درب الحسين شريعتي وعقيدتي
وبصيرتي ومعزتي ونجاتي

وأود أن أقفو خطاه وأرتضي
بذل النفيس بميتتي وحياتي