النباء اليقين

محافظة حجة..جهود كبيرة لمواجهة تداعيات العدوان

تُبذل في محافظة حجة جهود كبيرة لمواجهة تحديات العدوان في إطار تعزيز استراتيجية التخفيف من التداعيات الكارثية على المواطنين منذ أكثر من خمس سنوات .

ورغم ما تتعرض له المحافظة من قصف واستهداف ممنهج وتدمير مستمر للخدمات العامة والقطاعات الحيوية والبنية التحتية، تسهم الجهود الرسمية والشعبية في ترجمة مصفوفة من الخطط لمشاريع تنموية ومبادرات هادفة لتلبية الاحتياجات.

وتتركز الجهود الراهنة في إعادة بناء ما دمره العدوان من طرق وجسور ومعالجة أضرار سيول الأمطار وتحسين الخدمات واستغلال ما تزخر به المحافظة من مقومات زراعية وترجمة ما تتضمنه مصفوفة مشاريع الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة في المرحلة الأولى للعام الجاري، وتفعيل مشاريع السلطة المحلية والاستثمار في قطاع المعادن والجيولوجيا.

كما تشمل التوجهات تحفيز المشاريع الذاتية وتنفيذ وثيقة تخفيض المهور وانهاء النزاعات القبلية للتفرغ لمواجهة العدوان ومساعدة أبناء المجتمع على تبني مشاريع خاصة، وتنفيذ مشاريع متنوعة بما فيها اصلاح وصيانة مئات الآليات والمعدات الثقيلة واستغلالها في شق ومسح الطرقات وغيرها من الخدمات.

وأثمرت جهود قيادة المحافظة والسلطة المحلية بالتنسيق والتعاون مع الجهات والمكاتب والهيئات ذات العلاقة في تفعيل مشاريع النظافة وتنمية موارد السلطة المحلية ، وافتتاح مستشفى للأمراض النفسية والعصبية، كما يجري حاليا بناء مجمع طبي بقدرة استيعابية للمرضى من أربع محافظات، إلى جانب مواصلة مشروع الربط الشبكي للكهرباء من الشبكة الوطنية في عمران.

وأوضح محافظ المحافظة هلال الصوفى أنه تم تنفيذ أكثر من 300 مشروع خلال العامين الماضيين في قطاعات الطرق والأشغال والمياه والصحة والاصحاح البيئي وخدمات مجتمعية متنوعة عبر السلطة المحلية وصناديق التنمية الاجتماعية والجهات ذات العلاقة في مختلف مديريات المحافظة.

وذكر أنه يجري حاليا تنفيذ 16 مشروعا في مجال شق ومسح ورصف الطرقات وتحسين مخططات شوارع في عاصمة المحافظة وعدد من المديريات وإنشاء قناة تحويلية في وادي عيان بمديرية بني قيس بتكلفة 180 مليوناً و957 ألف ريال بتمويل محلي من خلال استغلال معدات الشق التابعة للمديريات.

وأشار المحافظ الصوفي، إلى أن مؤسسة المياه رغم ما تعرضت له من أضرار وتدمير من قبل العدوان بخسائر تقدر بثلاثة ملايين دولار ، تمكنت من تنفيذ 13 مشروعا فيما 12 مشروعاً آخراً تحت التنفيذ في مجال ضخ المياه بالطاقة البديلة وشبكات صرف صحي وآبار مياه في المدن الحضرية بالمديريات.

وأفاد بأنه تم تدشين أكبر منظومة لضخ مشاريع المياه عبر الطاقة الشمسية على مستوى الجمهورية بمدينة حجة وآخرها تركيب منظومة لمشروع محطة ضخ المياه بمنطقة النواعم تتضمن 640 لوحاً تنتج 254 كيلو وات ومضختين بقدرة 150 كيلو متر وبئر صناعية بتكلفة 230 ألف يورو.

وحول ما تم تنفيذه من مصفوفة الرؤية الوطنية ، لفت الصوفي إلى استمرار العمل في ترجمة ما ورد في الرؤية وآليتها بمشاريع لشبكة طرق واسعة وصيانة وإنشاء شبكة الصرف الصحي وبنى تحتية..مؤكدا استكمال التنسيق مع الجهات المعنية لإشاء مركز للأطراف الصناعية ومدارس للموهوبين، ومشاريع أخرى مشتركة في قطاعات التربية والأوقاف والآثار وأنشطة مجتمعية في إطار المرحلة الأولى للرؤية.

وقال إنه تمت صيانة أكثر من 25 آلية ومعدات ثقيلة من أصل 45 ظلت متوقفة لسنوات، ويجري الآن الاستفادة منها لصالح خدمات ومشاريع المحافظة.

وتطرق إلى خطة تفعيل مشاريع التنمية بالتنسيق مع الصناديق الحكومية بالمحافظة والتي ساهمت في تشغيل آلاف العاطلين عن العمل والمتضررين من الأزمة الراهنة..مبيناً أنه يتم حاليا متابعة مشاريع صيانة الطرقات والخطوط الاسفلتية وإعادة بناء الجسور وإنشاء مصارف للمياه وجدران ساندة في مدينة حجة وتنفيذ شبكة طرق واسعة لجميع قرى وعزل المديريات.

وفي القطاع الصحي يجري حالياً تجهيز أكبر مستشفى بسعة سريرية لتغطية محافظة حجة والمحافظات المجاورة..لافتاً إلى ما توليه قيادة المحافظة من اهتمام للمشاريع الطبية من ضمنها افتتاح مستشفى لمعالجة الأمراض النفسية والعصبية ومستشفى العزل الصحي في مدينة حجة ومراكز للعزل والحجر الصحي في عدد من المديريات، وإنشاء مستشفى عام في مديرية عبس وتدشين عدد من المشاريع الطبية مؤخراً في المديرية واعتماد 13 مستشفى ريفي في مديريات المحافظة.

وأضاف المحافظ الصوفي، أنه يجري تنفيذ خطة شاملة في قطاع الاستثمار بالتنسيق مع الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية والثروات المعدنية للاستثمار في مشروع الصخور الصناعية والإنشائية لاستغلال ما تزخر به المحافظة من مقومات خصوصاً في مجال البحث والتنقيب عن الذهب بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني.

وأشار إلى أن ثمار التوجهات في هذا القطاع تتجلى بتنفيذ مشاريع مجتمعية من عائدات المعادن.. مشيدا بتفاعل قيادة الهيئة وجهود فرعها بالمحافظة وما يتم ترجمته من خطوات في الأنشطة وتنفيذ المشاريع المجتمعية والدراسات الجيولوجية.

واعتبر ما نفذته الهيئة من مشاريع في المرحلة الأولى بقيمة 37 مليون ريال وشراء قطعة شق لمديرية بني قيس بأكثر من 30 مليون ريال إنجازاً نوعياً خلال هذه المرحلة.

وتتركز خطة الاستثمار في هذا القطاع، في تشجيع إنشاء مصانع في مناطق المديريات التي تتوفر فيها مادة الرخام والجرانيت وتشغيل أكبر عدد من الأيادي العاملة..

وذكر المحافظ الصوفي، أنه تم الاتفاق مع هيئة الجيولوجيا لوضع خارطة لاكتشاف المناطق الأثرية بالمحافظة وسيتم مباشرة العمل بهذا المشروع بعد عيد الأضحى، كما تم استكمال جوانب التنسيق والإجراءات لوضع خارطة مائية للمحافظة، وبدء العمل في هذا المشروع بمديريات المحابشة وكحلان الشرف وكحلان عفار.

ونوه باستمرار عمل الفريق الهندسي التابع للهيئة في إعداد دراسات لمشاريع معالجة الانهيارات الصخرية بالمحافظة بما فيها منطقة الخذالي الرابطة بين حجة وعمران ومديريات المدينة وكحلان عفار وبني العوام.

وفيما يتعلق بمشاريع الكهرباء وإعادة تشغيل الخدمة.. أكد المحافظ هلال الصوفي استكمال تجهيز شبكة كهرباء مديرية عبس ويجري حاليا تنفيذ مشروع الربط الشبكي لمدينة حجة ومديريات كعيدنة وقفل شمر وخيران المحرق وأسلم وأفلح اليمن كمرحلة أولى، فيما سيتم تنفيذ المرحلة الثانية للربط الشبكي في بقية مديريات المحافظة.

وتطرق إلى ما تمتلكه المحافظة من مساحة زراعية تقدر بأكثر من 140 ألف هكتار وأودية وقيعان ومناخ ملائم للزراعة، ويبلغ إنتاج المحافظة حسب إحصاءات ما قبل العدوان 6.8% من إجمالي إنتاج المحاصيل الزراعية في الجمهورية.

ولفت المحافظ إلى استمرار العمل في تنفيذ مبادرة زراعة 600 ألف شتلة زراعية في عموم المديريات والتي تم إطلاقها منتصف أبريل الماضي وتم في إطارها إعلان عدد من المديريات محميات لزراعة البن واللوز مثل مبين وبني العوام وحجة وكحلان عفار وأسلم، وإنشاء مشاتل قروية لإنتاج البن واللوز وتشجيع زراعة المحاصيل النقدية بدلاً عن أشجار القات التي تستنزف المياه.

وذكر أن مكتب الزراعة والجهات ذات العلاقة تنفذ حالياً دراسات لمشاريع مائية وتقييم وضع الأودية وقنوات الري ليتسنى البحث عن دعم لتأهيلها بما يخدم ري المزروعات للنهوض بالقطاع الزراعي في إطار استغلال ما تزخر به 31 مديرية من فرص زراعية لمواجهة تحديات الوضع الاقتصادي جراء استمرار العدوان والحصار.

وحسب الصوفي يجري التنسيق لتنفيذ مشاريع أخرى منها تحديث بيانات الثروة الحيوانية وتوسيع الطاقة الإنتاجية لعدد من المشاتل وإعداد دراسات لإنشاء سوق مركزي للدواجن وجمعية زراعية مركزية وجمعيات فرعية بالمديريات وكذا اإداد دراسات حول توفير البذور وتفعيل اللجنة الزراعية وحصر مزارع الدجاج والتأكد من حصولها على التراخيص.

وفي قطاع الأراضي وممتلكات الدولة يجري حالياً عبر الجهات المعنية تنفيذ أعمال مشروع مسح وحصر أملاك الدولة والوقف وتوثيقها، بالإضافة إلى إسقاط نتائج المشروع عبر خرائط جوية للحفاظ على أراضي الوقف وممتلكات الدولة.

وبشأن المشاركة المجتمعية في التنمية المحلية أكد الصوفي أن قيادة المحافظة وبالتنسيق مع السلطات المحلية بالمديريات تشجع تنفيذ المبادرات الذاتية وتحفيز المجتمع على عدم الاتكال على مساعدات المنظمات والتخفيف من التداعيات الناتجة عن استمرار العدوان.

وأوضح أنه تم تنفيذ أكثر من 150 مشروعا في المديريات بسواعد أبنائها منذ مطلع العام الجاري في مجالات مسح وشق ورصف وتوسعة الطرق وبناء الجدران الساندة و الحواجز ومسح وترميم جدران ومصدات زراعية ومشاريع مياه، وغيرها من المشاريع التي تشكل جزءاً مهماً من مبادرات كثيرة وتجارب ملهمة يجري تنفيذها في إطار الخطة الاستراتيجية لإدارة الأزمة الراهنة.

وفي الجانب الإداري وتفعيل العمل المؤسسي أفاد بأنه تم استكمال نظام الربط الشبكي لمختلف المكاتب التنفيذية والخدمية على مستوى المحافظة والمديريات ، وتحديث الهياكل التنظيمية للمؤسسات والمكاتب .

وفي الشأن المجتمعي قال الصوفي إنه تم إقرار مشروع وثيقة تخفيض المهور وتحديده بمبلغ 700 ألف ريال ، والمصادقة عليها في أجهزة القضاء وتعميمها على كافة المديريات، تنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة وتجسيدا لمبدأ التخفيف من الأزمة الاقتصادية.. لافتا إلى أن أولى ثمار هذه المبادرة تجلت في زواج 62 شابا حتى الآن منذ إقرار الوثيقة.

كما نجحت الجهود الرسمية والقبلية على مدى عام ونصف في حل 60 نزاعاً وقضايا قتل بين أطراف قبلية في عدة مناطق، بعضها مستمر منذ سنوات وانتهت بالعفو والتسامح والتنازل ولم الشمل وتعزيز أواصر الإخاء وإحلال السلام بما يوحد الجهود لمواجهة العدوان.