النباء اليقين

بقلم/فوزيةالشهاري”أنتم الوطن”

قالوا مضيت وانتهيت، لكنك ارتقيت وما فنيت، روحك الطاهرة صعدت إلى علياء السماء، وذكرك في الأرض خالداً أبدا . يا سيدي أفنيتَ جسمك لتهب موطني حريته، وأريج دمك يعبق شذاه للأجيال عبر المدى، وفي كل زمانٍ تصنع الفجر الموشّى بالإباء.

بك أزهرت أرضي بعد أن استحال ترابها رماداً أغبرا، لك زغردت الأمهات، وبدلاً عن الدموع يتلونَ آيات الثناء، ومنك أطفالنا تعلموا أن حب الوطن ليست كلمات، وإنما في سبيله تُبذل المُهج وتُسكب الدماء سخية، لتُحيي الأرض طهراً ونقاء. في كل أرجاء الأرض سيدي يذكرونك، في موطني حين لاح اسمك وتراءى للعيون طيف رسمك، علت هامتنا شموخاً، وتنسّمنا عبير الكبرياء، وأعدائنا أحنوا الرؤوس خانعين أذلاء، والعملاء بك سيدي تعرّت سوءتهم، وفُضِحوا على الملأ حين أرادوا أن يكون وطني ذليلاً خانعاً، مداساً لأسيادهم، وحاشا اليمن أن يحني الهامة أبداً ، هو شامخ شموخ جباله العاليات، وأشجاره الباسقات.

أنت تعرف سيدي مخطط من جاء لاحتلال اليمن، آل سعود ملعونون عبر العصور، هم أذناب اليهود، نشروا وهابية التكفير والتدمير، وتشويه الإسلام، وتمزيق الأوطان، كوّنوا تحالفاً ملعوناً بنفطهم، واشتروا الذمم لدول مختلفة عربية وغير عربية، تلهث في فلك أمريكا والصهيونية العالمية، وأتوا بعدتهم وعتادهم، بسلاحٍ يقتل الحياة ويشوه الأجنّة في بطون الأمهات، قتلوا، دمروا، أهلكوا الحرث والنسل، ورقصوا طرباً فرحين ، ظانين بأنّ اليمن لقمةً سائغة، وبين طرفة عين وانتباهها، غدوا يعضّون الأنامل آسفين ندما.

أنتم رجال الله سيدي في كل الميادين تصديتم لأشباه الرجال، وأذقتموهم الويل، علمتموهم أن يمن الأيمان لن يضام، لن يكون فيه موطئ قدم لغازٍ أو عميل.

علمتموهم أن اليمن لُحمةً واحدة، برجاله ونسائه وبقبائله العظيمة، وأن ترابه يستحيل ناراً تلتهم محتليه، وتفنيهم. علمتموهم أنه وإن طال أمد الحرب، الحق دوماً منتصر، مادام فيه من يدافع عنه ولأجل عزة الوطن بذلتم أرواحكم فداءً ، فكنتم الخالدين أبدا.