النباء اليقين

سادس رمضان من زمن العدوان

بقلم/ منير إسماعيل الشامي

سيحل علينا أفضل الشهور واعظمها، شهر مدحه الله في كتابه العزيز وذكره وحده دون سائر الشهور فهو شهر الرحمن الذي أنزل فيه القرآن وموعد رحمته العظيمة،ومغفرته الواسعة، وعتقه الرقاب من نار جهنم، وهو شهر الخيرات وتضاعف الحسنات، والتطهر من الذنوب والسيئات،شهر قال فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين وهو الصادق المصدوق قولا عظيما بين فيه فضائله الكثيرة، ووضح فيه قداسته العظيمة، وهدى فيه إلى أبواب بره ، ودعى فيه إلى خير الأعمال واعظم القرب، وبين حكمة الله من صيام هذا الشهر وماذا يجب أن يتذكر العباد فيه اثناء صيامهم، فقال لهم مبشرا :
(أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ ، شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ ، وَ أَيَّامُهُ أَفْضَلُ الْأَيَّامِ ، وَ لَيَالِيهِ أَفْضَلُ اللَّيَالِي ، وَ سَاعَاتُهُ أَفْضَلُ السَّاعَاتِ …إلخ”).

وفي هذه الخطبة من الهدى والنور الذي بينه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما يجعل العباد يسعدوا بقدومه، ويبكوا جزعا برحيله فهو شهر التقوى والاحسان أوله رحمه، ووسط مغفرة، وآخره عتق من النار، تصفد فيه الشياطين، وتغلق أبواب النيران،وتفتح أبواب الجنان وفيه ليلة عبادتها خير من عبادة الف شهر،الأنفاس فيه تسبيح وكل أوقات العباد فيه عبادة لله حتى ساعات نومهم،

فهو هبة من الله لعبادة ونعمة عظيمة من الله بها عليهم ليتخلصوا من ذنوبهم وسيئاتهم ويزيدوا فيه من حسناتهم ويتورعوا عن محارم الله وهو فرصة ثمينة لكل من طغى وتجبر وظلم وتكبر ليعود إلى الصواب ويزدجر عن المعاصي ويكف عن الجرائم ويعود إلى الله باكيا مستغفرا، وتائبا نادما، وراجيا متوسلا إلى ربه بقبول توبته، ونيل رحمته، وأن يحظى بمغفرته، وعتقه من النار، وأن يخرجه من دائرة الشقاء إلى رحاب النعيم والهناء .

لقد مرت خمسة اشهر من شهر رمضان في زمن العدوان وسيمر هذا الشهر المبارك وهو السادس دون أن يلتفت جبابرة نجد المجرمين الذين يصفون ملوكهم بخدام الحرمين الشريفين أو ينتبهوا أنهم يحاربون الله ورسوله للعام السادس، ويهلكوا الحرث والنسل، ويسفكون الدماء المعصومة، ويزهقون الارواح المحرمة، ويقتلون النفوس البريئة، ويقطعون السبيل ويأتون في ناديهم المنكر ويوالون طواغيت الأرض ويخضعون تحت أقدام أعداء الله دون خوف من الله ولا خشية وكأنهم في هذه الحياة خالدون! ، وعن اعمالهم غير محاسبون! ، وإلى الله غير راجعون! ، ومع ذلك كله ينادون مجرمهم اﻷكبر بخادم الحرمين الشريفين !!!!

فعلى من يكذبون ؟ ومن سيخدعون ؟ ومن سيصدقهم فيما يفترون ؟

سحقا لكم يا خدام اعداء الله لقد افتريتم الكذب المبين، وفضحتم نفاقكم على العالمين وتبرأ منكم عباده المتقين ، فما ملوككم إلا خدام الشياطين ، وما أمراءكم إلا عبيد المستكبرين، وما أنتم وكل من على شاكلتكم إلا جنود ابليس الرجيم وعلى الباطل ضالين، وعن الحق معرضين، وما انتم إلا رجس دنس الحرمين، وستبقوا على هذا الحال المهين حتى يحل عليكم غضب الله ولعنة العالمين

أمضوا في غيكم يا أكابر المجرمين وافسقوا أكثر في اليمن وفي البلد الأمين فسيحق عليكم قول أحكم الحاكمين وتكونوا قريبا في داركم جثامين، ولن تنالوا من أنصار القوي المتين

أما نحن اليمنيون فسنستقبل شهر رمضان السادس من عمر عدوانكم بفرحة المتقين وشوق العاشقين، ولله حامدين وعليه متوكلين، بصمود لا يلين، واعتصام بحبله المتين وسنواجهكم لسادس عام صائمين، وبالله واثقين من نصره العظيم ووعده اليقين بزوالكم أجمعين، وما ذلك اليوم ببعيد على الله مهلك الظالمين.
https://t.me/munieer