النباء اليقين

فورين بوليسي: النفط يفكّك التحالف الأمريكي السعودي

نشرت مجلة “فورين بوليسي” تقريرًا أشار إلى غضب المشرعين الجمهوريين في أميركا من السعودية بسبب التطورات الحاصلة مؤخرًا على صعيد موضوع النفط.

ولفتت المجلة إلى أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه قبل أسابيع بين الولايات المتحدة والسعودية وروسيا ودول أخرى منتجة للنفط حول خفض نسبة الإنتاج لم يُحقّق الهدف المطلوب، فأسعار النفط الأميركي الخام هي في أدنى مستوياتها منذ بدء القرن الواحد والعشرين.

المجلة نبّهت إلى أن مشرعين أميركيين في ولايات أميركية نفطية مثل تكساس وألاسكا ونورث داكوتا يتهمون السعودية بشن حرب اقتصادية، وهؤلاء أعدّوا مشروع قانون ينص على سحب القوات الاميركية من السعودية على الفور.

ونقلت المجلة عن السيناتور الجمهوري عن ولاية نورث داكوتا، كيفين كريمر  قوله إن السياسات السعودية الاخيرة في موضوع النفط ليست بالسياسات التي ينتهجها “الأصدقاء”، والسعوديون أخطؤوا بتقدير حجم ردّ الفعل الاميركي.

كذلك أشارت المجلة إلى أن العديد من الخبراء في الولايات المتحدة يطرحون أسئلة حول أساس العلاقة بين واشنطن والرياض، حتى الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتساءل علنًا عمّا إذا كان ينبغي للولايات المتحدة حماية النفط السعودي.

“فورين بوليسي” نقلت عن المسؤول السابق في الـCIA بروس ريدل الذي يصنف من كبار الخبراء الاميركيين المختصين بالسعودية قوله إن الشيء الوحيد الذي يحافظ على العلاقة بين واشنطن والرياض اليوم هو ترامب، إذ إن هناك تقاربًا بينه والسعودية.

وبحسب ريدل، قد تتغيّر الأمور بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر القادم، إذ إن المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن وصف السعودية بالدولة المنبوذة وتعهّد بوقف مبيعات السلاح إلى الرياض.

ورأى ريدل أن العلاقات الاميركية السعودية تشهد مرحلة “وجودية” اليوم، فواشنطن لم تعد بحاجة إلى السعودية.

ولفتت المجلة الى أن العلاقات الوطيدة بين الرياض وترامب تحمل معها ثمنًا، إذ إن ترامب شخصية غير محبوبة في واشنطن وسبق أن تمّ عزله، مشيرة الى أن العلاقات الوطيدة مع مثل هكذا رئيس ليس الأسلوب الأمثل لتحسين صورة السعودية.

كما نقلت المجلة عن الخبراء تقديرهم أن علاقات الرياض الوطيدة بترامب أضرّت بالولايات المتحدة سواء في الكونغرس أو على صعيد وسائل الاعلام الاميركية، وهي كلّفت السعودية أكثر ممّا أعطتها.

عقب ذلك، أشارت المجلة إلى أن الاستياء من السعودية اصبح يشمل الجمهوريين في الكونغرس وليس فقط الديمقراطيين، مبيّنة أن السيناتور الجمهوري جيمس انهوف طالب إدارة ترامب بمعاقبة كل من السعودية وروسيا على “سلوكهما التدميري”.

كذلك نقلت المجلة عن ريدل أن السعوديين يعانون منذ فترة على صعيد العلاقات مع الديمقراطيين، إلا أنهم الآن قاموا “بتخريب” علاقاتهم مع الجمهوريين.

كما نقلت عن كريمر (السيناتور الجمهوري عن ولاية نورث داكوتا) ترجيحه أن يكون “التحالف الإستراتيجي (بين واشنطن والرياض) قد انكسر”، وأن عملية إعادة بناء الثقة ستستغرق وقتًا طويلًا.

وأشارت المجلة أيضاً إلى أن الولايات المتحدة لم تُحرك ساكنًا عندما تعرضت منشآت النفط السعودية للهجمات الخريف الماضي.

كما عادت المجلة ونبّهت من تداعيات نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية القادمة على العلاقات بين واشنطن والرياض، ونقلت عن ريدل توقّعه أن تشهد هذه العلاقات عملية إعادة تقييم جوهرية في حال فوز بايدن.