النباء اليقين

كورونا ووضعنا الاستثنائي

حميد دلهام
ثلاثه محاور أساسية تجعل من وضع الشعب اليمني الأشد صعوبة في مواجهة وباء كورونا ، و تحتم على الجميع ضرورة الانتباه واليقظة العالية، والجدية التامة في تحمل المسؤولية كل من موقعة، في إدارة المعركة ضد هذا الوباء والانتصار عليه..و ينبغي أن نستشعر فعلا أننا في حالة معركة مع الوباء ،حتى مع خلو البلاد منه، وعدم تسجيل أي حالة حتى الآن..
أولا الوضع الاستثنائي الذي يعشه البلد، في ظل استمرار العدوان والحصار ، ومضي خمس سنوات من تكالب الاعداء علينا..لا شك أن لذلك انعكاسات خطيرة وملموسة على أوضاع الشعب ، خصوصا الوضع الصحي و قدرات وامكانات المستشفيات، والمراكز الصحية ، و شحة وانعدام المستلزمات الطبية ، التي تواجه صعوبات جمة في مواجهة اوضاع البلدالصحية العادية .. فكيف بجائحة كورونا؟؟ وهذا لا يعني التشكيك في الجهود الجبارة التي تبذلها وزارة الصحة ، وقيادتها المتفانية..
ثانيا الشعب اليمني مستهدف بشكل مباشر، فهناك عدو لعين يسعى بكل الوسائل المتاحة الى نشر هذا الوباء ، وإصابة هذا الشعب في مقتل، لذلك شاهدنا موجة ترحيل غير مسبوقة للمغتربين اليمنيين من أراضي مملكة الشر، و تكدست المعابر بالعائدين ، و قد يكون فيهم من يحمل الفايروس..كذلك ما شاهدناه أثناء التصعيد الأخير من إلقاء المواد والصناديق المشبوهة، التي قدتكون حاملة للعدوى..
ثالثا وهو الأهم، اللامبالة و ثقافة التساهل، وعدم الجدية في التعامل مع الأوضاع الطارئة من قبل المجتمع، وهذا ملاحظ في أي مكان أو منطقة أو شارع تتواجد فيه..
الناس في غفلة ، وكأن الوباء يبعد عنا بعد المريخ، وبالتالي لا بد من إيقاظ الشعب ودق ناقوس الخطر،، ومن يظن أن هذا الطرح من باب التهويل فعليه ان يتعظ بما يجري الآن في إطاليا أو اسبانيا..
هذه الدول المتقدمة و الغنية والمستقرة ، وغير المحاصرة وغير المعتدى عليها، أظهرت فشلاً ذريعاً، في مواجهة الجائحة ، واستغاثت ولكن الجيران صموا آذانهم واغلقوا حدودهم..
هناك إجراءات وجهود مشكورة تبذلها حكومة الإنقاذ، إحترازية أو في مجال الاستعداد لمواجهة أي طارئ، ولكن الجدية والصرامة في فرضها ، والزام المجتمع بها مطلوبة وفي أسرع وقت ، مثلاً جرى الحديث عن ضرورة نقل أسواق القات إلى أماكن مفتوحة، تفاديا لشدة الزحام المعروفة..ولم نر جدية في تنفيذ ذلك على الواقع..وهذا مجرد مثال..
بالتأكيد إجراءات كهذه _ وبالصرامة المطلوبة في تنفيذها_ ستلفت نظر المواطن الى خطورة الوضع ، و بما يسهم في زيادة وعيه، ويرفع درجة الاستعداد لديه، في التعامل بجدية مع الإجراءات الأخرى..
كذلك نتسائل هل سنرى جدية أكثر من جانب الإعلام بكل وسائلة المختلفة، في التعامل مع خطورة الوضع، والمساهمة بإيجابية أكثر، في زيادة الوعي لدى المواطن ، أيضا مؤسسات المجتمع اليمني باشكالها ومشاربها المختلفة، الخطباء ، المشائخ ، الوجاهات الإجتماعية، الشعراء ، المنشدين ، الكل مدعوون الى تحمل المسؤولية والقيام بالواجب الوطني ، والدور التاريخي في ظرف كهذا..
حفظ الله بلادنا وشعبنا من كل سوء ، و لطف بنا انه جواد كريم.