النباء اليقين

عام الانتصارات.. وعد الصدق

بقلم/ محمد الحاضري


في خطابة بيوم الصمود الوطني 26 مارس 2020 وعد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن العام القادم سيكون عام الانتصارات، مدشنا العام السادس للعدوان بإطلاق مبادرة لمقايضة النظام السعودي بطيار وأربعة من ضباطه مقابل إطلاق صراح المعتقلين الفلسطينيين من حماس في سجونها.


قبل خمس سنوات اختارت تحالف العدوان أفضل الظروف بالنسبة له ليشن حربه على اليمن في وقت كانت البلاد والجيش تحديدا يعاني بعد سنوات من التفكيك والاغتيالات والتدمير، فقد كانت البلاد بلا جيش يحمي ترابها وبلا دفاعات جوية تحمي سمائها وبلا قوة صاروخية تنال وتردع من المعتدين، وكانت سياستها الداخلية والخارجية تابعة تماما للنظام السعودية.

عقب الثورة الشعبية البيضاء في 21 سبتمبر 2014 شن المعتدون حملة عسكرية تحت عنوان “عاصفة الحزم” لاحتلال اليمن وإخضاعه في أسابيع وفقا لما خطط بمقارنة إمكاناتهم الهائلة العسكرية والمادية والإعلامية، وحينها وعلى الرغم الظروف القاسية التي تمر بها اليمن وبعين الناظر إلى عاقبة الأمور أطلق السيد القائد وعده الأول بمعركة النفس الطويل في خطابه الأول بعد ساعات من بدء العدوان في 26 مارس 2015، فكانت رسالته للمعتدين الحالمين بغزو اليمن أنه مهما كان حجم قواتهم وحجم الدعم الأمريكي، فإن معركتهم لن تكون سهلة وأن اليمني المدافع عن استقلاله سيثبت من جديد أن اليمن مقبرة للغزاة كما أثبته في الماضي، وذلك ما تحقق طيلة السنوات الماضية.

ورسم القائد معادلة لصمود الشعب اليمني لمعركة طويلة الأمد من خمسة مسارات، المسار الأول الأمني وحدد له مهمة التصدي لاختلالات الأمنية، وكل ما يمكنُ أن يسعى إليه الأعداء من إثارة جرائمَ أو فتن داخلية لتسهيل مهمة غزوهم لهذا البلد من الخارج، والثاني الإمداد والتموين، داعيا الجميع للتعاون وبشكل مستمر، والثالث خاص بالجبهة الإعلامية ولها مهمة على صعيدين الأول في الجبهة الداخلية والثانية جبهة التصدي للغزو الخارجي، والرابع خاص بالجبهة التعبوية التي تُعْنَى بالتوعية والتعبئة المعنوية للشعب وللجيش وللأمن، والمسار الخامسة هي الجبهة السياسية ومهمتها ملء الفراغ الذي يضر بالبلد على مستوى السلطة، والتصدي للنشاط السياسي المعادي الذي يستهدف هذا البلد.

وفي خطاب بداية العام الرابع رسم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي معادلة جديدة لردع المعتدين مؤكدا أن العام سيشهد بإذن الله منظومات صاروخية متطورة وطائرات مسيّرة على مدى بعيد، وتفعيلاً غير مسبوق للمؤسسة العسكرية، وهذا ما شهدناه خلال ذلك العام من عن أجيال من الصواريخ الباليستية المتطورة وسلاح الجو المسير التي ضربت العمق السعودي والإماراتي.

وفي خطابه الخامس في 26 مارس 2019 أعلن القائد أن العام “الخامس” سيكون لتطوير القدرات العسكرية، وأن “اليمن تمتلك تقنيات مهمة على مستوى التصنيع العسكري لا تمتلكها السعودية والإمارات”، فكان عام الدفاع الجوي بامتياز كشف فيه عن أربع منظومات للدفاع الجوي تم تطويرها بخبرات يمنية، ساهمت في كسر التفوق الجوي للمعتدين ومهدت لتحرير مساحات شاسعة من الأراضي اليمنية في نهم ومأرب والجوف، كما أن المنظومات الصاروخية الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة شنت عدة عمليات على أهداف حيوية عمق دول العدوان كان أبرزها عملية الردع الثانية في بقيق وخريص.

نتذكر سخرية العدوان وأدواته من وعيد السيد القائد لهم، لكنهم حين تحققها يملؤون الدنيا صراخا من ألم الضربات اليمنية، فنجدهم تارة يصرخون باسم المقدسات الإسلامية وتارة يستجدي العالم لحماية منابع النفط، ناسين أو متناسين أنهم من يشنون العدوان على اليمن، وحتى صراخهم هذا الذي ملأ العالم تحدث عنه القائد حفظة الله في سنوات العدوان الأولى.

اليمن يدخل مرحلة الانتصارات بمبادرة كسرت الحدود

دشن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عام الانتصارات بمبادرة لإطلاق المعتقلين الفلسطينيين في سجون النظام السعودي في رسالة حملت أبعاد إقليمية ودولية للحرب في المنطقة، مرسيا مداميك نظام عربي جديد لمواجهة الكيان الصهيوني.

فالحدود التي فرضتها اتفاقية سايكس بيكو القرن الماضي كسرها اليوم السيد عبدالملك بهذه المبادرة لإطلاق أسرى فلسطينيين مقابل أسرى يقاتلون تحت حلف أمريكي يهدف إلى تقسيم اليمن في إطار مخطط شامل لتقسيم المنطقة بأسرها، فالعقيدة العسكرية الأمريكية في المنطقة العربية تقوم أولا إلى عزل الدول المستهدفة وشن حربا عليها إما مباشرة أو عن طريق أدواته وفي نفس الوقت ولا يُسمح لأي طرف متعاطف أو مساند بتقديم أي مساعدة أو عون للتصدي للهجمة الأمريكية بحيث يبقى الأمريكي هو المتحكم بخيوط الصراع يديره كيف يشاء.

وبغض النظر هل تجاوبت السعودية، الخاضعة للمشروع الأمريكي، مع المبادرة أم لا، فالمبادرة ضربة سياسية قاسية على النظام السعودي وحشرته في زاوية ضيقة، وعرته أمام شعوب المنطقة وكشفت دوره وارتمائه في أحضان الصهاينة ومحاربته للمجاهدين الفلسطينيين.

وفي المقابل تعبر المبادرة انتصارا سياسيا لليمن فبها يدشن عامه السادس في مواجهة المعتدين كأحد ركائز محور المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني والمطبعين، في إطار معركة واحدة في اليمن وفلسطين والمنطقة بأسرها، كما أنه كسرت القيود السياسية المفروضة على اليمن، ووجهة رسالة للمواطن العربي البسيط المتأثر بالحرب الإعلامية الشرسة التي تشوه أنصار الله وأهدافهم النبيلة.

وهنا نذكر المشككين بنوايا القيادة الثورية من وراء المبادرة بما أكد عليه الرئيس صالح الصماد في يوم القدس العالمي 1438هـ قبيل استشهاده بأشهر قليلة من أن فلسطين قضية اليمن الأمة الأولى، والبوصلة التي تدل على صحة الأنظمة من عدمها هي مواقفهم تجاه القضية الفلسطينية” والمعيار الذي يقيس عليه العرب والمسلمون مدى تقدمهم أو تخلفهم، مشددا على أن “العدوان الذين يشن على اليمن والحصار وتتزعمه السعودية يهدف إلى كتم الأصوات المقاومة والمؤمنة بالقضية الفلسطينية ومحاولة لإنهاء أي حرج أمام الأنظمة العميلة الساعية للتطبيع التام مع الكيان الصهيوني وفي مقدمتها النظام السعودي”.

في العام السادس ” الشعب اليمني قادم بمفاجآت لم تكن في حسبان تحالف العدوان وبقدرات عسكرية متطورة وانتصارات عظيمة”، هذه العبارة لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظة الله في خطابة الأخير، وعلى التحالف أن يقف عندا ويعيها جيدا لأنها ستتحقق لا محال إن استمر عدوانه وحصاره.

المسيرة