النباء اليقين

هو الله

بمناسبة اليوم الوطني للصمود
كتبت/ زينب الشهاري


لم يمض يوم دون دماء ومجازر، لم يمض يوم دون دمار وخراب، لم يمض يوم دون أزيز للطائرات وأصوات للانفجارات، لم يمض يوم لم يتعذب فيه الكثير بسبب العوز وسياسة التجويع، لم يمض يوم دون أن يموت فيه الكثير إما بجروح لم تلتئم وعلاج لم يتوفر او بمرض انتشر أو سوء تغذية فتك بصغار، هذه هي يوميات اليمني خلال خمس سنوات، وكل هذا من أجل ماذا؟! ولماذا؟!
إنه جنون العظمة، الحقد الدفين، هوس السلطة والطاعة العمياء لأولياء الشيطان، إنه المرض المزمن في النفوس، إنها النظرة الدونية للآخرين والتكبر الإبليسي والعنجهية والدموية والإجرام الذي يسري في دمائهم.
وأمام كل هذا الصلف، هل استغاث؟! هل استصرخ؟!… هل انتهى؟! الاستضعاف أنتج القوة، المعاناة خلقت التحدي، الصعوبات أوجدت الفرص، إن من يصرخ ويتوجع وينتهي هو من ظلم وآذى وعادى وتجبر…
هل تستوعبون كل هذا؟! هل هذا حقيقة أم محض خيال؟! فتشوا في صفحات خمس سنوات من حرب لم تستثني شيء، شاهدوا بتمعن كيف داس الحفاة على المدرعات العملاقة، كيف هزمت بسمة طفل خرج من تحت الأنقاض مخططات تدميرية عالمية، كيف حررت البنادق التقليدية أراض واسعة مدججة بأفتك وأخطر الأسلحة، كيف يصرخ الساكنون في قصورهم من هول الضربات الموجعة؟؛ كيف تحول المشهد وتبدل؟! من أصبح صاحب اليد الطولى؟!، من أصبح صاحب القرار؟! من فرض نفسه وبقوة؟! من طأطأت له هامات الدول؟! من يُحسب له ألف حساب؟! من أبى إلا أن يعيش كما يريد لا كما يريدون؟ من انتزع حقوقه؟! من يهدد ويتوعد؟! من تتعلق عليه الآمال؟! من ينتظره المستضعفون في مختلف الأقطار؟! من إذا نطق خرسوا؟! وإذا قال فعل وإذا هدد نفذ؟!
لا تبحثوا كثيراً ولا ترهقوا أنفسكم بالتفكير وفق معايير دنيوية قاصرة عن كيف ولماذا تحدث كل هذه الهزائم لتحالف قوى عالمية تسمي نفسها ب”عظمى” وكيف ينتصر أصحاب الحق والأرض “المظلومين”؟! لأنكم لن تجدوا التفسير ولن تصلوا للسبب…. ف (هو الله)
ولا يزال اليمانيون يخبئون لقوى الإجرام المفاجآت التي لم ولن تخطر لهم على بال.