النباء اليقين

العقال والخنجر اليماني …

الهدهد / مقالات 

جبران سهيل

بعد تصاعد ملحوظ وتنامي مستمر لقوة الردع اليمنية في مواجهة العدوان بعد خمسة أعوام سطر خلالها ابطال اليمن جيش ولجان وشعب أعظم المواقف في الثبات والتضحية والإباء، نستطيع أن نستنتج الخلاصة الواضحة الجلية للأوضاع في اليمن ومآلات العدوان عليه، غير القابلة للتأويلات، معادلات الردع الثلاث ،من ضربة بقيق وخريص إلى عملية نصر من الله وصولا إلى البنيان المرصوص، والتقدم نحو تحرير مأرب والجوف ،هنا نجد أبلغ معاني العزة والإباء والتمكين الإلهي لعباده المؤمنين والمظلومين .

سينتهي العدوان وينجلي الظلام وتزول المعاناة ،والأهم أننا لا زلنا في عزة وكرامة بفضل كل قطرة دم زكية سالت على أرضنا الطيبة، بفضل كل موقف صادق وتحرك جاد مع الله والوطن، بفضل كل قلم حر ظل مدافعا عن الوطن، لم تنكسر إرادته أو يستطيع شراءه الأعداء والمرجفين، بفضل كل عين ظلت ساهرة تحرس ثغور وميادين اليمن وتحافظ على الأمن والأمان، بفضل الله أولا وقبل كل شيء.

 بعد خمسة أعوام كاملة من الحقد الأسود، منذ إعلان ما سميت ب «عاصفة الحزم»، من دون تحقيق أي من أهدافها السياسية؛ أو العسكرية المعلنة والغير معلنه، لم ولن يركع «الشعب اليمني» تحت أشد انواع القصف الهمجيّ، والحصار الجائر والجبان، ولم تنسحب قوات شرفاء اليمن قوات صنعاء البسالة والعنفوان من أي شبرٍ استطاعت السيطرة عليه، بل انها حققت انتصارات كبيرة على تحالف يتكون من أكثر من 18 دولة بقيادة السعودية وأمريكا، وحررت اجزاء واسعة من تراب الوطن من الأعداء وادواتهم الخبيثه،ووقفت بإباء على تخوم نجران وجيزان وعسير، ولم يتوقف كفاحها المشروع ضد إرهابيي «القاعدة» في عدد من الجبهات الذين يستقدمهم العدوان مع كل فشل وهزيمة يتلقاها .

السعودية هُزمَت في اليمن بعد أن طالت عمليات القوة الصاروخية عمقها ومنشآتها الحيوية والحساسة وأماكن تواجد جحافلهم ومعسكراتهم في كل جزء يضعون اقدامهم الهزيلة عليه.

السعودية هزمت في اليمن بعد أن شاع دوي صراخهم بالمحافل الدولية على دوي طائراتهم التي تقهقهرت أمام عزائم لا تلين ورجال قهرت المستحيل.

رغم حجم الحقد الذي انزله المعتدين على اليمن إلا أنهم لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم المعلَن المتمثل في إعادة الفار المنتهية صلاحيته عبد ربه منصور هادي إلى السلطة، ولا هدفهم المضمَر في تمكين «القاعدة» من الانتصار على الشعب اليمني أو تمزيق هذا الشعب الأبيّ على أسس مذهبية أو جهوية او حزبية، وسعيهم لإشعال حرب أهلية.

 واجه اليمنيون العدوان بشجاعة وأنفة لا نظير لهما، بلا أنينٍ ولا شكوى، واثقين بوعد الله، موحّدين وصابرين، ومستعدّين لخوض معركة النفس الطويل لأجيال متتالية. أما أولئك الذين أيّدوا العدوان من حُثالات الإخوان وبقية المكونات والأحزاب السياسية البالية والهشة، فماهم إلا جفاء ذهب ولا فائدة منه، وأما ما ينفع الشعب والوطن فيمكث بالأرض وهم الزبد، فيكفيهم عارا أن سيوصفون وينعتون في كتب التأريخ انهم خونة للوطن والشعب وهاهم يدفنون رؤوسهم في الوحل خجلا من حماقتهم ووقوفهم إلى جانب من يقتل شعبهم.

نعم نستطيع أن نقول أن السعودية والإمارات ومن خلفهم أمريكا ايضا ومعهم عدد من الأقزام هُزمَوا في اليمن بعد أن تساقطت كل أوراقهم وخابت كل رهاناتهم في شعب وصفه الله على لسان رجاله القدماء انهم أولوا قوة وأولوا بأس شديد. وكانت هزيمتهم حتميةً؛ إذ أصبح اليمن ممثلا في المجلس السياسي الأعلى وتحت قيادة العلم المجاهد السيد عبدالملك الحوثي حفظة الله قوة لا تقارن وصولا إلى المرحلة الثالثة من الردع والرد بالمثل على كل حماقة يرتكبها تحالف العدوان وما حدث أخيرا من جريمة بالجوف راح ضحيتها العشرات من الأبرياء والرد على ذلك الذي لم يتأخر طويلا باستهداف مواقع وأهداف حساسة تمس إقتصاد النظام السعودي بمدينة ينبع السعودية ليس ببعيد.

بعد خمسة أعوام من عدوانهم العبثي واقتراب اليمن من تدشين العام السادس من الصمود والمواجهة تلقى خلالها تحالف العدوان اقسى الضربات المؤلمه والمذله، بعد ان كانوا في البداية يسخرون من اليمن وشعبها العظيم وأنهم سيجتاحوها في ساعات او ايام قلائل، ها هم يعظون أصابع الندم ويغازلون صنعاء بالتهدئة تارة والتوجه نحو الحل السياسي تارة أخرى بعيدا عن الرهان على الحل العسكري، وها هي ادواتهم الداخلية تتقاتل فيما بينها وها هي قوات الجيش واللجان الشعبية على مشارف حزم الجوف ومدينة مأرب.

في النهاية سيختار آل سعود الاعتراف بالهزيمة السياسية والعسكرية مهما حاولوا الظهور بلغة الإستعلاء المصطنعة لإنقاذ مملكتهم من مصير محتوم وهذا أمر الله لا مناص منه.

ما بعد الهزيمة ليس أمام السعودية ايضا سوى الاعتراف بموازين القوى الجديدة ، بل أن عليها هي وهي المعنية بالأمر أن تتوصّل إلى تفاهمات استراتيجية مع صنعاء وتُنزِل العقال احتراما وتقديرا للخنجر اليماني الذي لم يغرس بعد في أضلاعها إن أرادت أن تظل تتنفس قبل أن يأتي اليوم الذي لا ينفع فيه الندم .