النباء اليقين

الوساطة في تأخير تطهير مأرب ..كيل بمكيال أمريكي

منير اسماعيل الشامي

خمسة اعوام وهم يرون طيران العدون يرتكب مئات المجازر وضحايا بالعشرات والمئات من الشعب اليمني كل يوم تردي بهم غارات العدوان قتلا ونسفاً لأعضائهم وتقطيعا لأوصالهم وقل من ينجو من فتكها يكون مقعدا او بلا اطراف من الجنسين ومن مختلف الاعمار اطفالا ونساء ورجال شبابا وكهولا ، وهم يتفرجون ويعلمون أن من سلم من قصف الغارات فلن ينجو من فتك الحصار وويله وعذابه، ومما يخلقه من جوع وبطالة وأن من نجى من كلاهما فلن ينجو من الأسلحة البيلوجية والأمراض الفتاكة والمعدية، ومع ذلك يتفرجون ويتابعون الاحداث عن كثب ومسرورون لكل هذه المشاهد الاجرامية البشعة في حق انسانية الإنسان اليمني.

خمسة أعوام وهم يشاهدون شعبا يموت بكل فئاته على مدار الدقيقه بالقصف والحصار وبسبب الأمراض والمضاعفات في البيوت والطرقات، وفي الشوارع والمستشفيات، وفي المزارع والطرقات وعلى مقربة من اسوار المطار من امراض مستعصية وبالجوع وأمراض سوء التغذية الفتاكة بلا مرتبات ولا أقوات فلم نسمع لهم كلمة ولا رأينا منهم حتى حسرة علينا وكأنهم مجمعون على ان سفك دمائنا مباح وينظرون إلينا ككائنات غريبة لا حقوق لها ولا حياة
تجردوا عن كل القيم الانسانية والمبادئ الدينية والاعراف البشرية والفطر الانسانية فلم نسمع لأحدهم صوت ابدا مجرد صوت او كلمة استنكار او ادانه

وفجأة إذا بهم يثوروا ويرفعوا اصواتهم يترجوا تارة ويتوسلوا اخرى بكلمات الإنسانية، وبالفاظها ويناشدوا قيادتنا تحت شعار حقناً للدماء متوددين ومترجيين لها أن تقبل وساطتهم وطلبهم بوقف الجيش واللجان الشعبية عن تطهير مدينة مأرب من رجس الغزاة ودنس مرتزقتهم !!!

توسطوا ليحقنوا دماء الغازي والمرتزق والخائن والعميل وليتوقف جيشنا عن القيام بواجبه، ويمنعونا عن حق شرعي مكفول بكل الشرائع وكل القوانين وبحجة حقن الدماء اليمنية !!!

سكتوا دهرا ونطقوا كفرا، وهذا دينهم وديدنهم دماء الخونة والمجرمين عزيزة عليهم ودماء المستضعفين الشرفاء والمظلومين لا قيمة لها ولا وزن في قسطاسهم المنحرف !! وطبقا لشذوذهم الانساني !!

فبعد أن كانوا مترقبين لجيش جرار مكون من ١٧ لواء واكثر من عشرين كتيبة ومتلهفين لمشاهدة لحظة دخوله صنعاء ليشاهدوه وهو يقتل ويسلخ ويسحل اطفالها ونساءها ورجالها، وينكل بهم ايما تنكيل ويشرد بهم ويدمر مساكنهم وينهب بيوتهم وينتهك اعراضهم ويدمر مقدرات الشعب وبناه وكانهم منتظرين لمشاهدة فلم أكشن سينمائي إذا بهم ينصدمون من هلاك بطلهم قتلا جرحا وفرارا على أيدي ثلة قليلة من فتية آمنوا بربهم وزادهم هدى لم يكتفوا بهلاك بطلهم الطاغوتي بل واصلوا دربهم متوكلين على ربهم ليقضوا على كل الكمبرس المتبقي في محافظتي الجوف ومارب وبتوفيق الله تعالى لهم وتأييده تمكنوا من دحر خمسة ألوية كمبرس وكل ذلك في أيام حتى باتوا على مشارف مدينة مأرب وحينها فقط لم يستطيعوا الاستمرار في السكوت فقاموا وما قعدوا وصاحوا وما سكتوا، فلماذا؟

فلماذا تحركت انسانيتهم في هذا الموقف ولم تتحرك لخمسة أعوام ؟

ولماذا اهتزوا وانتفضوا لحقن دماء الخونة والمجرمين ولم يتحرك لهم ساكن لحقن دماء الاطفال والنساء طوال خمسة اعوام ؟
ولماذا لم يتحركوا في عشرات من عمليات القصف لطيران التحالف التي استهدف به المرتزقة طوال الخمس سنوات؟
وهل كانوا سيتوسطون لوقف الحشد الجرار عن دخول صنعاء فيما لو نجح ؟

ربما هذه التساؤلات كافية لإيضاح الحقيقة
تلك الحقيقة التي نعلمها جميعا

لقد توسطوا لحماية المرتزقة لا حبا فيهم، وليس مستبعد ابدا أن تحركهم هو تنفيذا لتوجيه امريكي صهيوني، ولأنهم واثقين بأن قائدنا يحفظه الله ويرعاه سيستجيب لهم لأنهم يعلمون علم اليقين أن أخلاق هذا الرجل قرآنية نبوية يسير على نهح القرآن ويعشق السلام و أعظم أهل الارض حرصا على حقن الدماء اليمنية أيا كانت، واكثرهم انسانية واعلاهم رحمة وأوفاهم عهدا واكملهم ايمانا واجزلهم عطاء، وأوفرهم وفاء وأسرع اهل الأرض جنوحا للسلام، ولن يردهم خائبين وسيوجه بما يريدون تقربا إلى الله وليس إليهم واكمالا للحجة امام ربه .

قبل وساطتهم لأنه كجده الليث الغالب أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين عليه السلام لا يعمل بالمكيده مثلما يعملون ولا يحارب بالخديعة مثلما يفعلون وثقته بربه تجعله على يقين أن الحق يعلى ولا يعلى عليه وانه منصور بأمر ربه مهما يمكرون فهل سيصدقون في عروضهم أم سينكثون ؟
https://t.me/munieer