النباء اليقين

أينما تكونوا يدركْكُم الجيش

بقلم: عبدالجليل الموشكي

الإعلام الحربي في مشاهد “البنيان المرصوص” كشف مدى التحصينات العسكريّة التي أعدها العدوانُ ومرتزِقته بإمْكَانات دفاعية عالية، منها السواتر التي توضع أمام سفارات البلدان الكبرى، ربما جهّزوها علَّها تعصمُهم من طوفان اللجان والجيش حال قدومهما، أَو ظناً منهم أنهم سيكونون منظَرين في تلك البقاع، وكلتا الحالتين خوفٌ من الموت؛ ولأَنَّهم في صف الباطل فحالهم حالُ إخوانهم اليهود الذين وصفهم ربُّ العزة في كتابه الحكيم في سورة الحشر حين قال (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جميعاً إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَو مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جميعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ)؛ ولأنَّ من داهَم أوكار الارتزاق هم رجال الله تجلت على أيديهم آياته وتهاوت أمامهم حصون المنافقين التي ظنوا أنها ستصمد أمام بأسِ جند الله الغالب والعكس تماما حدث، ويضافُ إلى تلك التحصينات كُـلّ مسببات القوة من العدة والعتاد التي صرف عليها العدوان مليارات الدولارات، لم تصمد أَيْـضاً لغضون أيام، وها قد تركها المجاهدون على قارعة مصيرِها المؤلم بتوجيه من القيادة لكي تكون عبرة لمن لم يؤمن بعد أن اليمن مقبرة للغزاة كما ستظل ذكرى للأجيال.

أمَّا عن الخارق للعادة فهو امتدادُ السيطرة الجغرافية حتى عمق إمداد العدوّ ومعقله الأعتى بعد أن تبخرت أحلامه بدخول صنعاء المكرمة وأَحرمت صنعاءُ ملبيةً نحو عرش بلقيس العظيم، حَيْــثُ لم يعد يفصلها عن تطهير بلاد العرش من أذناب الاحتلال سوى ليالٍ معدودة ولا طواف وداع لمن أرخصوا تراب سبأ ودنّسوه بأطماعهم القذرة، ولعلَّها على جمر الانتظار فلها الحَـقُّ أن تتنفَّسَ الصعداء بعد سنوات انسلخت فيها عن جسد أختها صنعاء، وفي كُـلّ إنجاز معجزة يصدقها المنطق ويسجد لها العقل، لكن يبدو أن رؤوسَ وأذيالَ الارتزاق لن يصدقوا بأن مصيرَهم تتحكَّمُ به بنادقُ الأبطال إلا بعد فوات الأوان ويبدو أنه فات فعلاً.

ونحن هنا نذكرهم بالماضي الذي يجسّد تهاويَ عروش وحُصُونِ أسيادهم في عمران وصنعاء وفي كُـلّ مناطق الجهاد المقدس أمام رصاصات وولاعات الإيمان اليمني الذي أجبر الواقع بكل ما فيه على الخضوع له، واضعاً معادلة الردع والرد على غرار التحرير الشامل حتى القبلة الأولى بعد المرور بالثانية.

والمرادُ جليٌّ ربما أدركه كُـلُّ مَن يقف في صف العدوّ المنبطح للعدو اللدود والشيطان الأكبر، فليدركوا أن بنادقنا ستطاردهم برصاصات الموت وإن كانوا في بروجٍ مشيدة.