النباء اليقين

الهوية الإيمانية من وحي خطاب قائد الثورة

الهدهد/ مقالات 

منير اسماعيل الشامي

قلما يخلو خطاب من خطابات قائد الثورة أو كلمة من كلماته عن الحديث عن الهوية الإيمانية، وكذلك في محاضراته ودروسه فلا تخلو من ذكر هذا الموضوع، وقد يجهل الكثير حكمة السيد القائد يحفظه الله ويرعاه في تركيزه بوجه خاص على هذا الموضوع

بالذات، والحقيقة أن الهوية الإيمانية هي خلاصة الثمرة العظيمة لكتاب الله سبحانه وتعالى والهدي النبوي في بناء النفس البشرية وتهذيبها، وإذا كان الهدف السامي للرسالة المحمدية هي الارتقاء بالإنسانية إلى الكمال الأخلاقي والعقلي والزكاء الروحي والطهر النفسي الذي يؤهل الإنسان للارتباط الحقيقي بالله سبحانه وتعالى ارتباطا وثيقا ليصبح خليفة الله في أرضه حقيقة لا مجازاً، فإن بلوغه هذه الغاية يعني اكتمال هويته الإيمانية، انتماء، وفكراً، وسلوكاً، وهذا هو مدلول الهوية الإيمانية.

ومن يتأمل كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك في حفل تدشين الهوية الإيمانية بشهادة نبوية في الجامع الكبير بصنعاء يكتشف حكمته في ذلك، وهدفه الذي يسعى إلى تحقيقه، وغايته التي يريد أن يبلغها الشعب اليمني هذا اليوم.

ذلك أن الشعب اليمني هو الشعب الوحيد الذي حظي بهذه الهوية ونال درجتها منذُ فجر الإسلام، بشهادة من لا ينطق عن الهوى وكل ما ورد على لسانه هو وحي يوحى إليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ممن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور سبحانه وتعالى

وهذه الخصوصية هي ما يجب على اليمنيين أن يدركوا أهميتها، ويجسدوها لتصبح في حياتهم واقعا ملموسا قولا وفعلا، ونهجا وسلوكا، وخصوصا في ظل الظروف التي يعيشونها اليوم، والتي تفرض عليهم التحرك العملي لحيازة الهوية الإيمانية التي كانت وما تزال موروثهم الحقيقي، ووسيلتهم الوحيدة لمواجهة التحديات التي يخوضون غمارها في مواجهة أعداء الله ورسوله والمؤمنين، لأنها تمثل لهم الحصن المنيع الذي يحميهم من قوى الشر العالمية المتكالبة عليهم، ومن مؤامرتهم وغزوهم الفكري والثقافي، وهي السلاح القوي الذي يتفوقون به على تكنولوجيا أسلحتهم الحديثة وترساناتهم المتطورة، وهي المنهج الذي يضمن لهم ولأجيالهم الخير والعزة والكرامة، وهي وسيلتهم الوحيدة لحيازة القوة التي لا تقهر، والتي تمكنهم من القيام بمسؤوليتهم في الدفاع عن الأمة الاسلامية من أقصاها إلى أقصاها، وإعادتها إلى الطريق الصحيح، وإلى المسار القويم الذي اراد الله ورسوله للأمة أن تكون عليه .

ما يعني أن انتماءهم الإيماني الصادق يجب أن ينعكس بالالتزام العملي، وهذا هو السبيل الوحيد أمامهم للحفاظ على وجودهم، وكينونتهم، وسر قوتهم وسلاحهم، وهو المناعة الكاملة لتحصين أجيالهم ضد الغزو الفكري بمختلف وسائله الفتاكة وتنوع أساليبه، الخطيرة.

ولا تقتصر ثمار الهوية الإيمانية على ذلك فقط بل إن ثمارها لا حصر لها كما ورد في كتاب الله تعالى، مما خص به المؤمنين دون غيرهم من رحمته، ونصره، وتأييده، وتمكينه، وقوته، وبأسه، وعزته، وتوفيقه، وهدايته، وإجابته، وحفظه، ونعيمه، وفضله في الدنيا والآخرة.

كما أن توجيه قائد الثورة خطابه هذا في حفل تدشين الهوية الايمانية، الذي أقيم في مكان يمثل جزءاً من هوية الشعب اليمني الإيمانية التي شهد له رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وهو الجامع الكبير بصنعاء يؤكد اكتمال أركان هوية الشعب اليمني الإيمانية، وأن هذه الهوية ليست هوية مكتسبة بل هوية متأصلة في اصلاب اليمنيين ومتوارثة عبر أجيالهم المتعاقبة، فال