النباء اليقين

يمن الإيمان ـ التاريخ الإسلامي والهوية الإيمانية

الهدهد / مقالات 

 جمال أبومكيه

 

تعد يمن الايمان في مقدمة البلدان العربية التي استجابت للإسلام فما كاد صوت الدعوة الإسلامية يبلغ اليمن حتى توافدت القبائل اليمنية تعلن اسلامها ومنذ ذلك الوقت ساهم اليمنيون في الفتوحات الكبرى وشاركوا في نشر الإسلام كيف لا ؟ ولدى ابنا الشعب اليمني رصيد تاريخي يمتد من الأوس والخزرج مروراً بعمار ابن ياسر ومالك الأشتر ويتوّج بحديث نبوي صدره التاريخ بأحرف من نور وهو قول الرسول الاعظم (الإيمان يمان والحكمة يمانية ) ألا يستدعي هذا منا ان نهرول مسرعين إلى ميادين الإسلام للعمل وفق ما يريده الله منا وان نكون عند حسن ظن رسول الله بنا؟ بلى والله ان هناك ما يستدعي ذلك خصوصاً بعد ما قرن الايمان باهل اليمن.

قبل أيام أطل حفيد المصطفى وعلم الهدى السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أطل ولكن هذه المرة من الجامع الكبير بصنعاء ملقيا خطابه العظيم الذي حمل عنوان (الايمان يمان) داعياً ومعلما ومثقفا ابناء الشعب اليمني مشيدا بدور أبناء بلد الايمان والحكمة كما أشاد بهم جده رسول الله صلى الله عليه واله  كان هذا الخطاب من الجامع الكبير بصنعاء هذا الجامع والمعلم التاريخي العظيم الذي تم بناؤه بتوجيه من رسول الله صلى الله عليه واله ويعد هذا الجامع من ضمن ثلاثة جوامع وجه الرسول صلى الله عليه واله ببنائها وهم جامع قبا والجامع النبوي والجامع الكبير بصنعاء وهنا نتساءل لماذا وجه رسول الله صلى الله عليه واله ببناء الجامع الكبير ؟

كأن رسول الله يوحي أن أهل اليمن هم من سينهض بهذا الدين في آخر الزمان كما كانوا للإسلام في صدره الأول واصفا لهذا الشعب بيمن الا يمان والحكمة كان تأسيس جامع قبا في بداية انطلاقة الدعوة ونشر الرسالة الإلهية وبعد أن تم تأسيس النواة الأولى للدولة الإسلامية وجه رسول الله ببناء الجامع الكبير وكأنه يوحي بأن الجامع الكبير سيكون له أهمية في آخر الزمان وسيكون اكمال الرسالة ومواجهة الطغاة والمجرمين من هذا الجامع وحينما شاهدت اطلالة السيد القائد في خطابه الأخير من الجامع الكبير هذا الخطاب العظيم الذي القاه بحضور العديد من العلماء والمسؤولين والسياسيين والمثقفين والمشائخ والشخصيات الاجتماعية كان هذا الخطاب بعنوان الايمان يمان وكانت الصرخات تتعالى من هذا الجامع لتهز عروش الطغاة والمستكبرين لتوحي بأننا في بداية مرحلة جديدة من النهوض بهذه الأمة المستهدفة في دينها استمعنا جميعا إلى السيد القائد وهو يخطب بتلك الكلمات المفعمة بعنفوان الإيمان مشدداً على الحفاظ على هويتنا الايمانية التي يريد العدوان أن يسلبنا إياها لكي نكون فريسة سهلة لمخططاته الإجرامية والقذرة بعد أن فشل في حروبه العسكرية وقال السيد القائد أن الهوية الإيمانية هي سر انتصارنا وان الطفل اليمني يدوس بأقدامه الدبابات والمجنزرات الحديثة والمتطورة ومع حديث السيد القائد كانت الصرخات تتعالى من الجامع الكبير حينها عادت بي الذاكرة إلى بداية الانطلاقة لهذه المسيرة القرآنية المباركة حين أطلق الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين رضوان الله عليه  شعار الصرخة في وجه المستكبرين من اليهود والنصارى الشعار المعروف الله اكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام.

كان البعض من الشباب يذهبون للهتاف بهذا الشعار العظيم في الجامع الكبير ليعلنوا بذلك البراءة من أعداء الله كما امرنا الله في كتابه ان نعلن البراءة منهم كأقل واجب أمام ما يعمله اليهود والنصارى بحق الشعوب العربية والاسلامية حيث يعملون على احتلال الشعوب وتدميرها ويفسدون في الارض بغير حق ولم يجرؤ أحد في هذا العالم على مواجهتهم إلا ورثة الكتاب من أهل البيت سلام الله عليهم امثال الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه تحرك الشهيد القائد وأطلق شعار الصرخة وعندما كان يذهب البعض من الشباب لإعلان البراءة وللهتاف بهذا الشعار في الجامع الكبير يقوم النظام السابق عبر عناصره الإجرامية بإلقاء القبض عليهم وايداعهم السجون ومن كان يتصور أن يتم القاء القبض عليهم وسجنهم وتعذيبهم على كلمة الله اكبر والتي نرددها في اليوم خمس مرات ؟ ومن كان يتصور  أن يسجن على كلمة الموت لأمريكا واللعنة على اليهود الذي قال الله لرسوله محمد  (قل موتوا بغيضكم)  وقال سبحانه (لعن اللذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم)

اليوم بفضل الله تعالى وفضل هذه المسيرة القرآنية وفضل قيادتها الحكيمة ها هو شعار الصرخة يردد في ربوع اليمن بكلها وليس مقتصرا على اليمن بل سيعم الشعوب العربية والاسلامية انشاء الله كما قال الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين رضوان الله عليه اصرخوا ايها الأخوة وستجدون من يصرخ معكم ليس في هذا المكان وحده بل وفي أماكن أخرى  قال هذا الكلام حينها وهو لايزال في جبل مران …

اليوم ما أحوج الشعوب العربية والاسلامية إلى تبني المشروع القرآني الذي

قدمه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله تعالى عليه لأن هذا المشروع  هو الحل لكل المشاكل التي تعصف بهذه الأمة من ظلم وقهر وفساد نتيجة السياسة الاستكبارية التي تقودها  امريكا واسرائيل هذا المشروع الذي ينهض به اليوم أبناء الشعب اليمني تحت قيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله وهذا المشروع هو لكل الأحرار في هذا العالم وليس حكرا على اليمن واليمنيين وهو كفيل انشاء الله بتحرير الشعوب من الوصاية الأمريكية والاسرائيلية ومن كل الكوارث والأزمات التي يمر بها العرب والمسلمون.