النباء اليقين

اتفاق الرياض في مهب الريح

فشلت القوات الموالية للسعودية والأخرى الموالية للإمارات في تشكيل حكومة جديدة ضمن المهلة الزمنية التي حدّدها اتفاق بينهما، ما يمكن أن يشكّل ضربة لآمال التوصل إلى حل للحرب التي تمزّق البلد الفقير منذ سنوات.

وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين التحالف العسكري الذي تقوده السعودية والإمارات في العدوان على اليمن منذ خمسة أعوام.

لكن ثمة خلافات عميقة في معسكر القوات اليمنية الموالية لهذا التحالف. فالقوات التي يفترض أنّها موالية لحكومة المستقيل عبدربه منصور هادي في الجنوب الذي تتخذ عدن مقرّا، تضم فصائل مؤيدة لما يسمى المجلس الانتقالي .

وشهد جنوب اليمن في آب/أغسطس معارك بين قوّات مؤيّدة لما يسمى المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا وأخرى موالية للسعودية وحكومة عبدربه منصور هادي المستقيلة أسفرت عن سيطرة الاول على مناطق عدّة أهمها عدن.

ورعت السعودية اتّفاقا لتقاسم السلطة بين الطرفين لتجنّب ما سميت ب“حرب أهلية داخل حرب أهلية”، وقّعته حكومة عبدربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي، السلطة الأقوى في جنوب اليمن، في الرياض في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

ونصّ الاتفاق على تولي المجلس الانتقالي عددا من الوزارات في “حكومة التحالف” التي من المقرّر أن تتكوّن من 24 وزيرا، وعلى عودة الحكومة إلى عدن.

وعاد معين عبد الملك المسمى رئيسًا لحكومة المستقيل عبدربه منصور هادي إلى عدن الاثنين الماضي قادما من الرياض، ولكن لم يتم تشكيل أي حكومة جديدة رغم انتهاء المهلة الزمنية لذلك في الخامس من كانون الأول/ديسمبر الحالي، بحسب الاتفاق.

وبحسب الباحثة في شؤون اليمن في جامعة أوكسفورد إليزابيث كيندال، فإنّ “الجدول الزمني لتطبيق اتفاق الرياض كان دوما طموحا للغاية. لم يكن من المفاجئ أن نرى” أنه لم يتمّ الالتزام بالموعد المحدد.

وتقول كيندال لوكالة فرانس برس “السؤال الأكبر هو: هل تأخرت هذه الوعود أم أنها في نهاية المطاف غير قابلة للتحقيق؟”.

ويؤكّد الطرفان التزامهما باتفاق الرياض، ولكنّهما تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن عدم الالتزام بالموعد المحدد لتشكيل حكومة جديدة.

وكان المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم اتّهم الحكومة اليمنية المستقيلة بـ”الخروج عن نص الاتفاق ومن ذلك عملية التحشيد المستمرة باتجاه الجنوب”، الأمر الذي نفته حكومة هادي.

رغم ذلك، تحدّث مصدر في المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا لوكالة فرانس برس نهاية الأسبوع الماضي عن “تقدم كبير” في تنفيذ الترتيبات العسكرية والأمنية الواردة في اتفاق الرياض.

وقال “اعتبارا من الأسبوع القادم، ستبدأ الخطوات التنفيذية لما تم التوافق عليه”.

في المقابل، اتّهم المتحدث باسم “حكومة هادي” راجح بادي في بيان المجلس الانتقالي بـ”محاولة عرقلة اتفاق الرياض”.

وأكّد بادي أن السلطة تقوم بتحركات عسكرية في الجنوب “تتوافق” مع بنود اتفاق الرياض وتأتي بالتنسيق مع التحالف بقيادة السعودية.

ووفقا لكيندال، فإنه على الرغم من تراجع حدة الاشتباكات في الجنوب، الوضع على الأرض ما يزال هشا.

وتوضح أنها “مسألة تتعلق باتفاق من السهل التوقيع عليه ولكن من شبه المستحيل تنفيذه”.