النباء اليقين

معلّق صهيوني: منظومتنا العسكرية غير مُحكمة

موقع “يديعوت أحرونوت” – المعلّق العسكري رون بن يشاي

حادثتان أشعلتا الأضواء الحمراء في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يجب ان تدقا ناقوس الخطر لدى الاسرائيليين. الأولى الهجوم الإيراني (المزعوم) على المنشآت النفطية في السعودية في الرابع عشر من شهر أيلول، الذي فاجأ ليس فقط الاميركيين والسعوديين ودول الخليج بل أيضا العالم كله – ومعهم أجهزة الاستخبارات في إسرائيل – بمستوى التخطيط والتنفيذ ونوعية الصواريخ المجنحة والمسيرات.

الحادثة الثانية هي شلّ الجبهة الداخلية المدنية في غوش دان خلال يوم القتال مع الجهاد الإسلامي في غزة بعد اغتيال بهاء أبو العطا. ليس فقط ان الدروس عطلت خلال أربع وعشرين ساعة، بل أيضا مؤسسات اقتصادية مهمة لم تعمل. وإذا كان هذا قد جرى في عملية جوية محدودة في قطاع غزة، فليس من الصعب ان نتصور ماذا سيحصل في حرب كبيرة مع حزب الله، وربما بالتوازي أيضا مع غزة. مواجهة كهذه ستستمر أيامًا طويلة، وهي قد تؤدي ليس فقط إلى ضحايا بالأرواح بل أيضا إلى خسارة اثمان اقتصادية تجعل من الصعوبة على الاقتصاد الإسرائيلي ان ينتعش منها.

قطْع الكهرباء والمياه والمواصلات

بشكل شخصي، أنا مقتنع بأن الإيرانيين وحزب الله على الساحة الشمالية، كذلك “حماس” على الساحة الجنوبية، غير معنيين الآن بمواجهة حرب كبيرة. ولكن ماذا سيحدث إذا حصل تصعيدٌ وتطوّر الى حرب كبيرة نتيجة تدحرج الاحداث التي لم يتوقعها أحد من الأطراف؟ السؤال المُقلق هو: اذا اندلعت حربٌ كهذه الى متى ستستمر؟ وأيّ ثمنٍ سيدفعه الداخل بالخسائر والارواح وبالدمار وفقدان عمل السوق والبنية التحتية وفقدان الناتج الاقتصادي؟

التقدير هو أنه خلال الأسبوع الأول في حرب كهذه سينفجر داخل “الأراضي الإسرائيلية” كل يوم حوالي 1200 صاروخ من جميع الأنواع. يكفي ان يسقط 4 الى 5 صواريخ ثقيلة على بنية تحتية حيوية مثل الكهرباء والمياه أو تقاطع الطرق حتى لا تتعطّل فقط الأنشطة المدنية بشكل خطير، بل أيضا القدرة الهجومية للجيش الإسرائيلي، المبني على تجنيد الاحتياط والمرتبط بتحريك سريع للقوات المدرعة واللوجستية نحو الجبهة.

صحيح أن “إسرائيل” تملك منظومة دفاع جوي مع قدرات اعتراض صواريخ لا مثيل لها في العالم، لكن في الجولة الأخيرة مع غزة وفي الجولات التي سبقتها، مقابل عددٍ قليل من الصواريخ، قصيرة المدى وأقلّ دقة من التي بحوزة حزب الله في لبنان، حصلت “انزلاقات” وأُصيبت منازل، ما يُثبت أن المنظومة الإسرائيلية المتعددة الطبقات للدفاع الجوي غير مُحكمة، و 15% من الصواريخ قد تُصيب التجمعات السكانية والبنية التحتية الحيوية.

كل هذا عندما يتمّ الحديث عن الوضع الحالي، وان الإيرانيين وحزب الله لم تنجح مساعيهم في إنشاء منظومة صواريخ دقيقة، وهم حتى الان لم يستخدموا المسيرات الهجومية، والصواريخ المجنحة والحوامات. يتعلق الامر بوضع مؤقت، مع عدم وجود أيّة ضمانة بأنه لن يتغيّر نحو الأسوأ خلال العام المقبل، او ربما خلال الأشهر المقبلة.

 

العهد