النباء اليقين

الأمراض الوبائية.. قنبلة موقوتة تهدد حياة ملايين اليمنيين

 

الهدهد / أخبار محلية

في ظل العدوان الغاشم والحصار الجائر على اليمن بات الوضع الصحي يعيش حالة كارثية زاد من سوئها شحة الأدوية نتيجة استمرار الحصار وتدمير المرافق الصحية التي لم تسلم من بطش ووحشية العدوان ناهيك عن شبح انتشار الأمراض الوبائية القاتلة التي اصبحت قنبلة موقوتة تهدد حياة الملايين من اليمنيين وآخرها عودة تفشي وباء حمى الضنك والملاريا الذي عاد ليهدد حياة المواطنين وينشر الرعب في قلوبهم خاصة بين النساء والأطفال.

وأعلنت وزارة الصحة مؤخرا حالة الطوارئ الداخلية لمواجهة تفشي هذا الوباء في الحديدة وتعز وحجة وتخصيص فرق طوارئ مساندة لمثل هذه الحالات وكذا تقديم الدعم الطبي الذي يقدم لمثل هذه الجائحات وتخصيص مبالغ مالية طارئة وإنشاء غرف عمليات مشتركة لمواجهتها والحد من انتشارها.

حرب بيولوجية

حمل وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل دول العدوان المسؤولية الكاملة في انتشار هذه الأوبئة التي تفتك باليمنيين متهما الغزاة المرتزقة من السودانيين والجنجويد بانتشار فيروس حمى غرب النيل في المناطق الساحلية وأيضا في المناطق الحدودية، مؤكدا بأن الوزارة ستعمل بكل ما تملك على القضاء على هذه الأوبئة التي تتسبب في قتل اليمنيين، غير مستبعد أن تكون هذه الأوبئة ضمن الحرب البيولوجية من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن.

وأكد طه المتوكل تزايد أعداد المصابين بوبائي حمى الضنك والملاريا في المناطق الساحلية والتهامية، حيث وصل عدد المصابين بالملاريا إلى قرابة المليون مصاب توفي منهم 17 شخصا، أما المصابون بوباء حمى الضنك فقد تجاوز الـ36 ألف مصاب توفي منهم 146 شخصا، كما أكد الوزير الدكتور المتوكل وجود فيروس ( إتش ون إن ون ) في عدد من المحافظات الجبلية، مشيرا إلى تزايد ملفت في عدد المصابين بهذا الفيروس..

تخاذل المنظمات الدولية

وما زاد الوضع سوءاً هو تخاذل المنظمات الدولية بالقيام بواجبها الانساني واستمرارها في السكوت عن الحصار التي تفرضه قوى العدوان حيث اشارات وزيرة حقوق الإنسان في اليمن علياء فيصل عبد اللطيف إلى أن “تفشي الوباء يأتي في ظل وجود منظمات دولية تعمل في جانب الحماية الصحية”، وسألت “عن الدور الذي يعتبر من أبرز وأهم واجبات المنظمات العاملة في اليمن ضمن مجال الإغاثة الصحية”، مضيفة أن ما يحصل من ترد للأوضاع الصحية يضعنا جميعا أمام مسؤولية كبيرة تتعلق بحياة الناس الأبرياء الذين لو توفرت لهم الحماية الصحية اللازمة لما تعرضوا للموت ، داعية المنظمات الدولية إلى القيام بواجبها الإنساني للحد من انتشار وباء حمى الضنك في محافظتي الحديدة وتعز وتفادي كارثة صحية بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.

وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الدكتور محمد المنصور طالب من جهته المنظمات الدولية بتحمل مسؤوليتها والعمل بجد لتوفير احتياجات الوزارة لمواجهة حمى الضنك والملاريا وتوفير المحاليل والمستلزمات المخبرية والمعدات اللازمة التي تتطلبها خدمات الطوارئ والاسعاف وتوسيعها ورفع جودتها وجاهزيتها لاستقبال أي حالات، موكداً أن استجابة المنظمات الدولية لهذه الجائحة بطيئة جدا وليست مواكبة لحجم الكارثة الناتجة عنها ..لافتا إلى ضرورة نزول المنظمات للميدان والاطلاع على حجم الكارثة نتيجة تفشي حمى الضنك والملاريا وزيادة عدد الحالات المصابة ، مشيرا إلى أن مبررات إعلان حالة الطوارئ الداخلية لمواجهة حمى الضنك والملاريا هي عدم قدرة السلطات المحلية على مواجهة هذا الوباء وعدم قدرتها على استيعاب عدد الحالات المصابة أو المشتبه بها.

تدمير ممنهج

ومنذ ما يقارب خمس سنوات يتعرض أبناء اليمن لعدوان ظالم وتدمير ممنهج للبنى التحتية بما فيها القطاع الصحي الذي استهدفه تحالف العدوان ما خلف وضعاً صحياً كارثياً أجبر المواطن على العيش بتوجس خوفاً من الموت قصفاً أو فتكاً بالأمراض، حيث قال ناطق وزارة الصحة الدكتور يوسف الحاضري في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن حالات الإصابة بالأمراض والأوبئة تفاقمت بشكل ملفت في الآونة الأخيرة رغم الجهود المبذولة من الوزارة وشركائها في التصدي لهذه الأمراض والأوبئة حيث سجلت وزارة الصحة عام 2018م ثلاثة آلاف و813 حالة إصابة بحمى الضنك بعدد من المحافظات تصدرتها الحديدة وتعز وأبين، وكذلك إصابة ألف و847 حالة بالتهابات السحايا، شكلت تعز وأمانة العاصمة أكثر حالات الإصابات.

يذكر أن العام 2018م شهد وضعاً كارثياً بالنسبة للطفولة في اليمن جراء استمرار العدوان والحصار وتفشي الأوبئة والأمراض ،حيث سجلت وزارة الصحة إصابة 203 آلاف و297 طفلا بمرض الملاريا، احتلت محافظة الحديدة المرتبة الأولى تليها محافظتي حجة وتعز .. فيما يتوفى طفل كل عشر دقائق بسبب سوء التغذية أو أمراض أخرى حسب تقرير الأمم المتحدة الذي أصدرته في سبتمبر 2018م.

خسائر القطاع الصحي

ولا يختلف وضع المرافق الصحية عن حال الوضع الصحي في اليمن فهي كذلك لم تسلم من الدمار الذي الحقته بها ايادي العدوان الغاشمة فبحسب تقرير الأمم المتحدة، فإن أكثر من نصف المرافق الصحية باتت خارج الخدمة جراء العدوان المتصاعد منذ آذار 2015، ووفقاً لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2019 فإن 19.7 مليون شخص في حاجة إلى رعاية صحية في أنحاء البلاد، وتصل الكلفة الإجمالية إلى 627 مليون دولار أميركي، وكذلك اشار تقرير لوزارة الصحة إلى أن اجمالي المنشآت الصحية التي استهدفها العدوان بلغ 412منشأة ووحدة صحية منها 180 منشأة و 232 وحدة صحية و61 سيارة اسعاف ومصنعي اكسجين ، فيما بلغت خسائر البناء للمنشآت الصحية 8 مليارات و 342 مليون ريال ، وبلغت خسائر التجهيزات الطبية 90 مليوناً و 865 الف دولار، لافتا إلى أن القطاع الصحي من أكثر القطاعات المتضررة جراء العدوان السعودي الأمريكي ،فضلا عن الحصار الخانق ومنع دخول الأدوية والمستلزمات والمحاليل الطبية المنقذة لحياة آلاف المرضى، موكدا أن العدوان السعودي الأمريكي قد انتهك كل القوانين والأعراف الإنسانية والأخلاقية وارتكب الكثير من الجرائم بحق الشعب اليمني والتي ذهب ضحيتها الكثير من المدنيين خاصة النساء والأطفال.

تقرير/ ساري نصر