النباء اليقين

لن يطول صبرنا يا آل سعود

الهدهد / مقالات

عبدالفتاح البنوس

 

قدمنا المبادرة تلو المبادرة ، والتنازلات تلو التنازلات ، وأظهرنا حسن النوايا مرارا وتكرارا ، رغبة منا في تحقيق السلام ، وايقاف العدوان ، ورفع الحصار ، لأننا كيمنيين نعشق السلام ، وليس لنا أي مصلحة في الحرب والصراع ولكن العدو السعودي والإماراتي ومن خلفهما الشيطان الأكبر (أمريكا) وربيبتها (إسرائيل) ومعهم قطيع العملاء والخونة من مرتزقة الداخل الذين ارتموا في أحضانهم ، وتحالفوا معهم ، وقاتلوا في صفهم ، فرض على قيادتنا الرد والمواجهة ، حيث صدرت التوجيهات لأبطال جيشنا ولجاننا بعد أكثر من أربعين يوما من العدوان بالرد على الهمجية والإجرام والعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني ، وها نحن بعد ما يقارب الخمس سنوات من العدوان والحصار بالله أقوى ، وأشد بأسا ، وأصلب عودا ، وأقوى صمودا ، وأكثر تمكينا ، تشهد على ذلك الانتصارات الميدانية والإنجازات العسكرية التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية ، والتحولات النوعية التي طرأت على معادلة الصراع ، معادلة ( فإنهم يألمون كما تألمون) .

عقب مبادرة السلام التي قدمها الرئيس مهدي المشاط والتي كنا نتوقع أن يتم التقاطها من قبل قوى العدوان ، ظلت قوى العدوان على غيها ، وواصلت ارتكاب خروقاتها وانتهاكاتها لاتفاق السويد وعمدت إلى تكثيف زحوفات مرتزقتها وغاراتها الجوية على عدد من المحافظات وما تزال خروقاتها مستمرة حتى في محافظة الحديدة المشمولة باتفاق السويد ، فلا تزال الخروقات متواصلة ، وما تتعرض له مدينة الدريهمي وما جاورها من قصف واعتداءات متكررة في ظل الحصار المطبق الذي تفرضه قوى العدوان على هذه المدينة ، خير شاهد على ذلك.

يوم أمس الأول شن طيران العدوان السعودي السلولي غارة جوية على اللحية بمحافظة الحديدة في انتهاك سافر و خرق واضح وصريح لاتفاق السويد ، وليست المرة الأولى التي يعاود الطيران المعادي قصف الحديدة بعد اتفاق السويد فقد سبق له وأن قام بشن عدة غارات غادرة مستفزة على مرأى ومسمع البعثة الأممية ولجنة المراقبة ، في ظل استمرار تحليق الطيران الحربي والاستطلاعي غير مكترثين لاتفاق السويد ، ولا للأمم المتحدة ، يأتي ذلك في ظل تصعيد مكثف لقوى العدوان في جبهات الحدود وجبهات الداخل وسط استمرار للزحوفات وعمليات التحشيد للمرتزقة وتواصل الغارات الجوية على جبهات الحدود وعدد من الجبهات الداخلية ، وكأنهم بذلك يختبرون صبر القيادة ومدى تحملها لانتهاكاتهم وخروقاتهم التي تعكس إفلاسهم وروحهم الانهزامية ، وسعيهم الحثيث لتحقيق أي تقدم في أي جبهة يمكنهم من التغني والاحتفاء به ، عقب سلسلة الهزائم والانتكاسات المتواصلة .

أن القيادة الثورية والسياسية ملتزمة باتفاق السويد ، وما تزال مبادرة السلام التي قدمتها متاحة أمام قوى العدوان ، وعليهم أن يعوا ويدركوا جيدا أن صبر اليمنيين لن يطول ، وأن استمرارهم في ارتكاب الخروقات والاعتداءات سيعجل بنفاد صبرهم ، وحينها سيكون الرد قاسيا ومؤلما لهم ، ولن يكون هناك من مجال لأي تفاهمات أو وساطات ، لقد زادت الاستفزازات الموثقة بالصوت والصورة ، وعلى الأمم المتحدة أن تخرج عن انحيازها المفضوح ، وتتحرر من الوصاية الأمريكية والارتزاق للإمارات والسعودية ، فلن يطول صبر اليمنيين على آل سعود ومن دار في فلكهم ، وهم فقط من سيتحمل تبعات انفراط عقد اتفاق السويد ، وعليهم أن يكونوا على استعداد لمواجهة ذلك في القريب العاجل إذا ما تواصلت خروقاتهم المستفزة والتي لن يكون هنالك من مجال للصبر عليها .