النباء اليقين

أساليب الحرب البيلوجية لتحالف العدوان على اليمن

منير الشامي

تعتبر الحرب البيلوجية من أهم الوسائل التي استخدمها تحالف العدوان الاجرامي ضد الشعب اليمني خلال الخمسة الاعوام ، وتعرف هذه الحرب بأنها الاستخدام المتعمد للجراثيم او الفيروسات او غيرها من الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض في المجتمع بهدف نشر الأوبئة بين البشر والحيوانات والنباتات ، كما أن قيام تحالف العدوان بقوة حصاره المفروض لمنع دخول الأدوية، والمستلزمات الطبية اللازمة لمكافحة هذه الاأمراض، وكذلك التي تستخدم لحصر أي مرض معدي وحجزه لمنع انتشارة تدخل ضمن اساليب الحرب البيلوجية للعدوان

فرض الحصار على ثالث اكبر ناقلة نفط في العالم “سفينة صافر” وعلى متنها أكثر من مليون ومئاتين الف برميل نفط ومنع طاقم الصيانة المتعمد من الوصول إليها للعام الخامس لصيانتها بهدف تدارك حصول كارثة بحرية في حال انفجار خزانات النفط نتيجة عوامل الصدأ والرطوبة وتسرب هذه الكمية الهائلة إلى مياة البحر الاحمر والذي يؤدي إلى كارثة بحرية لا يحمد عقباها ولن تقتصر آثارها فيما لو حدثت على اليمن فقط بل ستشمل كل الدول المطلة على البحر الأحمر وسوف تؤدي إلى نفوق الثروة السمكية و تنعكس بكوارث حقيقية على بيئة البحر وبيئة السواحل البحرية من الجهتين ، مما يؤكد أن تحالف العدوان بقيادة نظام الرياض يتعمد منع صيانة السفينة “صافر” لجعلها قنبلة بيلوجية موقوته.

إستمرار تحالف العدوان باحتجاز سفن النفط للشهر الرابع يدخل ايضا ضمن حربه البيولوجية بإعتبار مشتقات النفط من أهم المواد الضرورية لمواجهة تفشي الامراض المعدية، كمصدر طاقة لجميع الاجهزة المستخدمة في علاج الامراض المعدية في المستشفيات والمراكز الصحية ، وكذلك الاجهزة المستخدمة في مكافحتها من اجهزة الرش ووسائل المواصلات وغيرها، وبالتالي فعدم توفر مشتقات النفط عامل غير مباشر في تفشي الامراض المعدية ويساعد على عدم التحكم والسيطرة عليها.

فرض الحظر على مطار صنعاء للعام الرابع من قبل تحالف العدوان يدخل ضمن الحرب البيولوجية للعدوان كون ذلك يحول دون علاج عشرات الألاف من المرضى بأمراض معدية او امراض مستعصية والذين يصعب علاجهم في الداخل بسبب عدم توفر الامكانيات التقنية والدوائية

هذه الاساليب التي يتعمد تنفيذها التحالف العدواني في وقت واحد يهدف من خلال تظافرها جميعا إلى تفعيل حرب بيولوجية شاملة لن يقتصر أثرها على البيئة اليمنية بكل ما فيها بل ستمتد على مستوى الجزيرة العربية ولن يكون مجتمع السعودية ولا مجتمعات دول الخليج بمعزل عنها وهذا ما يجب ان يدركه نظام الرياض المجرم .

وما يؤكد حرب العدوان البيلوجية علينا هو ظهور العديد من الامراض المعدية وتفشيها خلال هذه السنوات لم تكن موجودة سابقا مثل الكوليرا والدفتريا وانفلونزا الخنازير إضافة إلى الملاريا وحمى الضنك التي تفشت مؤخرا في عدد من مديريات الحديدة وغيرها ،
ليس ذلك فحسب بل إن تحالف العدوان الاجرامي تعدى الحرب البيلوجية علينا الى نشر التلوث الاشعاعي والذي يعتبر من الاساليب المدمرة للحياة عن طريق القصف بقنابل إن لم تكن نووية فهي على الاقل تحتوي على عناصر مشعة والقنبلة التي اطلقها تحالف العدوان على عطان في عامه الاول وأكد كثير من الخبراء على وجود اشعاعات مكان اطلاقها وفي مخلفاتها واحدة منها ،وما التشوهات الخلقية في المواليد التي تزايدت بشكل ملحوظ خلال زمن العدوان في العديد من المحافظات التي تعرضت للقصف إلا اكبر دليل على ذلك .

وقد استخدم العدوان الكثير من الطرق لإيصال العدوى بالعوامل البيلوجية مثل الطائرات الحربية والبوارج البحرية والقنابل والمدافع والصواريخ لتلويث مياة الشرب وتلويث الهواء من خلال استهداف خزانات المياة والمضخات والينابيع بقصفها بأسلحة تحمل البكتريا او الفيروسات كما حدث في معظم المحافظات اليمنية التي استهدف فيها العدوان خزانات المياة فيها وشبكاتها كالعاصمة وصعده والحديدة وتعز واب وغيرها من محافظات الجمهورية بهدف تدمير مصادر المياة النقية فيها وتلويثها ، او التفجير في الهواء فوق المناطق المزدحمة والمستهدفة بالقنابل الحاملة للبكتريا والجراثيم او نقلها بواسطة الحشرات الحاملة للميكروبات فهي من ضمن الوسائل المستخدمة لتلويث الهواء بالفيروسات والميكروبات القاتلة والمعدية والتي لا زال يستخدمها العدوان بين الحين والآخر هنا او هناك

ولم يكتفي العدوان بذلك بل وصل في سقوطه الانساني إلى استخدام أجساد الأسرى من ابطال الجيش واللجان الشعبية كوسائط لنشر هذه الأوبئة وذلك عن طريق حقنهم بالفيروسات والبكتريا او نقلها إلى اجسامهم عن طريق الهواء او الاكل والشرب قبل اطلاقهم خلال عمليات التبادل التي حدثت خلال الفترة السابقة رغم ان هذا الاسلوب يعتبر في القانون الدولي جريمتي حرب في آن واحد وهذا اكبر دليل على سقوطه الانساني وتجرده عن كل القيم والمبادئ والاخلاق الانسانية .

وفي ظل الظروف الصعبة التي فرضها تحالف العدوان علينا وعلى وطننا فإن الدفاع ضد حرب العدوان البيلوجية يشكل معضلة كبيرة وتحدي صعب امام الشعب الصامد من حصار مطبق وسيطرة كاملة على قرار الامم المتحدة وخضوعها مع المنظمات التابعة لها للمال السعودي حسب تصريح امينها العام العلني بذلك امام العالم
فكل ذلك يشكل عوائق وتحديات قوية تحول دون تحقيق الدفاع الفعال ضد الحرب البيلوحية علينا .

ذلك أن الدفاع ضد هذه الحرب يتطلب إمكانيات مادية وتقنية كبيرة وإمكانيات صحية ضخمة ومتكاملة كافية لإستيراد الامصال والادوية والعقاقير والتقنيات الصحية المتطورة اللازمة لمنع تفشي هذه الاوبئة وامكانيات مالية ومادية كبيرة ايضا للحد من التلوث بجميع صورة وتوفير مصادر مياة واغذية نقية وهذا كله غير متوفر للشعب اليمني ، بسبب الحصار من جانب وبسبب تقليص العدوان لدور المنظمات الانسانية المتخصصة الى حد التوقيف الكامل لعملها الانساني في اليمن .

وفي ظل هذه الظروف الصعبة فإن الدفاع ضد الحرب البيلوجية على الشعب اليمني سيظل محدودا فلا إمكانيات متوفرة له يستطيع من خلالها توفير متطلبات ووسائل الدفاع ضد هذه الحرب ولا مساعدات يعول عليها من المنظمات الدولية المتخصصة لتوفير وسائل وامكانيات مواجهة فعالة ضد الحرب البيلوجية .

ومع ذلك ورغم رهان العدوان على هذه الحرب كورقة في إخضاع الشعب اليمني ورغم الكلفة المهولة التي انفقها في هذه الورقة إلا انه لم ينجح فيها مثل غيرها ويبقى صمود الشعب اليمني وتوكله على الله وإصراره وثباته هو الرهان الاقوى الذي تحطمت عليه كل اوراق العدوان وستحترق بإذن الله كل محاولاته وتتبخر كل رهاناته .