النباء اليقين

العدو السعودي ومخطط الأقاليم الأربعة

الهدهد / مقالات

عبدالفتاح البنوس

حوار جنوبي -جنوبي في جدة برعاية سعودية ، الهدف المعلن منه هو توحيد الجبهة الجنوبية ووضع نهاية للصراع بين مرتزقة السعودية والإمارات ، في مقابل انسحاب القوات الإماراتية من المحافظات الجنوبية ، ويبدو أن الإمارات هي المستفيد الأكبر من وراء ذلك ، كونه يحفظ لها ماء وجهها ، ويجعلها بمأمن من عمليات القوة الصاروخية اليمنية وسلاح الجو المسير ، ويظهرها في صورة الحريص على الجنوب ، وهي من جاءت من أجل احتلاله والهيمنة عليه ونهب ثرواته ، وهي من عملت على تفخيخه ، وزرع الألغام والعبوات الناسفة داخله من أجل أن ينشغل أبناء الجنوب بالصراعات والمناكفات الطائفية والمناطقية ، وإحياء إرث الماضي الدموي الذي يعود بالذاكرة إلى أحداث 13يناير 1986م والتي سعى الإماراتي والسعودي إلى إشعاله من جديد ليتمكنوا من تمرير مخططاتهم ومشاريعهم الاستيطانية الاستعمارية التوسعية.

في الوقت الذي تسعى السعودية للخروج من مستنقع اليمن ، من خلال الذهاب للبحث عن وسطاء يعملون على التهيئة للدخول في مفاوضات ومشاورات مع القوى الوطنية والسلطة الشرعية في صنعاء ، حيث تعمل السعودية على الإستعانة بالأمم المتحدة من أجل صياغة مشروع لحل الأزمة اليمنية وطي صفحة الملف اليمني ، المشروع الذي لا يكون في محصلته النهائية بروز أي مظاهر تشير إلى انتصار الجيش واللجان الشعبية وأبناء الشعب اليمني على تحالفها الإجرامي الشيطاني ، حيث تذهب نحو تبني مشروع الأقلمة من جديد بعد أن أجريت عليه بعض التعديلات التي فرضها الواقع الميداني القائم على الأرض.

المشروع السعودي يتضمن أربعة أقاليم هي إقليم صنعاء ، وإقليم عدن ، وإقليم مارب ، وإقليم الساحل الغربي ، حيث تمني السعودية نفسها إقناع الأمم المتحدة بذلك ، وتبني المشروع عبر مبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث على اعتبار أنه يمثل رؤية الأمم المتحدة نفسها ، في محاولة للضغط على القوى الوطنية لإلزامها بالموافقة عليها ، رغم أنها تدرك تماما أن ثورة الـ21من سبتمبر قامت من أجل إجهاض مشروع الأقلمة والتشظي وأن كل هذه التضحيات التي قدمها الوطن والشعب كانت ثمنا لمواقف القوى الوطنية الرافضة للأقلمة والتي جاءت ( المؤامرة ) الخليجية من أجل تمريرها نكاية باليمن واليمنيين ، وحقدا على الوحدة اليمنية التي أزعجهم تحقيقها.

مشروع خبيث يحمل في طياته الشر المستطير لليمن واليمنيين ، يريدون الشرعنة للانفصال بحيث يكون إقليم عدن خاصاً بالمحافظات الجنوبية ، وإقليم صنعاء خاصاً بأنصار الله والقوى المتحالفة معهم ، وإقليم مارب إمارة خاصة بحزب الإصلاح ، وإقليم الساحل الغربي خاصاً بمليشيات طارق عفاش ، هكذا تريد السعودية ، وهكذا تخطط بالتنسيق مع الإمارات وأمريكا وإسرائيل وبريطانيا ، يظنون أن القوى الوطنية ستقبل بهذا الهراء ، وبهذه الهرطقات والخزعبلات غير المنطقية.

لقد رفضت القوى الوطنية بقيادة أنصار الله هذه المؤامرة في العام 2014م قبل أن يشن العدوان وقبل أن تزهق الأرواح وتسفك الدماء ويدمر الوطن ، لأنها تمس الثوابت الوطنية والتي لا مجال للتفريط أو المساس بها ، الكل كان مع حلول ملموسة للقضية الجنوبية العادلة والمشروعة ، ولكن السفيرين السعودي والأمريكي عملا على الحيلولة دون ذلك ووضعا العراقيل والعقبات أمام ذلك بشهادة القيادي الإصلاحي محمد قحطان ، واليوم وبعد خمس سنوات من القتل والتدمير والاحتلال والحصار يريد السعودي والإماراتي والأمريكي انفاذ هذه المؤامرة من جديد بصيغتها الجديدة التي لا تقل وضاعة ووساخة عن صيغتها السابقة.

لا قبول بمشاريع الأقلمة والانقسام والتشظي التي تستهدف اليمن ووحدته واليمنيين ونسيجهم الاجتماعي وواحدية الأرض والمصير التي تجمعهم من حوف إلى صعدة ، ولا يمكن تمرير أي مشاريع خارجية على الإطلاق ، ليتركنا السعودي والإماراتي والأمريكي في حالنا ويكفوا أذاهم عنا ، ويوقفوا عدوانهم علينا ، ويرفعوا حصارهم ويحجموا عن دعم مرتزقتهم بالمال والسلاح ، وسنتكفل بحل مشاكلنا بأنفسنا عبر طاولة الحوار ، فهم ( الدبور) و(بيت المصائب) ( نسلم منهم ونطير ملح) وسيصلح الله الشأن ، ويجمع الشمل ، ويلم الشتات بين اليمنيين بحوله وقوته ، فنحن الأرق قلوبا والألين أفئدة ، ولا نحتاج إلى ( قرن الشيطان) ولا إلى (الشيطان الأكبر) نفسه وأدواتهما الرخيصة ليحشروا أنوفهم في خلافاتنا وشؤوننا الداخلية ، فنحن أهل الإيمان والحكمة.