النباء اليقين

المرتزقة والسقوط الأخلاقي

الهدهد / مقالات

عبدالفتاح علي البنوس

محاولة اغتصاب امرأة في التحيتا بمحافظة الحديدة وقتل أحد أقاربها وسجن كل من ذهب لإدانتها واستنكارها والمطالبة بمحاكمة المتورطين فيها ، ليست الجريمة الأولى التي ترتكبها مليشيات المرتزق العميل طارق عفاش ، ومرتزقة السعودية والإمارات من السودانيين في جبهة الساحل الغربي وفي تعز وعدن ، فقائمة الجرائم التي تنتهك الشرف والأعراض طويلة عريضة ، تحكي سقوط وخسة ونذالة ووضاعة هذه المليشيات والعناصر الإجرامية ومن يقف خلفها ويمولها ، وتكشف حقيقتهم المخزية والمذلة والمهينة ، وأخلاقهم القذرة وسلوكياتهم المنحرفة وأعمالهم المستقبحة.

يتحدثون عن الوطن ، ويدعون بأنهم حراس للجمهورية ، وإذا بهم عبارة عن قطيع من الحيوانات والوحوش المفترسة التي تنهش في أعراض المواطنين البسطاء ، يمنيون من أبناء جلدتنا يحاولون اغتصاب امرأة يمنية لإشباع رغبتهم الجنسية الحيوانية بكل وقاحة وقلة حياء ، وأثناء محاولة أحد أقاربها الدفاع عن عرضه باشروه بالقتل ، وقاموا باعتقال كل من ذهب للمطالبة بإلقاء القبض على المعتدين القتلة ، هذه هي أخلاق طارق عفاش ومن يقاتلون في صفه ، هذه هي أخلاق من قالوا بأنهم جاءوا لإنقاذ الشعب اليمني من (بطش وإجرام ووحشية) الحوثيين المزعومة ، بالله عليكم هل سمعتكم عن مثل هذه الأعمال والجرائم الخسيسة في المناطق التي يتمركز فيها أبطال الجيش واللجان الشعبية ؟!

كنا في السابق نسمع عن جرائم اغتصاب تورط فيها بعض المرتزقة السودانيين، ولكننا في الآونة الأخيرة بدأنا نسمع عن تورط مرتزقة يمنيين في جرائم يستحي الإنسان من ذكرها، جرائم اغتصاب للنساء والأطفال واستباحة للشرف والأعراض في المناطق الواقعة تحت سلطة قوى الاحتلال ومرتزقتهم، جرائم دخيلة على وطننا ومجتمعنا، بالله عليكم كيف يمكن لهؤلاء السفلة الأوغاد أن يكونوا رجال دولة ؟! كيف يأمن الناس على أنفسهم وأهلهم وذويهم في المناطق التي يسيطر عليها هؤلاء الشواذ ؟! هؤلاء لا يصلحون حتى كلاب حراسة ، فكيف يسمون أنفسهم بحراس الجمهورية ؟!!

النساء والأطفال فرائسهم الضعيفة التي تسقط بين أيديهم وتنهش عرضها وشرفها وبراءتها مخالبهم الوحشية ، حالات كثيرة تم الإبلاغ عنها من قبل الأسر المتضررة التي تحلت بالشجاعة وقامت بالإبلاغ عن المتورطين فيها ، وهناك حالات لزم أصحابها الصمت تحت التهديد خشية بطش وتنكيل هؤلاء السفلة الذين يضغطون عليهم للحيلولة دون التشهير بهم والإبلاغ عنهم ، في ظل غياب سلطة الدولة ، وسريان سلطة الغاب التي تتحكم في شؤون المحافظات الواقعة تحت سلطة الاحتلال السعودي الإماراتي الأمريكي وما يسمى بالشرعية الدنبوعية ، ولا غرابة فهذا هو الحال والوضع الذي تريده السعودية والإمارات أن يسود في اليمن ، سقوط في الأخلاق، تفسخ وانهيار في القيم والمبادئ ، انتهاك للأعراض والحرمات ، واستباحة للشرف ، لتسود الفوضى ويعم الفساد في البلاد ، كما هو الحال هناك في السعودية والإمارات.

بالمختصر المفيد، السكوت عن جرائم العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي ومرتزقتهم في الساحل الغربي وتعز والمحافظات المحتلة دفع بهم للتمادي والذهاب نحو انتهاك الأعراض باغتصاب النساء والأطفال وصولا إلى حد قتلهم بكل دم بارد ، وهو ما لا يجب السكوت عنه مهما كانت الأسباب ومهما بلغت الخطوب والأخطار ، فكل شيء يهون إلا التفريط في الأرض والعرض والشرف والكرامة ، وما حصل في التحيتا ، حصل في الخوخة والمخا وتعز وعدن وقد يستفحل الخطر ويتسع نطاقه ، ولذلك لا بد من صحوة ووقفة جادة لوضع حد لهؤلاء الأوغاد وتطهير البلاد من دنسهم ورجسهم ، ما لم فما علينا إلا أن نتوقع ما هو أبشع وأكثر سقوطا ووحشية وإجراما وهو نتاج طبيعي للتفريط والتساهل واللامبالاة وعدم استشعار المسؤولية.

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.