النباء اليقين

ليست القوة في احتجاز سفن المشتقات النفطية

منير اسماعيل الشامي

تتفاقم الكارثة الإنسانية يوما بعد يوم بسبب استمرار نظام الرياض في احتجاز السفن المحملة بالمشتقات النفطية، حتى بلغت الكارثة الإنسانية في مختلف مجالات الحياة الصحية ، والزراعية ، والنقل والمواصلات ، والصناعة ، والمياة ….إلخ إلى أعلى مستوياتها مسببة تضاعف مضطرد في معاناة الشعب من أقصاه إلى أقصاه.

هذا التعسف الهمجي واللا إنساني الذي يمارسه نظام الرياض ليس دليلا على القوة، وهذا الميدان ليس ميدانا لإستعراض العضلات إطلاقا، فالعالم أصلا أصبح يعلم علم اليقين أن هذا النظام المجرم شاخ كما شاخ ملكه وصار هزيلاً هشاً مترهلاً ومنحنيا كالعرجون القديم .

هو في إصراره على احتجاز السفن المحملة بالمشتقات النفطية إنما يستهدف الأنسانية ، يستهدف المنشآت الصحية التي توقفت معظمها بسبب توقف مولدات الكهرباء التي تعتمد عليها كافة الخدمات الطبية من مراكز الغسيل، والمختبرات ، واجهزة الكشف بجميع أنواعها، وغرف الإنعاش والعمليات و….إلخ
يستهدف ايقاف الخدمات في المدن فلا مياة ولا مواصلات ولا لا نظافة ولا تصريف قمامة
يستهدف المنشآت الزراعية والصناعية والتحويلية وكل ما يعتمد على الوقود

هو يستهدف حياة الملايين من شعب أنهكته الحرب ومزقه الحصار أمام عالم متفرج على إنسانية شعب منتهكة حقوقه للعام الخامس ويعيش في أخطر كارثة إنسانية في التاريخ تهدد حياته وبيئته ووجوده.

لم يكتفي هذا النظام المجرم من نهب ثروتنا النفطية وبيعها وتوريد قيمتها لبنوكه والذي بلغ لعام واحد اكثر من ثمانية عشر مليون برميل من النفط إضافة إلى قيامه بنهب كميات كبيرة من الغاز المسال تقدر بملايين من المترات المكعبة من مأرب وشبوة وحضرموت بل يتجبر ويطغى ويتمادى في إجرامه ليحجز ما نستورده من مشتقات النفط لسد احتياجاتنا بصورة متعمدة، ترقى لتصل إلى اكبر جريمة حرب في حق شعبنا اليمني .

مناشدة وزارة النفط للمجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة باطلاق سفن المشتقات التي يحتجزها النظام السعودي منذ شهور مضت لن يجدي ولن يغير من عنجهية ذلك النظام الباغي ولا من استكباره وارهابه.

لن يجدي مع هذا النظام الإجرامي إلا منطق واحد ولن يستجيب إلا بالإسلوب الذي يفهمه ويتجاوب معه وهو منطق القووووة !! القوووة والقوووة فقط !!
ولماذا ؟ لأنه نظام معدوم الإنسانية وفاقد الإحساس والضمير وفوق ذلك كله فهو نظام مستعبد ولا يجدي معه إلا إسلوب معاملة العبيد الذي تعوده وشب عليه ، ومن شب على شيئ شاب عليه .

وهذا ما يجب أن ندركه جميعا وتدركه قيادتنا الحكيمة ، لقد أكملت عليه الحجة ولم تترك بابا إلا وطرقته ولا منبرا إلا وصدعت منه وطالبت وناشدت وطال صبرها وصبر الشعب على ممارسة هذا النظام الغشوم ولكن دون جدوى !!

لم يعد أمامنا إلا خيارا واحدا هو ضرب رأس الأخطبوط ضربة قوية تسبب شلل كل أطرافه، بعدها لن تقوى على حجز السفن وستتركها تتحرك رغما عن أنفها ، فلا يسهر إلانسان إلا الألم والنار ما تحرق إلا رجل واطيها