النباء اليقين

في ظل استمرار عدوانها على اليمن.. هل تجنح الرياض للسلام أم ستكون للميدان كلمة الفصل؟

تفاصيل جديدة قدمتها القوات اليمنية بشأن المرحلة الثانية من عملية “نصر من الله” التي نفذتها في محور نجران، حيث تم عرض مشاهد لأسرى سعوديين، ووثائق تثبت قتال “داعش” و”القاعدة” الى جانب العدوان. هذا وأكدت حركة انصار الله للمبعوث الاممي ان المبادرة التي قدمتها تدلل حرص اليمنيين على الاستقرار والحوار السياسي الشامل.

 

عملية “نصر من الله” النوعية في محور نجران، مثلت أكبر عملية عسكرية نفذها الجيش اليمني مع اللجان الشعبية منذ بدء العدوان على اليمن، وكبدته خسارة فادحة في مدة زمنية قصيرة، اسرت خلالها مئات السعوديين بينهم ضباط.

كما تدل العملية تدل على حجمها الكبير والخسائر العظيمة التي تكبدتها قوى العدوان، مما يؤكد للعدو والقريب القوة المتعاظمة لدى الجيش واللجان الشعبية والتي اصبحت اليوم تمثل تهديدا للسعودية.

وفي تفاصيل جديدة عن العملية أكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع خلال مؤتمر صحفي ان القوة الصاروخية اليمنية نفذت 6 عمليات في المرحلة الثانية وكان من أبرزها عملية دك مطار نجران، مبينا ان سلاح الجو المسير نفذ 16 عملية، منها عمليتان مشتركة مع الصاروخية وعمليتين مشتركتين مع المدفعية.

هل تجنح الرياض للسلام أم ستكون للميدان كلمة الفصل؟

وقال سريع ان الدفاع الجوي تمكن من تنفيذ 40 عملية تصدت لمروحيات الاباتشي بمختلف أنواعها ويضشير الى الدور المهم الذي اضطلعت به وحدات الإستطلاع والإستخبارات قبل العملية وساهمت في نجاح العملية بمرحلتيها.

العملية كانت هجومية غير انها اشتملت على عناصر دفاعية في نفس الوقت لتقييد حركة العدو وردعه عن ممارسة اي اختراق للداخل اليمني، وقال متحدث القوات المسلحة ان جيشنا الباسل يمتلك أسلحة ردع قادرة على أن ترد الصاع صاعين مؤكدا من جديد ان عملياتنا العسكرية لن تتوقف إلا بتوقف العدوان وان قواتنا المسلحة ستواصل تنفيذ مختلف المراحل من عملية “نصر من الله”.

هل تجنح الرياض للسلام أم ستكون للميدان كلمة الفصل؟

حجم المساحة الكبيرة التي سيطر عليها الجيش واللجان الشعبية في اطار عملية نجران كشف مستوى القوة التي دفع بها اليمنيون لشن عملية عظيمة بهذا المستوى واعلن العميد سريع عن تأمين أكثر من 150 كلم مربع في المرحلة الثانية من عملية “نصر من الله” بتحرير منطقتي الفرع والصوح وصولاً الى المرتفعات المطلة على مدينة نجران في المرحلة الثانية.

والقضية الابرز في هذا الجانب كيف تمكن الجيش واللجان الشعبية من تنفيذ هذه العملية مع سيطرة الطائرات السعودية على الاجواء، فقال متحدث القوات المسلحة ان أكثر من 600 غارة شنها طيران العدوان خلال تنفيذ المرحلة الثانية من العملية بالاضافة الى تدمير واغتنام أكثر من 120 مدرعة وآلية.

الخسائر الفادحة التي تكبدتها قوى العدوان يجب ان تجعل السعودية تراجع حساباتها في حرب اليمن لان الذي يريد الاستمرار في محرقة اليمن هو لابد ان يكون مجنون ولفت متحدث القوات المسلحة الى مصرع وإصابة مالا يقل عن 200 من العدوان في المرحلة الثانية من عملية “نصر من الله” ووقوع مجموعة كبيرة من قوات العدو في الأسر بينهم سعوديون .

هل تجنح الرياض للسلام أم ستكون للميدان كلمة الفصل؟

هذا وبث الإعلام الحربي، مشاهد من عدد من الأسرى من الجيش السعودي، وقعوا في الأسر خلال المرحلة الثانية من عملية “نصر من الله”، والتي سميت بـ”عملية الشهيد أبو الحسنين”.

كما عثرت قوات الجيش واللجان الشعبية على وثائق خاصة بتنظيمي “داعش” و”القاعدة” الارهابيين، خلال العملية حيث أظهرت مشاهد الإعلام الحربي، التي استعرضها العميد سريع، أوراق فتاوى وأعلام سوداء خاصة بتنظيم “داعش”، كانت بحوزة الأسرى من العسكريين السعوديين والمرتزقة، الذي تم أسرهم خلال العملية.

وتكشف هذه الوثائق، علاقة النظام السعودي بالعناصر التكفيرية التابعة لـ”داعش والقاعدة”، والاستعانة بهم في فتح جبهات ضد قوات الجيش واللجان الشعبية.

وتضمنت احدى الوثائق فتوى من قبل ما يسمى اللجنة الشرعية لتنظيم “القاعدة” في تحشيد الشباب بضرورة الحرب على من أسموهم “الحوثيين”.

هل تجنح الرياض للسلام أم ستكون للميدان كلمة الفصل؟

كما لفت المتحدث يحيى سريع بان القوات اليمنية سيطرت على 3 معسكرات تابعة للعدو بما فيها مخازن أسلحة وعتاد عسكري متنوع في المرحلة الثانية.

وكان العميد سريع قد كشف في مؤتمر صحفي، الأحد الماضي، مدعما بالمشاهد الميدانية، عن تفاصيل المرحلة الأولى من عملية “نصر من الله” ضد الجيش السعودي في محور نجران، التي اعتبرت أكبر عملية استدراج منذ بدء العدوان على اليمن.

وأسفرت عملية “نصر من الله” عن محاصرة ثلاثة ألوية من مرتزقة الجيش السعودي وفصيل من المجندين السعوديين ومقتل مايزيد عن 500 من أفراد جيش العدو، بالإضافة إلى اغتنام مئات الآليات والمدرعات السعودية وكميات كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري.

مبادرة سلام وسط اتون الحرب

وبين ركام الهزائم التي تكبدتها القوات السعودية ومرتزقتها مقابل الجيش واللجان الشعبية وصل المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث إلى صنعاء.

وخلال لقائه المبعوث الاممي اكد قائد حركة انصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن المبادرة التي قدمها رئيس المجلس السياسي الأعلى “مهدي المشاط” تدلل حرص اليمنيين على الاستقرار والحوار السياسي الشامل، محذراً بالقول “من المهم أن يستفيد الطرف الآخر منها وذلك بالكف عن العدوان ورفع الحصار“.

هل تجنح الرياض للسلام أم ستكون للميدان كلمة الفصل؟

وأشار السيد عبدالملك الحوثي وفقا لرئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، إلى “أن الخطوات الإنسانية الأخرى التي قدمتها لجنة الأسرى والمعتقلين في صنعاء مؤخرا من مبادرات متكررة بالإفراج عن مئات من الأسرى ومن طرف واحد تثبت عمليًا أننا نسعى إلى إنهاء هذه المعاناة التي نتجت بسبب العدوان”.

وشدد على أنه من المهم أن تُقابل هذه الخطوة بخطوات إنسانية مماثلة تؤدي إلى تحريك شامل للملف الإنساني وصولًا إلى التبادل الكامل لكل الأسرى والمعتقلين وبما يؤدي إلى إنهاء هذا الملف الإنساني.

كما تم نقاش أفق التسوية السياسية الشاملة المحتملة في هذه الظروف المواتية وسبل المعالجات الإنسانية والاقتصادية بكل ما له صله بمعاناة شعبنا اليمني الذي يعاني من الحصار وما ترتب عليه.

وكانت صنعاء اعلنت قد افرجت عن نحو 350 أسيرا، بينهم 3 سعوديين ورحب غريفيث بهذه المبادرة قائلا في بيان “أدعو الطرفين إلى الاجتماع في أقرب فرصة ممكنة لاستئناف المناقشات حول عمليات التبادل المقبلة وفقاً لالتزاماتهم ضمن إطار اتفاقية ستوكهولم”.

إلى ذلك ناقش المجلس السياسي الأعلى في اليمن برئاسة مهدي المشاط، اليوم الأربعاء، المسار السياسي والجهود التي يبذلها المبعوث الأممي في إطار إعادة العملية السياسية واستئناف المفاوضات، وأكد أن العدوان ومرتزقته عملوا على إفشالها في المراحل الماضية وهو ما يستدعي عدم استمرار مثل هذا السلوك.

هل تجنح الرياض للسلام أم ستكون للميدان كلمة الفصل؟

ودعا القوى السياسية ومختلف شرائح المجتمع، إلى الاستجابة لدعوات المصالحة وجهود الفريق الوطني للمصالحة الوطنية الشاملة والحل السياسي.

وحذر المجلس السياسي الأعلى من إفشال جهود السلام، مؤكدا أن هناك تحضيرات واسعة لضربات لا محدودة وبالغة الأثر بنطاقات زمنية واسعة ستكون كفيلة بهزيمة العدوان وسحق مقدراته إذا لم يجنح للسلام والحوار.

وأكد المجلس السياسي الأعلى جدية وجهوزية الجمهورية اليمنية في تحقيق السلام كونه الرافعة الحقيقية لاستقرار المنطقة وتنميتها.

وتطرق المجلس السياسي الأعلى، إلى المواقف المعلنة على مختلف المستويات تجاه مبادرة السلام التي أطلقها رئيس المجلس والمتضمنة الوقف الكامل لإطلاق الصواريخ والطيران المسير باتجاه السعودية مقابل وقف العدوان ورفع الحصار على اليمن، مرحبا بالتعاطي الايجابي مع المبادرة.

واستعرض الاجتماع تقرير المكتب التنفيذي للرؤية الوطنية لبناء الدولة الحديثة حول مسودة خطة للمرحلة الأولى من الرؤية، مثمنا الجهود التي بذلت لانجازها وتم إحالة المسودة للدراسة لإعداد الموجهات اللازمة بشأنها.

 

*العالم