النباء اليقين

21 سبتمبر تعيد الإعتبار ل26 سبتمبر

محمد الوجيه

يعيش اليوم أبناء الشعب اليمني الذكرى الخامسة لثورة الـ21 من سبتمبر واليمن بأوج قوته وعنفوان صموده ومسطراً عظيم إنتصاراته، حلّت الذكرى بالتزامن مع الإنتصارات التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية داخلياً، وفي عمق أراضي العدو، كان أقواها وأعظمها لحد اللحظة قصف منشأتي بقيق وهجرة خريص التابعتين لشركة أرامكو النفطية، والتي عطلت أكثر من نصف الإنتاج النفطي للسعودية، باعتراف العدو نفسه.

ما كان لهذه الإنتصارات ان تتحقق لولا هذه الثورة المجيدة، الثورة التي ميّزت الخبيث من الطيب، والعدو من الصديق، وتأكد لأبناء الشعب اليمني ان ما هذه المملكة السعودية إلا عدو تاريخي لليمن واليمنيين، وباعتراف المرتزقة أنفسهم، منهم قابعين اليوم في فنادق الرياض، ولا ننسى اليوم تلك المحاضرة القديمة التي القاها الفار علي محسن الأحمر بعيد الوحدة اليمنية عندما قال ان السعودية من اول يوم لقيام الثورة اليمنية – ثورة 26 سبتمبر – وهي ضد الثورة، ومنذ انطلقت اول شرارة للثورة هي ضدها وآوت الملكيين والسلاطين، وبقيت تحارب الثورة، الى ان قال ان السعودية ستضل تحاربنا مهما كان، اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، لأنهم ضد الجمهورية اليمنية، وضد الوحدة، يريدوا لليمن ان يكون قبائل متناحرة، كونهم يكنّوا حقد في قلوبهم ضد اليمنيين خاصة بعد الوحدة، مستشهداً بالبيت الشعري، يعطيك من طرف اللسان حلاوةً ويرُوغ منكَ كما يروغُ الثعلب.

وبالتالي فإن ثورة الـ 21 من سبتمبر جاءت رد اعتبار لثورتي الـ 26 من سبتمبر والحادي عشر من فبراير 2011، لو نظرنا بشكل سريع لأهداف ثورة 26 سبتمبر نجد انها لم تتحقق، كانت مجرد ترويسة على صحيفة الثورة الرسمية، ومكتوبة على كتاب الوطنية لا أكثر، على أرض الواقع لم تتحقق هذه الأهداف، لم نتحرر من الإستبداد، كنا في استبداد خارجي يحكمنا عبر السفارات الأجنبية على رأسها السفارة الأمريكية والسفارة السعودية، لم يكن الحكم عادل والفوارق والإمتيازات بين الطبقات كانت أبرز ملامح الأنظمة السابقة، عدا فترة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي الذي حاول جاهداً إصلاح ما يمكن، فتم اغتياله سعودياً بأيادٍ يمنية عميلة.
لم يكن لدينا جيش وطني لحماية البلاد، وإنما جيش عائلي لحماية العائلة الحاكمة وقوى النفوذ الرسمية والحزبية والقبلية، سياسياً كنا بلا سيادة وبلا استقلال، يحكمنا السفير الأمريكي، والسفير السعودي الذي يعترف بتحريك القوات العسكرية المختلفة باتصال هاتفي، وطائرات بلا طيار تعربد في سماء اليمن وتقصف هنا وهناك، وعند سؤالهم لماذا هذا الإنتهاك للسيادة اليمنية كان الرد ” شو نعمل لهم”.

إقتصادياً ننتظر الهبات والمعونات وممنوعين من التنقيب والاستفادة من خيراتنا وثرواتنا، اجتماعياً وجغرافياً كانت جارة السوء تغذي الصراعات والنعرات العصبية والطائفية والقبلية، وتسعى لتقسيم اليمن الى دويلات عدّة، امنياً كانت الجماعات التكفيرية الإرهابية تسرح وتمرح وتتنقل من مدينة لأخرى، وكانت الإغتيالات والتفجيرات الإرهابية شبه يومي وبرعاية أمريكية سعودية.

ولذلك أدرك أبناء الشعب اليمني قيمة هذه الثورة المجيدة – 21 سبتمبر – التي كان أهم أهدافها هو رفض الوصاية والتبعية، ويكون اليمن هو سيد قراره بنفسه، اما حديثهم الممجوج والمشروخ حول إعادة الملكية وغيرها من التعابير التي لا معنى لها، فقد أكد على عكس ذلك مرارا وتكرارا قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، معتبراً منهم قابعين في فنادق الملكية السعودية، لا يحق لهم الحديث عن الجمهورية لأننا من نحافظ عليها ونحميها.

ختاماً: ان هذه الثورة المجيدة جاءت لتعيد لليمن اعتباره ومكانته الإقليمية بل والعالمية، لقد اهتز العالم على وقع الضربات اليمنية مؤخراً، وحققت هذه الثورة استقلال اليمن وحريته وكرامته، بغض النظر عن الإنتماء والخلفيات، ومؤكدة على ان اليمن حاضراً ومدافعاً عن قضايا الأمة العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي يتحالف ضدها من يعتدي اليوم على اليمن ويضع يده بيد الكيان الصهيوني علانيه.