النباء اليقين

21سبتمبر ثورة الحرية والاستقلال

الهدهد / مقالات

عبدالفتاح علي البنوس

خمس سنوات مضت من عمرها المديد بإذن الله ، خمس سنوات على إبصارها النور ، بعد مسيرة حافلة بالتضحيات والمواقف الوطنية النبيلة التي جسدها من أشعلوا فتيلها ، وقدموا أرواحهم الطاهرة رخيصة من أجل نجاحها ، خمس سنوات على ثورة الشعب اليمني ضد الظلم والتسلط والنهب والفيد والعمالة والوصاية والتبعية للريال السعودي ، والنفط السعودي ، والعقال السعودي ، والتمر السعودي ، والفكر السعودي ، والسياسة السعودية ، والقرار السعودي ، والسفير السعودي.

إنها ثورة الـ21من سبتمبر ، ثورة الحرية والخلاص من الاستبداد والاستعباد ، وثورة الاستقلال والخلاص من الوصاية والتبعية ، في هذا التاريخ من العام 2014م تساقط رموز الشر ، وتهاوت أدوات الباطل ، ودحر هوامير الفساد وفراعنة النهب والفيد والاستغلال ، فروا كالجرذان خوفا من طوفان الثورة الجارف ، الذي جاء لاجتثاثهم وتطهير البلاد من دنسهم ، بعد أن نهبوا البلاد وثرواتها ، وجعلوا منها ملكية خاصة بهم ، يتقاسمونها فيما بينهم في الوقت الذي يكابد السواد الأعظم من اليمنيين مرارة العيش ، وضيق الحال.

نهبوا الأرض وحولوها إلى مزارع لهم ، وسخروا كل إمكانيات الدولة التي كانت تأتي كمساعدات للمزارعين لحسابهم ، تقاسموا النفط والمعادن والثروات ، ومن أجل ذلك أنشأوا المؤسسات والشركات ، حاربوا المستثمرين وفرضوا أنفسهم عليهم شركاء بالقوة من مال الشعب ، احتكروا الاستثمار في قطاع الاتصالات لسنوات ، سخروا الثروة السمكية لحسابهم ، وتحول الوطن إلى مستعمرة خاصة بهم ، المال الخصيب مالهم ، والمواقع الحساسة تحت تصرفهم ، السواحل والأودية في حوزتهم ، حولوا الشعب إلى خدام لهم ، ومن وقف ضدهم كالوا له التهم وأودعوه السجن وساموه سوء العذاب.

من كان يجرؤ أن يقول للجنرال علي محسن الأحمر (لا) ؟! ومن كان يمتلك القدرة على كبح جماح أولاد الأحمر ؟! لقد تحول علي محسن إلى (باهوت) و(غول ) مرعب للجميع ، نهب وبسط على الأراضي ، وجعل لنفسه قوة عسكرية تابعة له تأتمر بأمره وتنتهي بنهيه ، مارس صنوف البطش والتنكيل والإجرام ، وكان الذراع العسكري والرجل الأول للسعودية في اليمن ، وقس على ذلك هوامير الفساد من الطواغيت أصحاب الثروات الطائلة والفلل الفارهة والاستثمارات الهائلة التي نهبوها من أموال وثروات هذا الشعب المغلوب على أمره ، الكل صمتوا وجبنوا أمامهم ، إلى أن تحرك مارد الثورة السبتمبرية ليعلن الانتفاضة في وجوههم ، ليتنفس الشعب الصعداء في مثل هذا اليوم من العام 2014م بعد أن نجح الثوار الأحرار في استئصال هذا الداء الخبيث والخلاص منه إلى غير رجعة.

اسألوا بيت المهيوب عن سوقهم الذي عاد إليهم ، واسألوا كل من تعرضوا للظلم والبطش من علي محسن وأولاد الأحمر وزبانيتهم وعادت لهم حقوقهم ورفعت الثورة الظلم عنهم ، وسيخبرونكم عظمة هذه الثورة ، والأهمية التي تكتسبها ، جاملنا ، ونافقنا ، وداهنا ، وتملقنا ، وكذبنا كثيرا ولكن الحقيقة هي من فرضت نفسها ، لقد كشفت الثورة حقيقة من كانوا يتشدقون باسم الجمهورية والنظام والقانون والحفاظ على السيادة وحماية الثوابت والمكتسبات الوطنية ، حيث تبخرت كلها في الهواء وظهروا على حقيقتهم بأنهم مجرد عملاء خونة أُجراء يعملون لحساب آل سعود ضد وطنهم وخدمة لمصالحهم ، لا جمهورية ولا وطنية ولا تاريخ ولا جغرافيا ، فضحهم الله أمام الجميع ، سقطت الأقنعة وتجلت الحقائق بكل وضوح.

بالمختصر المفيد، ثورة الـ 21من سبتمبر كانت وستظل ثورة شعب عاف حياة الذل والاستعباد وانتفض على الوصاية والتبعية ، ورفض العمالة والخيانة ، وسعى من أجل تحقيق حريته ، وتأكيد استقلال قراره السياسي ، هي ثورة جامعة شاملة شارك في رسم ملامحها كل اليمنيين الشرفاء الأحرار ، فهي لا تخص طائفة أو جماعة أو تياراً أو حزباً أو مذهباً أو قبيلة ، ولم تأت لإلغاء ما سبقتها من ثورات تمثل تاريخا لليمن واليمنيين على الإطلاق ، وهي أقرب لثورة الـ26من سبتمبر من حيث كونها جاءت لتصحح مسارها واستكمال أهدافها بعد أن جعل منها النافذون الناهبون مطية للنهب والفيد والاستغلال ، وهو ما أزعج حاخامات آل سعود ودفع بهم للتآمر عليها والسعي نحو إجهاضها من خلال شنهم العدوان على بلادنا ، لكي لا تبحر سفينة اليمن إلى شاطئ الأمان ، ولكي لا يعيش الشعب اليمني حالة من العيش الكريم والحياة الهانئة ، ولكي تظل الوصاية السعودية على اليمن واليمنيين ، وتكون الكلمة والقرار في اليمن هما كلمة وقرار السفير السعودي واللجنة السعودية الخاصة ، وهذا ما لا نرضاه لأنفسنا ولا يرضاه الله ورسوله لنا..

الرحمة والخلود للشهداء الأبرار وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد صالح الصماد ، والشفاء للجرحى ، والحرية والخلاص للأسرى والمعتقلين والمفقودين ، والنصر والتمكين لليمن واليمنيين ، والخزي والعار والهزيمة للغزاة المتآمرين وللمرتزقة المنافقين.

وكل عام وأنتم بألف ألف خير وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.