النباء اليقين

شعب الحسين وكربلاء اليمن

الهدهد / مقالات

زيد البعوة

 كل التفاصيل حاضرة اليوم ما عدا الزمان والمكان واختلاف آلة الحرب استئناف بل هو استمرار الصراع بين مشروع الحق والعدل الذي تزعم مبادئه واهداف ثورته الإمام الحسين في التصدي لمشروع الظلم والطغيان والفساد والانحراف الذي قاده يزيد بن معاوية وابن زياد، معركة كربلاء تشتعل مجدداً ليس في العراق بل في اليمن حفيد الحسين يقود المعركة ومعه رجال اليمن الصادقون يخوضون غمار المعركة في التصدي لأحفاد يزيد من العرب والعجم الذين يشنون عدواناً ظالماً على الشعب اليمني بدون وجه حق

التاريخ لا يعيد نفسه فحسب بل التاريخ يستمر وثورة الإمام الحسين لم تتوقف اهدافها بعد غروب شمس العاشر من محرم قبل الف واربع مئة عام بل لا زالت ثورة الإمام الحسين تشق طريقها ضد طغيان يزيد الى يومنا هذا ليس بالضرورة يزيد بن معاوية وليس بالضرورة الحسين نفسه لكن المبادئ والاهداف ومشروع الخير والعدل في مواجهة مشروع الشر والطغيان في كل زمان ومكان وما يحصل خلال هذه السنوات من عدوان امريكي سعودي على الشعب اليمني لا يختلف عما حصل في معركة كربلاء فقط اختلاف بسيط من حيث التطورات العسكرية واختلاف المكان والزمان وطول امد المعركة وانواع الاسلحة وانواع الصراع الشامل لكن طغيان واجرام يزيد هو نفسه الذي يعتدي على الشعب اليمني المسلم الذي يحمل مبادئ وأهداف الحسين عليه السلام

ولو نأتي الى الاسباب التي دفعت الإمام الحسين عليه السلام للخروج شاهراً سيفه ضد طغيان وظلم وفساد الدولة الأموية سنجد انها اسباب محقة لإقامة القسط والعدل ومحاربة الجور والانحراف ثم لو نأتي للمقارنة بين الاسباب والاهداف التي دفعت الحسين للقيام بثورة ضد بني امية والاسباب التي دفعت يزيد وابن زياد للتصدي لثورة الحسين وبين ما يحصل اليوم في اليمن سنجد ان الأسباب التي دفعت دول تحالف العدوان الى شن عدوان على الشعب اليمني هي نفسها الاسباب التي دفعت يزيد بن معاوية لمحاربة مشروع الاسلام المحمدي الذي دعا اليه الحسين وهذا يعني ان دول تحالف العدوان تقوم بدور يزيد والشعب اليمني يجسد ثورة الحسين عليه السلام

اما في ما يتعلق بتفاصيل معركة كربلاء التي حصلت في يوم العاشر من محرم بين الإمام الحسين وبين قوات يزيد نجد ان المعركة من حيث المبدأ لا تختلف كثيراً عن المعركة التي يخوضها الشعب اليمني اليوم بجيشه ولجانه في التصدي للعدوان، صمود وثبات وتضحيات وصبر ومواقف مشرفة وثقة قوية بالله توازي تماماً تضحيات وصبر وثبات الحسين والذين كانوا معه في كربلاء وكذلك الحال بالنسبة للجرائم والطغيان والظلم والحصار وكل الممارسات الاجرامية التي مارسها جيش بني امية تمارسها اليوم دول تحالف العدوان بحق الشعب اليمني ولهذا يمكننا القول أن مّا يحصل اليوم في اليمن هو صورة حية تجسد ايمان وثقة الحسين في اوساط الشعب اليمني الصامد الذي يواجه نسخة اصلية من طغيان وظلم يزيد وبني امية

واليوم بعد مرور مئات السنين على معركة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام نستلهم الكثير والكثير من العبر والدروس خصوصا عندما نربط الماضي بالحاضر من خلال ما تحدث عنه التاريخ الحقيقي غير المزيف وحينها سنخلص الى حقيقة دامغة هي ان الاهداف والمبادئ التي خرج الإمام الحسين شاهراً سيفه ومضحياً بنفسه من اجلها لا تزال باقية كثقافة ومنهج يمارسه الشعب اليمني قولاً وعملاً تحت قيادة حفيد الحسين قائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله الذي يقود الشعب اليمني الصامد في ميدان الصراع مع الطواغيت والمستكبرين وهو يردد ما قاله جده الحسين نعيش اعزاء او نسقط في ساحات القتال كرماء.