النباء اليقين

ثورة الإمام الحسين رؤية القرآن ومنهجية النبوة

كتب/ عدنان الكبسي

في مرحلة استولى على رقاب الأمة الإسلامية وجثم على صدرها شرارها وأراذلوها، وتربع على كرسي الحكم الإسلامي شياطين باسم الإسلام، فتسلطوا على الأمة باسم الدين، وانتهكوا الحرمات واستأثروا بالفيء، وظلموا العباد وأفسدوا البلاد وذلك بعد إنحراف خطير في واقع الأمة أوصلها ذلك الإنحراف إلى أن تظلم وتقهر على يد من المفترض أن يأتي العدل من جانبهم ومن هم الرحماء بها وهم السلاطين.

في ذلك الواقع السيء وبعد سلسلة من الأحداث التي كشفت الحقائق وتبين مسار الشر بعد حقبة من الزمن والتي كانت مليئة بالأخطاء الجسيمة والمساوئ الكبيرة ولكنها كانت من تحت الطاولة، لم يرى سوأتها إلا المتجردون من التبعية العمياء والتعصب الأعمى.

وانكشفت النوايا الخبيثة حينما أتت الوصية باستخلاف السكير الماجن والخبيث الماكر يزيد بن معاوية المشهور بفسقه والمعروف بسكره، وقد نصب في خلافته كرسيين عن يمينه وشماله، فأما الذي على يمينه فكان للقرد وأما الذي على شماله فكان لسرجون النصراني وكان مستشاره في كل تفاصيل الحياة.
يزيد بفساده وظلمه وطغيانه وإجرامه تدجن الأمة لطاعته والإمتثال له والخضوع لإمارته السيئة.

في هذا الواقع المظلم يخرج الإمام الحسين شاهرا سيفه في وجه يزيد، قام الإمام الحسين (عليه السلام) بثورة امتد صداها عبر التاريخ ليقصف كل جبار عنيد.
ثورة الإمام الحسين رؤية القرآن ومنهجية النبوة، ثورة الحسين تجسيد للتوجيهات الإلهية والأوامر الربانية الآمرة بالكفر بالطاغوت ومواجهة الباطل وتطهير الأرض من دنس المفسدين ورجس المجرمين، ليقوم الناس بالقسط حتى تعم العدالة البشرية ويسود الحياة الحق لينعم البشر بالحرية والعدالة.

خرج الإمام الحسين (عليه السلام) على يزيد شاقا طريق الخروج على الظالمين، والتمرد على المجرمين ورفض الطاغوت والكفر بسلاطين الجور.

الإمام الحسين تحرك بحركة القرآن وتوجه بتوجه القرآن، ومثل القرآن تمثيلا كاملا وجسده في واقع الحياة مع معرفته الكاملة بحجم التضحية التي سيحتاجها عند تجسيد القرآن الكريم.

خروج الإمام الحسين على يزيد عين الصواب، وخروجه وتوجهه بتلك الكيفية وذلك التحرك وبتلك الترتيبات عين الحكمة، لم يخطئ الإمام لا في الطريقة ولا في الزمن ولا في المكان ولا في أي شيء.

ولم يدفع الإمام الحسين إلى الخروج على يزيد الظالم كتب الكوفة ورسائل العراق، وإنما دفعه للخروج على الظلم كتاب الله، وروحية جده محمد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).

جوهر القرآن وريح النبوة فجرت ثورة الغضب وبراكين الإجتياح لتستأصل جذور الطغيان.

فقدم الإمام الحسين (عليه السلام) دروس البطولة في كربلاء، وقدم شهادة بأن الإسلام لا يبني فراعنة ولا يمجد الظالمين، ولا يقدس علماء السوء، بل جاء الإسلام ليحرر الناس من الطاغوت ويطعم الناس حلاوة الحياة المليئة بالقسط.

الإمام الحسين (عليه السلام) بثورته المباركة أبان معالم الإسلام ومبادئ الإيمان، ووضح أن الحق لا ينسجم مع الباطل بل يزهقه، ولا يمكن لحملة الحق أن يسكتوا على الظلم وإن تلبس الإيمان وزعم الإسلام فهو يستخدم التقى غطاء جرمه وفسقه.

فلا يمكن لأهل التقى أن يمدوا يد البيعة للمفسدين، ولا يمكن لأهل الصلاح أن يدعوا للظالمين، ولا يقبل الخير الشر.

فثورة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) تفرض علينا أن نقوم بالثورات على حكام العرب والمسلمين المطبعين مع الكيان الصهيوني قتلة الأطفال والنساء، لأنهم إمتداد لظلم وطغيان يزيد وخداع ومكر معاوية.

فلابد من ثورة حسينية تمتد في الشعوب الإسلامية لتجتث عروش الظالمين وتسقط كبرياء المستكبرين وتقطع يد العمالة والنفاق، ثورة حسينية تلاحق كل معتد أثيم، وتطارد كل باغ عميل.

ثورة الحسين كابوس يقلق الظالمين ويقلق علماء السوء، فتحركوا في التنقيص من خروج الإمام الحسين على ظلم يزيد واستخطأوا ثورته، ومنحوا يزيد المجرم شرعية قتل الإمام الحسين وأهله وأطفاله، وسبي بنات رسول الله، وشرعنوا ليزيد إباحة الأعراض وإغتصاب بنات أصحاب رسول الله، بنات المهاجرين والأنصار، وشرعنوا أيضا ليزيد الطاغية إحراق الكعبة ورميها بالمنجنيق كما هم اليوم يشرعنوا لمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد قتل أطفال ونساء اليمن، فطغاة العرب إمتداد لطغيان يزيد وعلماء الوهابية إمتداد لعلماء يزيد، والسفراء الأمريكيين إمتداد لسرجون النصراني مستشار يزيد.

أما ثورات الأحرار وخروج المؤمنين على مفسدي العرب فهي إمتداد لثورة الإمام الحسين وخروجه على يزيد بن معاوية.

والشعب اليمني في مواجهته للعدوان ومرتزقته يسير على خطى الإمام الحسين، جعل من بطولات الجبهات حسينية، وتحول رجال اليمن إلى حسينيين في مجابهة الإستكبار العالمي وقتال قرن الشيطان وكسره ليتسنى له بعد كسر قرن الشيطان أن يقصف الشيطان الأكبر وتدميره واجتثاثه من واقع الحياة.

ملتقى الكتاب اليمنيين