النباء اليقين

الخلفية التاريخية للنزاعات فی جنوب اليمن.. لماذا تصرّ أبو ظبي على انفصال جنوب اليمن؟

الهدهد

خلال الأسابيع الأخيرة، حدثت العديد من الاشتباكات العنيفة بين القوات الموالية للرئيس اليمني المستقيل “عبد ربه منصور هادي” والقوات التابعة لما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” في جنوب اليمن وهنا يمكن القول بأن هذه الاشتباكات جاءت عقب الحادثة التي وقعت في معسكر الجلاء” في عدن.

وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي كانت خلال الفترة الماضية تسيطر على عدد من المناطق مثل “عدن” و”لحج” و”الضالع”، بعدما تمكّنت من طرد القوات الموالية للرئيس المستقيل “منصور هادي”.

ولكن في المناطق الشمالية والشرقية، مثل محافظتي “شبوة” و”أبين”، بما في ذلك مدينة “عتق” عاصمة محافظة “شبوة، تمكّنت القوات الموالية للرئيس المستقيل “منصور هادي” من السيطرة عليها وطرد خصومهم منها.

ولفتت تلك المصادر الإخبارية إلى أن المناطق الواقعة خارج سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” في اليمن، أصبحت في وقتنا الحالي مناطق تتنافس عليها السعودية والإمارات لبسط نفوذهما فيها، ويبدو أن “أبو ظبي” تتمتع بنفوذ أكبر في المناطق الجنوبية مثل عدن وأبين، بينما تتمتع الرياض بنفوذ كبير في المناطق الشمالية مثل مأرب وحضرموت.

الخلفية التاريخية للأزمة والحقد القديم في الجنوب ضد الرئيس المستقيل “منصور هادي”

قبل الوحدة بين شطري اليمن الشمالي والجنوبي، كان لكلا النظامين حزب حاكم فتأسس حزب المؤتمر الشعبي العام عام 1982في شمال اليمن وكان الحزب الاشتراكي الجنوبي الحزب الحاكم بجنوب اليمن وكانت الوحدة هدفاً لكلا النظامين في الشمال والجنوب منذ ستينيات القرن العشرين ولكن اختلاف النظام السياسي والاقتصادي كان عاملاً معرقلاً وكانت هناك عوامل أخرى مثل التدخلات الخارجية ولكن التغييرات الداخلية والخارجية الطارئة ساعدت على قيام الوحدة اليمنية ولقد تم إعلان الوحدة رسمياً في 22 عام 1990 واعتبار “علي عبدالله صالح” رئيساً للبلاد و”علي سالم البيض” نائباً لرئيس الجمهورية اليمنية.

وفي عام 1994، أعلن “علي سالم البيض” عن الانفصال وجرت في تلك الفترة حرب بين شمال اليمن وجنوبه، والنقطة المهمة هنا هي أن “منصور هادي” كان قائداً لقاعدة “العند” الاستراتيجية الواقعة في محافظة “لحج” الجنوبية وفي ذلك الوقت كان تعاون “منصور هادي” مع القوات الشمالية، أحد الأسباب الرئيسة لسقوط عدن وهزيمة المطالبين بانفصال الجنوب، ولهذا السبب، لم يرحّب أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي بـ”منصور هادي”، منذ بداية الأزمة في اليمن.

يذكر أن قاعدة “العند” الاستراتيجية هي التي تم استهدافها بطائرة مسيرة قبل عدة أسابيع ما أدّى إلى مقتل العشرات من الجنود الموالين لتحالف العدوان السعودي الإماراتي.

التركيبة الحالية لأعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي

إن أغلبية أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي الحالي هم أولئك الذين قاتلوا في صفوف الانفصاليين في الحرب الأهلية التي وقعت عام 1994 والشخصية البارزة في هذا المجلس هي “عيدروس الزبيدي” الذي حُكم عليه بالإعدام أثناء فترة حكم الرئيس السابق “علي عبد الله صالح”.

يذكر أن “الزبيدي” شارك في الاشتباكات العسكرية التي دارت في محافظة “الضالع” في عامي 2013 و2014 ضد قوات الرئيس السابق “علي عبدالله صالح”، ثم في سنة 2015 لعب “الزبيدي” دوراً مهماً في إعادة السيطرة على عدن وغيرها من المناطق الجنوبية وطرد القوات الشمالية منها، وبهذا أصبح واحداً من أهم الحلفاء اليمنيين الجنوبيين لتحالف العدوان الذي تقوده السعودية.

وخلال السنوات الماضية قامت الإمارات بدعم “الزبيدي” بالمال والسلاح وذلك من أجل الانقلاب على تحالف العدوان السعودي وفرض سيطرة القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي على كل المناطق الجنوبية والمناداة إلى الانفصال.

التطورات الأخيرة في عدن

كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن قوات الرئيس المستقيل “منصور هادي” الموالية لتحالف العدوان السعودي، شنّت الأسبوع الماضي هجمات عسكرية واسعة على عدد من المناطق الجنوبية التي سيطرة عليها في وقت سابق قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، وتمكّنت قوات “منصور هادي” من الوصول إلى وسط مدينة عدن، والسيطرة على مطار عدن الدولي ولفتت تلك المصادر إلى أن قوات “منصور هادي” كانت على وشك بسط سيطرتها على كل المناطق الجنوبية، إلا أن الطائرات الحربية الإماراتية قامت بقصف تلك القوات، ما أدّى إلى مقتل وجرح العشرات من هذه القوات الموالية لـ”منصور هادي”، الأمر الذي تسبّب في تراجعهم إلى محافظتي شبوة ومأرب.

المصدر: الوقت