النباء اليقين

سقوط الذريعة في العدوان على اليمن

الهدهد

من اللحظة الأولى التي اندلع فيها عدوان التحالف السعودي على اليمن، والأبواق الإعلامية لهذا التحالف لم تتوقف عن تسويغ الجرائم الفظيعة والمجازر المروّعة بحق الشعب اليمني تحت ذريعة «إعادة الشرعية»، و«تمكين الشرعية»، وما إلى ذلك من شعارات وتصريحات كاذبة وتضليل إعلامي غير مسبوق بشأن تحالف العدوان والقتل والإجرام إلى ما يمكن تسميته تهكماً «تحالف الشرعية».

خمس سنوات مضت على الشعب اليمني سقط خلالها آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ والقذائف التقليدية والمحرّمة دولياً والمصنّعة أمريكياً وفي الدول الغربية تحت ذريعة «إعادة الشرعية».. خمس سنوات من القتل والتجويع للشعب اليمني بنسائه ورجاله وشيوخه وأطفاله تحت ذريعة «إعادة الشرعية».

خمس سنوات من الحصار ومنع الدواء والغذاء واستجلاب الأوبئة التي اندثرت منذ عشرات السنين بفعل تدمير البنية التحتية لمياه الشرب وقصف المشافي والمستوصفات والنقاط الطبية تحت ذريعة «إعادة الشرعية».

مئات الآلاف من الشعب اليمني سقطوا بين شهيد وجريح ومشوه حرب، وأسر أبيدت على بكرة أبيها وملايين اليمنيين شردوا وهجروا من جراء تدمير منازلهم وقراهم ومدنهم، وحافلات تلاميذ نسفت وجيل بأكمله من أطفال اليمن حرم من التعليم تحت ذريعة «إعادة الشرعية».

فما هي هذه «الشرعية»؟!

إنها عبد ربه منصور هادي عميل السعودية ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفهم جميعاً الكيان الصهيوني الذي يتبارى معه بنو سعود في قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير المنازل والبنى التحتية ومنع كل أشكال الحياة عن الإنسان في اليمن، وكذلك في فلسطين، حتى نشأ بين هؤلاء القتلة تحالف العاشق والمعشوق المبني على الإجرام والقتل.

منصور هادي عميل السعودية الخائن لشعبه ووطنه والقابع في عاصمة بني سعود «الرياض» هو «شرعية» تحالف العدوان على اليمن، والذي يستميت لإعادته إلى السلطة في اليمن للسيطرة على مقدرات هذا البلد وقراره وإلحاقه بكيان العدوان ومشاريعه التدميرية للمنطقة برمتها.

خلال السنوات الخمس الماضية من العدوان السعودي ومن يتحالف معه على اليمن أوجد هذا العدوان مكاناً ضيقاً جداً لعميله هادي في عدن وتوهم أنه يستطيع أن يقنع اليمنيين في الجنوب «بشرعيته» تحت وطأة السلاح والاحتلال والمرتزقة من كل حدب وصوب.. ولكن ماذا حدث؟!.

لقد تكشفت نيات المتحالفين بل إن هؤلاء المتحالفين برغم نفاقهم المعلن بقوة تحالفهم لم يستطيعوا الاستمرار أكثر في هذا النفاق، فانقلب من يدعمونهم بعضهم على بعض، وأسقطوا الذريعة الكذبة وأثبتوا من جديد أن الهدف من وراء هذه الحرب المدمرة هو تقسيم اليمن وشرذمته إلى كانتونات يتبع كل واحد منها طرفاً من أطراف العدوان، فشهد شاهد من أهلها وخرج عميل بني سعود يتهم أحد أطراف التحالف بدعم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي عمل على محو كل أثر لهذا العميل من عدن ومحيطها،

وما الاقتتال الجاري في جنوب اليمن بين عملاء أطراف العدوان للسيطرة على الجزء الجنوبي من اليمن إلا دليل آخر على فشل العدوان في كل ذرائعه ومسوغاته وانكشاف أمر المتآمرين ويأسهم من تحقيق مشروعهم الكبير الذي توهموه في بداية حربهم على اليمن، فلم يبق أمامهم سوى الاقتتال على جزء منه متناسين أن الشعب اليمني وجيشه الوطني ولجانه الشعبية سيستعيدون هذا الجزء أيضاً، وسيطردونهم منه إن عاجلاً أم آجلاً، وسيسقطون أوهامهم وذرائعهم معاً وفي آن واحد.

(هيثم صالح – كاتب من سوريا)